واشنطن: نجح فريق من العلماء الأميركيين بتطوير دواء لعلاج اكتئاب مابعد الولادة، وأطلق عليه تجاريا إسم زورزوفي (Zorzophy) ، والذى يعد أول دواء يتم تطويره فى هذا الصدد ويحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA). وتقليديا، كانت العلاجات البيولوجية الأولية لاكتئاب ما بعد الولادة تؤدي إلى زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (اس اس اراي). أما عقار زورزوفي، فيقدم آلية جديدة، من خلال العمل على مستقبلات هرمون " ألوبريجنانولون" ، الذي عادة ما ينخفض بعد الولادة، مما يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب. ويوفر زورزوفي - هو العلاج الفموي الأول والوحيد من نوعه الذي يتم إعطاؤه مرة واحدة يوميًا لمدة 14 يومًا- تحسينات سريعة في أعراض الاكتئاب لدى النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة. حتى الآن، كان علاج اكتئاب ما بعد الولادة متاحًا فقط كحقنة وريدية تعطى للأم من مقدم الرعاية الصحية في بعض مرافق الرعاية الصحية. ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟ في هذه اللحظات الحساسة، تتعرض النساء لتأثيرات نفسية غامضة ومكثفة، تجعلهن يعشن حالة من القلق الشديد والحزن العميق، مع تكون إحساس بالتقصير يخيم على وجدانهن. إضافةً إلى ذلك، تعاني النساء من اضطرابات في نومهن، ويمكن أن تتطور الأمور إلى نوبات هلع تقتل السكون الليلي، مصحوبة بأفكار مظلمة، وميول قد تتجه نحو المحاولات الانتحارية. تتجلى حدة هذه الحالة في صعوبة الأمهات في القيام برعاية الأطفال الرضع والتواصل الفعّال معهم، مما يلقي بظلاله على نمو الطفل، سواء من الناحية البدنية أو العاطفية. يتطلب هذا الواقع الحساس تدخلًا فوريًا ودعمًا نفسيًا مستدامًا، بهدف استعادة التوازن لدى النساء وتأمين بيئة صحية لتطور صحي لأطفالهن.
اكتئاب ما بعد الولادة هو نوبة اكتئاب كبرى تحدث عادةً بعد الولادة، ولكن يمكن أن تبدأ أيضًا خلال المراحل المتأخرة من الحمل. يتسم هذا النوع من الاكتئاب بحدته، إذ يمكن أن يبدأ حتى خلال الشهور الأخيرة من الحمل، ليستمر بعدها، متركزًا بشكل خاص في الفترة الزمنية الفاصلة بين مرحلتي الولادة وما بعد الولادة.
- آخر تحديث :
التعليقات