لندن: يُعرض في لندن بدءاً من الجمعة هيكل عظمي جرى صبّه لأحد أكبر الديناصورات على الإطلاق، في أوّل معرض لهيكل عظمي مماثل في أوروبا.

وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مئة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً.


مشهد كامل للهيكل المعروض في متحف الطبيعة في لندن

ويُعرَض الهيكل العظمي للحيوان الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى "تيتان باتاغونيا" في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن. وأكد الباحثون أنّ هذا الديناصور ولو كان بوضعية مستقيمة لكان حجمه مماثلاً لمبنى مؤلّف من خمس طبقات.

ويشكل الهيكل العظمي البالغ ارتفاعه 37,2 متراً نسخة طبق الأصل لأحد التيتانوصورات الستة التي عُثر عليها بعدما اكتشف مزارع أرجنتيني عظمة ضخمة بارزة من الأرض في العام 2010. واستمرت أعمال الحفر في الموقع حتى العام 2015.

وقال المسؤول العلمي عن المعرض بول باريت، في حديث إلى وكالة فرانس برس "اكتشفوا مقبرة لستة حيوانات في الأرض. وتمكنوا في غضون ثلاث سنوات تقريباً من استخراج كل العظام، واستنتجوا أنهم اكتشفوا نوعاً جديداً من الديناصورات العملاقة هي أحد أكبر الأنواع التي عاشت على الأرض".

وكانت الديناصورات التي عُثر على عظام لها، تعيش في غابات باتت حالياً تشكل باتاغونيا، خلال العصر الطباشيري المتأخر قبل 95 إلى مئة مليون سنة.

حيوانات عاشبة
وأوضح الباحثون أنّ هذه الحيوانات العاشبة العملاقة تزن نحو 57 طناً، وتتميز بأعناق ضخمة وذيول طويلة.

ويعتقد العلماء أنّ الحيوانات الستة نفقت في الوقت نفسه، من دون أن يتوصّلوا بعد إلى معرفة سبب نفوقها.

وبعد الاكتشاف الذي تم التوصل إليه في الأرجنتين، أجرى الخبراء عمليات مسح ثلاثية الأبعاد لكل ديناصور بهدف إنشاء نسخ طبق الأصل باستخدام راتنج البولي أستر والألياف الزجاجية، ثم ثبتوها لاحقاً فوق هيكل فولاذي.

واحتاجت شركة كندية أكثر من ستة أشهر لتصنيع الهيكل العملاق باستخدام عشرات العظام المتحجرة المستخرجة من الموقع.

ووصلت قطع الهيكل العظمي إلى لندن داخل 32 صندوقاً مختلفاً، مما يعني أنّ كل جزء رُكّب كأحجية تركيب صور مقطّعة (بازل) عملاقة"، على حدّ قول سينيد مارّون من متحف التاريخ الطبيعي.

وأوضحت مارّون أنّ عرض الهيكل العظمي يهدف إلى "إيضاح كيفية نموّ حيوان ضخم كهذا، فبعدما كان بيضة أصغر من كرة القدم، بات حيواناً عملاقاً يزن 57 طناً".