بيروت: سجل لبنان إصابة بمرض الكوليرا في محافظة عكار الشمالية، لتكون أول حالة تشهدها البلاد المنهكة اقتصادياً منذ العام 1993، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الخميس.

ويأتي ذلك في وقت تشهد سوريا المجاورة انتشاراً للمرض الذي أودى بنحو 40 شخصاً حتى الآن.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنه تم تسجيل أول إصابة بالكوليرا الأربعاء في محافظة عكار في شمال لبنان، والتي تعد أكثر المناطق فقراً في البلاد.

وأشارت الوزارة إلى أن "حالة المريض مستقرة وهو يتلقى العلاج في المستشفى"، لافتة إلى أنها "الحالة الأولى في لبنان منذ 1993، تاريخ آخر تفشٍّ للكوليرا".

الاستجابة لتفشي الكوليرا

وبناء عليه، شكلت وزارة الصحة خلية أزمة تضم خبراء واختصاصين للاستجابة لتفشي الكوليرا، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية عن وزارة الصحة.

ويأتي ذلك في وقت يعصف بالبلاد منذ ثلاث سنوات انهيار اقتصادي مزمن أتى على مؤسسات حكومية نهشها الفساد والمحسوبية لعقود، فلم تعد قادرة على تقديم سوى ما قلّ من خدمات لمواطنين منهكين يبحثون عن سُبل للاستمرار.

مياه ملوثة

ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو شرب مياه ملوثة، ويؤدي الى الاصابة بإسهال وتقيؤ.

وتشهد سوريا المجاورة منذ أيلول/سبتمبر تفشيا للكوليرا في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009. وأدى النزاع المستمر منذ العام 2011 الى تضرر نحو ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأمم المتحدة.

ويصيب المرض سنوياً ما بين 1,3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفا و143 الف شخص.