شرم الشيخ (مصر): اتهمت منظمة غرينبيس البيئية غير الحكومية خلال جلسة الجمعة على هامش قمة المناخ كوب27 المنعقدة في مصر، الدول العربية بـ"تعطيل" الحد من مخاطر التغير المناخي، وسط مطالبات بدور أكبر للشباب في المفاوضات.
وقال أحمد دروبي مدير الحملات الإقليمية في المنظمة لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن مجموعة الدول العربية المشاركة في قمة المناخ "صبت كل طاقتها على تعطيل أي تقدم حقيقي في مجال تقليل المخاطر الناجمة عن تغير المناخ".
وأضاف "كما عرقلت الوفود العربية الاتفاق على نص يحدد 1,5 درجة مئوية كحد أقصى للاحترار وكانت شرسة في معارضتها لأي لغة تتحدث عن التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري".
وطالبت عضو وفد غرينبيس المشارك في المؤتمر الشابة هاجر البلتاجي "بالسماح لأفكارنا (الشباب) المبدعة وقدراتنا المثابرة وجهودنا المستمرة بالمساهمة في تحقيق الأفضل لمستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة".
وعلى الرغم من اعتراف دروبي بدعم الدول العربية لفكرة تأسيس صندوق تعويضات عن الخسائر والأضرار المناخيّة، رأى مسؤول غرينبيس أن البلدان العربية كان يجب أن تؤدي "دورا رياديا في المناداة بمصلحة" الشعوب والمجتمعات في الدول النامية.
وقال "من المفترض أن يكون هذا المؤتمر مؤتمراً إفريقياً بامتياز"، إلا أن المديرة التنفيذية لدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا غِوى نكت حثّت في تقرير للمنظمة الأسبوع الماضي "الوزراء والقياديين والوفود المجتمعة (في كوب27) على الاستماع إلى ممثّلي المجتمعات والدول الأكثر تضرراً من تغيّر المناخ (..) وتجاهل منصات الشركات التجارية العملاقة"
الوقود الأحفوري
وكانت مجموعات رقابية افادت بأن المدافعين عن استخدام الوقود الأحفوري في النسخة الحالية من مؤتمر الأطراف حول المناخ أغرقوا اجتماعات قمة المناخ مع حضور أكثر من 600 ممثل لكبرى الشركات الملوثة للبيئة في العالم بزيادة نسبتها 25 % عن حضور النسخة السابقة من المؤتمر في غلاسكو.
مصر
ومن مفارقات قمة المناخ كان قيام مصر، البلد المضيف لمؤتمر الأطراف بمنتجع شرم الشيخ السياحي، بإعلان خطط جديدة لشركة توتال إنرجي العملاقة في مجال الطاقة "للاسراع في تنفيذ مشروعات البحث والتنقيب وإنتاج البترول والغاز" فى البلد العربي الأكبر من حيث عدد السكان الذي يتخطى 104 ملايين نسمة.
وأعلنت مصر استراتيجيتها للإسراع فى الوصول بمساهمة الطاقة الجديدة والمتجددة إلى نسبة 42 % في مصادر الطاقة بالبلاد بحلول العام 2030.
وفي هذا الصدد قال دروبي إنه "بدلا من التركيز على وضع آلية التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري، تراهن الدول العربية النفطية على تكنولوجيات غير مثبتة وغير مجربة مثل تثبيت وتخزين الكربون"، مشيرا إلى أن ذلك "يخدم مصالح هذه الدول النفطية الغنية بينما يغفل الأثر السلبي لهذا التوجه على جيرانهم الأكثر عرضة لآثار الأزمة".
وتخوف دروبي من مبادرات الشرق الأوسط التي تقدم "حلولا كاذبة" وقال "هدفنا هو الصفر الحقيقي وليس الصفر الصافي"، في اشارة إلى تقليل الانبعاثات الضارة.
ومن المغرب قالت ناشطة المناخ فاطمة الزهراء طريب "نحن الشباب العربي مستاؤون من موقف المجموعة العربية في المفاوضات، ولكننا ما زلنا نأمل وندفع نحو اتخاذ موقف مغاير وجريء حتى اللحظات الأخيرة".
التعليقات