إعداد كارل كوسا من بيروت: أثار شاب لبناني في مقتبل العمر صدمة المارين في منطقة الحمرا في العاصمة بيروت، إذ كان يستجدي الناس عبر مهنة التسول ليمنحوه ما تيسر من نقود وهو يرتدي ثياب التخرج الجامعي.. وبدأت التساؤلات تثار: هل هي الكاميرا الخفية أم نصاب "كوول وستايلش" أم فاقد للذاكرة ومتعرض لصدمة عاطفية جعلته يفقد صوابه.

أكثر من مهنة امتهنها الشاب أمير الفقيه كالتسول وابتياع الورد والركوب في سيارة بناء وتعهدات وورش وبائع في محل سمانة ومعلم أركيلة في مقهى وعامل تنظيف يجمع أكياس القمامة وكل ذلك بثوب التخرج مع القبعة الخاصة عبر أسلوب&يحاول به&إيجاد العلاج لمرض اجتماعي&مزمن عبر خلق صدمة ما هي في الواقع سوى واقع معاش يومي&كان ينقصه مجهر وتليسكوب.

ما القصة ما الأمر رواد مواقع التواصل أدهشتهم الصورة هل هي فوتوشوب أم مزحة أم ماذا تخفي. فقيه أراد إيصال رسالة من خلال أدائه هذه المشهديات النقدية الاجتماعية يعكس واقع حال الشبان المتخرجين للتو الذين لا يجدون وظائف تناسب شهاداتهم الجامعية فيضطرون في نهاية المطاف القبول بأي وظائف متواضعة قد لا تمت إلى العلم والدراسة والرغبات والمؤهلات بصلة ليصل الأمر بهم في أقسى الحالات إلى التسول.

أمير الفقيه طالب تخرج من قسم المرئيات في جامعة سيّدة اللويزة في لبنان، وقرر أن ينشر صور له أثناء ارتدائه ثوب التخرج الجامعي وهو ويقوم بممارسة وظائف مختلفة مثل بيع الورد أو العمل في محل بقالة، وحتى التسوّل في شوارع في بيروت. وقال أمير إن معظم الطّلاب اللبنانيين يصدمون بعد تخرّجهم بواقع لبنان الحزين. فأراد نقل الصدمة إلى الشارع ومستخدمي السوشال ميديا.

يشير الفقيه على حسابه الشخصي على فايسبوك إلى أن ما قام به "شيء رمزي يعكس ما يجري في وطن ضاق بأبنائه وضاق بشبابه، ما جعل منهم قوة متعلمة تطمح إلى الوصول بدون أمل، فيتخرج ابن العشريني بطموح يلامس الكواكب، ليصطدم بحقيقة أن طموحه يتصارع مع التراب، فيتحول من صاحب شهادة عليا إلى شخص سيعمل بأي مهنة، حتى إن لم تحتج دراسة طويلة، ليبقى صامدًا".

يضيف أمير لافتًا إلى سبب ثان نحا به لتجسيد فكرته وهو نشر ثقافة احترام المهن كلها "أي مهنة يعمل بها الشخص بعرق جبينه ليؤمن معيشته كي يبقى". ويختم قوله: "على أمل الوصول... وهيك تخرجنا ومش رح نقوّص لأن ما بتحرز ولأن النجاح الحقيقي مش بالتخرج، النجاح الحقيقي هو نكون على قد المسؤولية لنغير بهالبلد الصغير".
&

&

&

&


&