أشارت صحيفة «ديلي بيست»، إلى أن لقاحات «كورونا» قد ألهمت شركات الأدوية لتطوير لقاحات للسرطان تستخدم تقنية الحمض النووي الريبي المرسال، أو mRNA، المستخدمة في الكثير من اللقاحات المضادة للفيروس.

ويشرح التقرير أن تقنية «mRNA»، هي مادة وراثية تحفّز الجسم على إنتاج بروتين معين مكافح للمرض. وفي حالة لقاحات «كورونا»، تقوم التقنية بإنتاج البروتين الموجود على سطح الفيروس، وفور إنتاج ذلك البروتين يعتقد الجهاز المناعي بوجود «كورونا» داخل الجسم، فيبدأ في إنتاج الأجسام المضادة كما لو كان الشخص قد أصابه المرض فعلاً.

لكنَّ لقاحات السرطان مختلفة إلى حد كبير. فهي لا تمنع الإصابة بالمرض الخبيث، بل تُستخدم في علاج الأشخاص المصابين به بالفعل.

ويعمل الباحثون في شركات الأدوية الكبرى منذ عامين على تطوير هذه اللقاحات الجديدة المضادة للسرطان، إلا أن أول تقدم ملموس في هذا الشأن لم يتم إلا الأسبوع الماضي فقط، حين أعلنت شركة «موديرنا» عن النتائج الأولية لأول تجربة عشوائية بشرية على الإطلاق للقاح سرطان يستخدم تقنية لقاح «كورونا».

تجربة

وشملت التجربة 157 شخصاً مصاباً بسرطان الجلد، تلقى نصفهم علاجاً تقليدياً للمرض، في حين تلقى النصف الآخر اللقاح الجديد جنباً إلى جنب مع العلاج التقليدي. وذكر الباحثون أن اللقاح قلل من خطر عودة المرض أو الوفاة بنسبة 44 في المئة.

ولفت الفريق إلى أن هذه اللقاحات يمكن أن تؤدي إلى أكبر انخفاض في معدل وفيات السرطان منذ عقود.

في هذا السياق، يقول جراح الأعصاب بجامعة فلوريدا إلياس سايتور، الذي يشارك في تطوير اللقاحات الجديدة، إن «أفضل ما في تقنية الحمض النووي الريبي المرسال هي أنها مرنة للغاية، ويمكن هندستها لإنتاج مجموعة واسعة من البروتينات لمكافحة الأمراض المختلفة».

ويضيف: «الأمر ليس سهلاً تماماً فيما يتعلق بالسرطان، لأن أنواع السرطانات ليست متشابهة. ما يتطلب استخدام خوارزميات مختلفة تتناسب مع الجهاز المناعي لكل فرد على حدة بعد إصابته بالسرطان».

ويشرح: «عملية التصنيع تبدأ بتحديد الطفرات الجينية في الخلايا السرطانية للمريض والتي يمكن أن تؤدي إلى ظهور المستضدات الجديدة (البروتينات التي تتشكل على الخلايا السرطانية). بعد ذلك، تتنبأ خوارزميات الكومبيوتر بهذه المستضدات الجديدة حتى تتمكن اللقاحات من التصدي لها بفاعلية».