إيلاف: حذرت دراسة حديثة، من أن صراخ الوالدين على الأطفال أو وصفهم بالأغبياء قد يجعلهم أكثر عرضة لخطر إيذاء أنفسهم أو تعاطي المخدرات في المستقبل.

وتشير الدراسة التي أعدها باحثون بجامعة كوليدج لندن (يو سي أل)، ونشرت في مجلة "ساينس دايركت"، إلى أن "الإساءة اللفظية التي ترتكب من شخص بالغ تجاه طفل، تشمل أنواعاً متعددة مثل الصراخ وتشويه سمعة الطفل والتهديدات اللفظية".

ووجدت دراسة حديثة أجريت في المملكة المتحدة على ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً أن 41 في المئة منهم قالوا إن البالغين، معظمهم من الوالدين أو مقدمي الرعاية أو المعلمين أو أولياء أمور الأصدقاء، كثيرًا ما يستخدمون كلمات مؤذية ومزعجة لإلقاء اللوم عليهم أو إهانتهم أو انتقادهم.

وعند سؤال الأطفال عن أكثر الكلمات المؤذية والمزعجة التي تعرضوا لها، أجاب الأطفال بأنها كانت عبارات مثل "أنت عديم الفائدة"، و"أنت غبي"، و"لا يمكنك فعل أي شيء بشكل صحيح".

وعلى النقيض من ذلك، كانت أكثر العبارات الإيجابية التي سمعوها من البالغين: "أنا فخور بك"، و"يمكنك القيام بذلك"، و"أنا أؤمن بك".

ضرورة احترام "الثقة"
وقال المؤلف المشارك في الدراسة ورئيس قسم علم النفس وعلوم اللغة في جامعة كوليدج لندن، بيتر فوناجي، إن "الأطفال مستعدون وراثياً للثقة بما يفعله الكبار، ويأخذوننا على محمل الجد. وإذا قمنا بخيانة هذه الثقة باستخدام كلمات للإساءة بدلاً من تعليمهم، فإن هذا يمكن أن يترك الأطفال ليس فقط يشعرون بالخجل والعزلة والإقصاء، بل أيضاً غير قادرين على التفاعل مع مجتمعهم والاستفادة الكاملة من التعلم الاجتماعي".

وأضاف: "نعلم من مئات الدراسات أن التعرض للإساءة اللفظية يؤثر بشدة على الأطفال ويرتبط باضطراب نفسي مستمر، وصعوبة في نسج علاقات، واضطرابات جسدية وعقلية، وتكرار الإساءة مع الآخرين، وزيادة احتمال إعادة خلق مواقف مسيئة في حياتهم، على سبيل المثال العثور على شريك يسيء إليهم".

وأشار إلى أن سوء استخدام اللغة يؤدي إلى تدني احترام الذات، وتعاطي الكحول والمخدرات، وزيادة خطر القلق، والاكتئاب".