شرم الشيخ (مصر): رحب المبعوث الصيني للمناخ شيي جينخوا السبت باستئناف المحادثات الرسمية مع نظيره الأميركي جون كيري ووصفها بأنها "بناءة جدا"، بعدما كان التعاون معلقا بين أكبر دولتين مسببتين لتلوث المناخ في العالم.

وصف شيي مباحثاته مع كيري في منتجع شرم الشيخ المصري السياحي حيث يعقد مؤتمر الأطراف حول المناخ كوب27 بأنها "صريحة وودية وإيجابية" و"بناءة للغاية بشكل عام".

وقال للصحافيين "اتفقنا على أنه بعد مؤتمر الأطراف حول المناخ سنواصل المحادثات الرسمية، بما في ذلك الاجتماعات وجها لوجه"، مشيرا إلى أنه يعرف كيري منذ أكثر من عقدين.

وأتى هذا اللقاء بعد اتفاق الرئيسين الأميركي والصيني على معاودة التعاون بشأن تغير المناخ في قمة مجموعة العشرين بإندونيسيا مطلع الأسبوع.

ويعد التعاون بين القوتين العظميين أمرا أساسيا في مكافحة الاحترار العالمي، وأدى إلى احراز تقدم كبير في مؤتمرات الأطراف السابقة حول المناخ.

لكن المبعوث الصيني شدد أيضا على الخلافات المستمرة مع الدول الغربية، رافضا فكرة أنه لا ينبغي اعتبار الصين دولة نامية، مع أنها باتت ثاني أكبر اقتصادات العالم.

ويعد هذا الفرق في التصنيف أساسيا، فبموجب شروط معاهدة الأمم المتحدة للمناخ الأساسية عام 1992، ينبغي على البلدان المتطورة مساعدة الدول النامية ماليا في تحولات الطاقة الخاصة بها والجهود المبذولة لتعزيز مقاومة تأثيرات المناخ.

وقال شيي إن اتفاقية باريس "أوضحت أن مسؤولية توفير التمويل .. تقع على عاتق الدول المتطورة".

وكانت هذه المسألة في صلب المباحثات الساخنة في مؤتمر المناخ كوب27 حول إنشاء صندوق لـ"الخسائر والأضرار" لتعويض الدول الفقيرة عن آثار تغير المناخ المدمرة.

ففي باكستان، تسببت الفيضانات هذا العام في نزوح الملايين وخلفت أضرارا وخسائر اقتصادية قدرها 30 مليار دولار، بحسب البنك الدولي.

ويرى الاتحاد الأوروبي أن الصين وغيرها من البلدان النامية التي أصبحت أكثر ثراء، مثل السعودية، يجب أن تكون بين المساهمين الماليين في هذا الصندوق.

وشدد الاتحاد الأوروبي على استخدام صندوق الخسائر والأضرار لمساعدة الدول "الأكثر ضعفاً"، ما يعني استبعاد الصين من تلقي المساعدات.

وفي هذا الصدد قال شيي "آمل أن يتم تقديمه (التمويل) إلى الدول الضعيفة في المقام الأول، لكن الدول النامية يجب أن تكون المستفيدة".

والسبت اقتربت الدول الغنية والنامية من التوصل لاتفاق بشأن هذه المسألة.