إيلاف من لندن: ما هي المدة المثالية للعلاقة الجنسية الكاملة وصولاً إلى مرحلة "القذف" بما يرضي الرجل والمرأة معاً؟ وما هو التعريف العلمي الدقيق "بمقياس الوقت" لسرعة القذف؟ تساؤلات قديمة متجددة، وهي دائماً تحتاج إلى اجابات علمية، بعيداً عن الانطباعات الاجتماعية الشائعة والعابرة.

صحيفة "دايلي ميل" البريطانية استطلعت رؤية الدكتور ريتشارد فيني خبير الصحة الجنسية، والذي قال إنه في كثير من الأحيان يتأرجح هذا الملف المهم بين التفاخر بطول المدة، أو النكات القاسية سخرية من المدة القصيرة، ويظل السؤال كم من الوقت "يستمر" الرجل في السرير ؟ أي في العلاقة الجنسية الكاملة وصولاً إلى مرحلة "القذف".

بين السرعة والتـأخير
إذا انتهى الأمر بسرعة، فقد ينتهي بالطرف الآخر غير راض بالمرة عن العلاقة الجنسية، و لكن وبنفس القدر، فإن الاستمرار لفترة طويلة جدا يمكن أن يصبح عملا روتينيا يغيب عنه الاستمتاع الجنسي.

من 7 إلى 10 دقائق
لمحاولة إنهاء الجدل حول ما هو مقدار الوقت الطبيعي، بذل العلم قصارى جهده للتوصل إلى بعض الإجابات المحددة.

أشارت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن الرجال في المملكة المتحدة على سبيل المثال يبقون لمدة 7 دقائق في المتوسط ​​قبل القذف، في حين يشير آخرون إلى أن 10 دقائق كانت هي القاعدة.

ولكن إذا انتهى الجنس عاجلا أو آجلا، فهذا ليس بالضرورة مدعاة للقلق، كما يقول الدكتور ريتشارد فيني، استشاري جراحة المسالك البولية في مستشفى الملكة إليزابيث في برمنغهام .

وفي حديثه إلى MailOnline، قال: "مصطلحات مثل سرعة القذف أو تأخر القذف هي مصطلحات ومفاهيم اجتماعية أكثر منها طبية علمية".

على الرغم من أنه يعترف بوجود بعض الحالات التي قد تحتاج فيها سرعة القذف الشديدة إلى تدخل، و تشير المراجع الطبية إلى وجود نمط مستمر من القذف قبل دقيقة واحدة من النشاط الجنسي، قبل أن يرغب الرجل في ذلك، وفي معظم الحالات يتعلق الأمر فقط بـ "المعايير المتصورة" و"المدة المثالية".

3 دراسات للوصول إلى إجابة
استخدمت ثلاث دراسات، تم نشرها جميعها في مجلة الطب الجنسي، منهجيات مختلفة وعينات مختلفة، لكن نتائجها تكشف ما يعتبر "طبيعيا" عندما يتعلق الأمر بمدة ممارسة الجنس.

استطلاع رأي 1660 رجلاً
استطلعت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2023 آراء 1660 رجلاً لمعرفة المدة التي يستغرقها الرجال في القذف على أمل أن يساعد ذلك في تشخيص أولئك الذين يعانون من صعوبة في الوصول إلى النشوة الجنسية.

وطُلب من الرجال، الذين كان متوسط ​​أعمارهم 39 عاما، تقدير المدة التي استغرقوها للقذف منذ بداية التحفيز وحتى النشوة الجنسية في ممارسة الجنس مع الشريك.

تم التقييم على مقياس من 9 نقاط يتراوح من دقيقة واحدة إلى أكثر من 25 دقيقة.

يعترف الدكتور فيني أن هناك بعض الحالات التي تحتاج فيها سرعة القذف إلى التدخل ولكن في معظم الحالات يتعلق الأمر فقط بـ "المعايير المتصورة" و"المدة المثالية".

أكثر من 10 دقائق وصعوبات "النشوة"
وجد الباحثون أن الرجال الذين استغرقوا أكثر من 10 دقائق للقذف كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن "صعوبات النشوة الجنسية" الكبيرة.

وكشفت دراسة أخرى نشرت عام 2020 في نفس المجلة عن المدة التي يدومها الرجال عادة، ولكن هذه المرة من وجهة نظر كل من الرجال والنساء.

تم تجنيد المشاركين من مواقع التواصل الاجتماعي بما في ذلك Facebook و Reddit باستخدام الإعلانات، مما أدى إلى مشاركة 1065 مشاركًا، يتألفون من 571 رجلاً و494 امرأة.

