شرم الشيخ (مصر): خلال مؤتمر المناخ المنعقد في شرم الشيخ، عرضت الجمعة مجموعة من المبادرات لتحسين رصد انبعاثات الميثان وخفض هذا الغاز المضر بالبيئة والمرتبط خصوصاً بمصادر الطاقة الأحفورية.

فكشفت الأمم المتحدة عن نظام للإنذار والاستجابة لانبعاثات الميثان (MARS) يعتمد على الأقمار الاصطناعية لرصد انبعاثات الميثان كجزء من جهود الحد من ظاهرة الاحترار العالمي.

وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي يقف وراء هذا المشروع إن هذه الأداة هي "أول نظام عالمي وعام قادر على الربط بين رصد غاز الميثان وعملية الإبلاغ".

وعملياً، سيستخدم النظام الجديد بيانات مسوحات تجرى عبر الأقمار الصناعية لرصد "النقاط الساخنة" لغاز الميثان وأعمدة هذا الغاز المتصاعدة في الجو وتحديد مصدرها، ثم تُخطر الحكومات والشركات "حتى تتخذ الجهة المعنية الإجراء المناسب".

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن "إن خفض انبعاثات الميثان يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً وسريعاً (12عامًا في مقابل قرون)، إذ إن سرعة خروج هذا الغاز من الغلاف الجوي أكبر بكثير من ثاني أكسيد الكربون".

وقال المبعوث الأميركي الخاص للمناخ جون كيري إن خفض غاز الميثان هو "الفرصة الأسرع" لمساعدة العالم على الوصول إلى هدف حصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية.

ويعد غاز الميثان مسؤولاً عما يقرب من 30 % من الاحترار المناخي العالمي حتى الآن، وهو أحد الانبعاثات الناتجة من التسربات في منشآت الوقود الأحفوري وكذلك من مصادر أخرى من صنع الإنسان مثل تربية الماشية ومطامر النفايات.

العام الماضي، تعهدت عشرات الدول طوعاً خفض انبعاثات هذا الغاز بما لا يقل عن 30 % بحلول 2030 ما سيجنب العالم احتراراً قدره 0,2 درجة مئوية بحلول 2050.

وقعت الالتزام حتى الآن 130 دولة بينها الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي في حين أحجمت روسيا والصين.

خفض الانبعاثات

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال محطة سريعة له في شرم الشيخ الجمعة إن هذه المساعي "قد تكون فرصتنا الوحيدة لتحقيق هدف حصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية".

وبمناسبة هذه الزيارة كشفت الولايات المتحدة وهي أكبر منتجي النفط الخام والغاز في العالم، مسودة تشريع جديد لخفض انبعاثاتها.

وقالت وكالة حماية البيئة الأميركية إن المنتجين الأميركيين سيخضعون لمعايير أكثر صرامة على صعيد غاز الميثان.

وتنص مسودة القانون على أن كل الآبار ستخضع "للمراقبة بشكل روتيني بحثا عن تسربات"، كما ستكون "الأطراف التي تصدر عنها انبعاثات فائقة" ملزمة التحرك في حال حدوث تسرب اكتشفه مراقبون "جديرون بالثقة".

أشادت رايتشل كليتسو من منظمة "يونيون أوف كونسرند ساينتيستس" غير الحكومية، بـ"الخطوة الهامة" وطالبت إدارة بايدن بـ"وضع اللمسات الأخيرة عليها سريعاً وفرض أشد القيود الممكنة على انبعاثات غاز الميثان".

وبحسب أداة جديدة لرصد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قدمت الاربعاء على هامش كوب27، فإن الحوض البرمي، وهو مركز إنتاج النفط الصخري الممتد بين تكساس ونيو مكسيكو، يعد أكبر موقع لإنتاج غازات الدفيئة في العالم.

إعلان مشترك للدول

كذلك طرح البيت الأبيض إعلانًا مشتركًا للدول التي تستورد وتنتج الوقود الأحفوري (كندا والولايات المتحدة واليابان والنروج وبريطانيا والاتحاد الأوروبي) للحد من انبعاثات غازات الاحترار العالمي، على أن يتم إضفاء الطابع الرسمي عليه في وقت لاحق خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ.

يريد الشركاء أيضًا تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون و"تقليل" حرق الغازات في مواقع الإنتاج.

وقالت الرئاسة الأميركية "ستتعاون الدول على دعم سياسات أقوى في ما يتعلق بقياس غاز الميثان، وإشراك القطاعين العام والخاص لتحقيق هذه الأهداف".

وقال فرانس تيمرمانس نائب رئيسة المفوضية الأوروبية "من خلال التحرك السريع على صعيد الميثان يمكن أن يكون لنا تأثير كبير للحد من الاحترار المناخي في العقود المقبلة".

لكن منظمة "كلايمت أكشن نتوورك" غير الحكومية رأت أن "النوايا تبدو جديرة بالثناء على الورق"، إلا أن "النص ليس ملزماً قانوناً ولا يقدم شيئاً جديداً".