إيلاف من بيروت: لم يعرف العالم القديم البطاطا قبل اكتشاف قارة أميركا. وقد شكل وصولها إلى أوروبا حدثاً استثنائياً، خصوصاً أن معرفة الأوروبيين بها قد تزامنت مع مجاعة حادة كانت تضرب القارة العجوز حيذاك. وفي خضم عجز أهل القرار عن حل معضلة ندرة الطعام على موائد الفقراء، تفتق ذهن أحدهم عن فكرة لامعة. وفي مقال نشرته مجلة الرفاهية العصرية How To Spend It Arabic، تروي ليلى جوهر تفاصيل مثيرة بهذا الشأن. تكتب هذه الفنانة المولودة في مصر: "في أواخر القرن الثامن عشر، وبينما كانت المجاعة تضرب جزءاً كبيراً من أوروبا، وجد صيدلي اسمه أنطوان - أوغسطين بارمنتييه في البطاطا، وكانت حينها مرذولة وليست ذات شأن، حلاً ممكناً للأزمة الغذائية الحادة، فأقنع الملك لويس السادس عشر بالسماح له بزرع حقل كبير في باريس بالبطاطا، وعيّن حرّاساً لحماية الثمار، سعياً منه إلى جذب انتباه العامة. تنبّه الباريسيون لهذا الأمر، وسرعان ما أضحت زراعة البطاطا من ضرورات الحياة الأنيقة، حتى أن بارمنتييه نفسه أقنع ماري أنطوانيت بدسّ زهور البطاطا في شعرها، ووضعها الملك في عروة قميصه. وهكذا، شاعت البطاطا في فرنسا".
ثنائي مثالي
تعد ليلى جوهر من أبرز مشاهير عالم الطعام راهناً. وفي باب جديد مخصص لها في المجلة عنوانه "فن الضيافة"، تكتب: "تستهويني فكرة إيلاء مكون غذائي متواضع هذا التركيز وهذه الأهمية"، وتضيف: "البطاطا والبيض ثنائي مثالي. حين أشتري أحدهما، أسعى دوماً إلى شراء الآخر. ومع أخذ ذلك في الحسبان، قررت أن أستضيف وليمةً عصر أحد أيام الأحد تبرز التورتيا الإسبانية. أما باقي بنود قائمة الطعام، فتتحلق حول التورتيا. تكون التورتيا المثالية شبيهة بالكاسترد ومبتلة مع قشرة شقراء مطبوخة قليلاً تحافظ على تماسكها. وتكون تركيبتها غنية وشهية، تشبه إلى حد ما البطاطا المهروسة. يشكل وضع تركيبتين متشابهتين لكن مختلفتين في طبق واحد طعاماً مثيراً للاهتمام. لذلك قررت سكب البطاطا المهروسة حول التورتيا، ثم إضافة الكافيار بسخاء على كل شريحة. وأعددت أيضاً بعضاً من صلصة الثوم لتقديمها إلى جانب رقائق البطاطا".
استعانت ليلى جوهر في ترتيب المائدة بعلبتين كبيرتين زرقاوين وبيضاوين لرقائق البطاطا من Bonilla a la Vista، ووضعت على المائدة أيضاً خبز الفوغاس، وبيض الترويت والسلمون، والسلامي، وسلطة الفجل المبقع، وقد أدت كلها دوراً مزدوجاً، طعاماً وديكوراً. تقول: "أحب استخدام أشياء عادية لتزيين المائدة. فبدلاً من حامل الشموع، نقشت فتحة صغيرة في ثمرة بطاطا ووضعت فيها شمعة فضية. وقطعت القليل من نبتة اللبلاب على شرفة منزلي وجعلت من التورتيا تاجاً، وفرغت بيضاً ووضعت فيه الكافيار وبيض السمك. لا زهور، لا مشكلة".
أطلبوا المساعدة من الضيوف
هل من المناسب أن تطلب المساعدة من الضيوف عند دعوتهم إلى وليمة في منزلك؟ تجيب ليلى جوهر عن السؤال بالقول: "لا تخشوا أن تطلبوا من ضيوفكم المساعدة متى احتجتم إليها. امنحوهم كأساً من النبيذ وادعوهم للعمل". وهي تختم المقال الذي يتضمن وصفات شهية لإعداد البطاطا بالقول: "بالنسبة إلى الحلوى، يتعلق الأمر ببعض الدعابة. صنعت كمأً بشوكولا البندق مغلفاً بالمرزبانية ومغبراً بالكاكاو لإضفاء مظهر البطاطا عليه. أحبّ الأطفال هذه التشكيلة، وفي حين لم يضع أحد زهور البطاطا في شعره، نالت البطاطا المتواضعة معاملة ملكية مرة أخرى".
التعليقات