جوهانسبرغ: حضّ خبير في الامم المتحدة الجمعة جنوب افريقيا على تعزيز جهودها للتصدي "للعنصرية البيئية" التي تعاني منها البلاد منذ نظام الفصل العنصري.

وأعرب ماركوس أوريانا المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالمواد السامة وحقوق الإنسان عن صدمته حيال وفاة أطفال بسبب ضعف الرقابة على المبيدات الحشرية، داعيا إلى تنظيم أفضل.

وقال أوريانا في بيان إن مطامر النفايات والصناعات الملوثة في جنوب افريقيا غالبا ما يتم وضعها في مناطق الطبقات الفقيرة والمهاجرة.

وأضاف أن البطالة والمواد الكيميائية الصناعية الخطرة وانعدام المساواة من بين الأسباب التي تجعل من الصعب التغلب على "إرث العنصرية البيئية".

وأشار إلى أن في البلاد "مناجم ومكبات نفايات مهجورة وتصريف لحمض المناجم" جرى وضعها في مناطق الفقراء خلال حقبة الفصل العنصري.

وأكد أوريانا الذي اختتم الجمعة زيارة استغرقت 12 يوما إلى جنوب إفريقيا أن تلوث الهواء والماء والتلوث الكيميائي "يؤثر على المجتمعات المهمشة والفقيرة بشكل غير متناسب".

وعلى الرغم من التزام الدستور الجديد في جنوب افريقيا بحقوق الإنسان، إلا أن قوانين حقبة الفصل العنصري ما زالت تعرقل التقدم.

وقال إن "هناك قوانين تعود إلى ما قبل عام 1994 وما زالت تؤدي إلى أضرار وانتهاكات لحقوق الإنسان، مثل القوانين المتعلقة بالنفايات الخطرة التي تعود لعام 1973 وقوانين المبيدات الحشرية من عام 1947".

وصُدم أوريانا عندما علم أن العديد من الأطفال ماتوا نتيجة استهلاك أو التعامل مع المبيدات الزراعية التي تم بيعها بشكل غير قانوني لمكافحة تفشي الحشرات.

ودعا مقرر الأمم المتحدة إلى المساءلة، محذرا من أنه في حال عدم معالجة القضية فإن ثقة الناس بالديموقراطية "تبدأ في التآكل"

وخلف التعدين الذي يعد من أكبر الصناعات في جنوب إفريقيا آلاف مطامر النفايات.

وقال أوريانا في بيانه "إن الأمل في منع التلوث ومعالجته عند إغلاق المناجم ضاع في ضعف تطبيق التشريعات".

ومناجم الفحم التي تساهم في 80 بالمئة من انتاج الكهرباء في البلاد لها تأثير سلبي شديد على تلوث الهواء بسبب انبعاثات الزئبق والرماد والغبار.

ورحبت وزارة البيئة في البلاد بالتقرير معترفة بأن "التوسع الحضري السريع والتصنيع والهجرة إلى جانب التحديات المالية" أعاقت الجهود المبذولة لمواجهة التحديات البيئية.