وقد سُئلوا عن المدة التي يعتقدون أن معظم الرجال يستمرون فيها أثناء ممارسة الجنس بعد "الإيلاج" وصولاً للقذف، والمدة التي يعتبرونها مثالية، والوقت الذي يعتقدون أنه مؤهل لسرعة القذف، والمدة التي يستغرقونها شخصيا أثناء ممارسة الجنس.

قدر معظم المشاركين أن الرجال يدومون حوالي 5 دقائق، لكنهم اعترفوا بأن المدة المثالية ستكون ضعف ذلك عند حوالي 10 دقائق.

1.5 دقيقة تساوي سرعة قذف
واتفق الرجال والنساء أيضا على حد متوسط ​​يبلغ حوالي 1.5 دقيقة لما يصنف على أنه سرعة القذف، ومع ذلك، فإن الرجال الذين أبلغوا عن مشاكل في سرعة القذف قدروا الفترات النموذجية والمثالية مقارنة بالرجال الذين لم يفعلوا ذلك.

دراسة من عام 2005 نشرت أيضا في مجلة الطب الجنسي تضمنت سؤال 500 زوجا من عدد من البلدان عن الوقت الذي استغرقه ممارسة الجنس باستخدام ساعة توقيت .

وبشكل عام مارس الأزواج الجنس ثماني مرات في المتوسط ​​على مدار 4 أسابيع، منذ بداية العلاقة الكاملة، استغرق الرجل في المتوسط ​​5.4 دقيقة للقذف، ولكن بصفة عامة تم تسجيل الأوقات من 0.55 ثانية إلى 44.1 دقيقة.

وكشفت الدراسة أن الرجال في المملكة المتحدة استمروا في أغلب الأحيان لمدة 7.6 دقيقة.

الشباب أسرع وكبار السن أيضاً
ووجدت أيضا أن الرجال الأصغر سنًا الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 عامًا كانوا أسرع قليلاً في الانتهاء، بزمن قدره 6.5 دقيقة، بينما كان الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 51 عاما أسرع، بزمن قدره 4.3 دقيقة.

لكن الدكتور فيني قال إن تفسير الدراسات في هذا المجال يمكن أن يكون معقدا نوعا ما، لأن محاولة مراقبة العلاقة الجنسية من المحتمل أن يؤثر سلبا على النتيجة.

وقال الدكتور فيني: "إن محاولة تفسير هذه النتائج وتطبيقها على أشخاص حقيقيين وتجاربهم أمر صعب المنال".

القضية ليست علاقة جنسية.. بل مؤشر للصحة
على الرغم من أنه في معظم الحالات، لا داعي للقلق بشأن المدة التي تقضيها في السرير، إلا أنها قد تكون مؤشرا على صحتك، وتحذر هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا من أن سرعة القذف قد تكون أحد أعراض مشاكل البروستاتا، أو نتيجة لاستخدام عقاقير معينة، يمكن أن يكون للتوتر والقلق بشأن أدائك الجنسي علاقة في المدة التي تستغرقها قبل القذف، وقد يكون تأخر القذف سببه مرض السكري، وبعض مضادات الاكتئاب مثلاً.

وقال الدكتور فيني: "في النهاية، إذا شعر الرجل أن لديه مشاكل في أي جانب من جوانب العملية الجنسية فيجب عليه استشارة الطبيب، ومن غير المرجح أن تكون هناك مشكلة أساسية خطيرة ولكن هناك الكثير مما يمكن القيام به لمعالجة الأعراض وهذا العمل يجعل زيارة الطبيب جديرة بالاهتمام."

لكن الدكتور فيني يوضح أنه لا يوجد تعريف "مقاس واحد يناسب الجميع" للمدة التي يجب أن يبقى فيها الرجل في السرير، ولكن من المهم الانتباه إلى أي تغييرات مفاجئة.

وتابع: "بالنسبة لبعض النساء، قد تكون ممارسة الجنس لمدة 30 دقيقة بمثابة الحلم، ولكن بالنسبة لأخريات قد يكون هذا بمثابة كابوس، بسبب الألم، لذلك لا توجد مدة زمنية واحدة تناسب الجميع، ولا توجد مدة مثالية".

ويضيف :"إن التغيير المفاجئ إلى حد ما في سلوك القذف سيكون أمرا يستحق التدقيق والفحص، ولكن بشكل عام، نادرا ما تكون هناك مشكلة أساسية مهمة."