أثار خبر سحب النائب آلان عون ترشيحه من السباق الانتخابي للتيار الوطني الحر لصالح صهر الجنرال، جبران باسيل، مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان&التي اشتعلت غضبًا.
&
بيروت: أعرب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم جراء سحب النائب آلان عون ترشيحه من الانتخابات المزمع عقدها يوم 20 أيلول (سبتمبر) المقبل، والتي تحدد للعونيين الرئيس المقبل للتيار الوطني الحر.

وكان من المقرر أن يخوض النائب آلان عون النزال الإنتخابي بمواجهة صهر الجنرال، وزير الخارجية الحالي جبران باسيل غير ان النائب الشاب الذي يرتبط هو الآخر بعلاقة قربى مع ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر، فضل الإنسحاب نزولا عند خاطر الجنرال، ولمنع تشرذم القاعدة الشعبية للتيار الوطني الحر.
&
تمزيق بطاقات وتقديم إستقالات

الإعلان عن الإنسحاب، أشعل غضب الناشطين العونيين على مواقع التواصل الإجتماعي، وقد عمد بعضهم إلى تمزيق بطاقات إنتسابهم إلى التيار الوطني الحر، وذلك من أجل التعبير عن غضبهم من إقتراب جبران باسيل من كرسي رئاسة التيار، فيما أعلن القيادي في التيار الوطني الحر، أنطوان الخوري حرب استقالته من التيار بسبب ما اسماه، "تدخلات سياسية حصلت للضغط على الان عون من اجل الإنسحاب وذلك بعد ارتفاع نسبة فوزه في الانتخابات"، لافتاً الى ان "العماد عون اعلن علانية دعمه الكامل لباسيل في الانتخابات".

أنصار التيار العوني يعربون عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي

&

&جبران لا يمثلني

وتوجه الناشط ميشال ابي خليل إلى ميشال عون عبر موقع الفايسبوك قائلا: ايها القائد، ايها العماد، يا من علمني حب الوطن، يا من زرع في قلبي كلمة نضال، هذا القرار سيكرس الشرخ في التيار الوطني الحر، التيار الذي احببناه من صغرنا أصبح مسيَّر"، متسائلا كيف لنا ان نطالب بانتخاب الرئيس (رئيس الجمهورية) من الشعب ونحن غير قادرين على انتخاب رئيسنا".؟!

&وتابع، "كلا يا قائد، فجبران لا يمثلني ولا يمثل الأكثرية الساحقة من الشارع العوني المناضل، اردنا انتخابات نزيهة، اردنا رئيسًا ينفتح على الآخرين، محبوبًا من قاعدته، رئيسًا يجمع المناضلين القدامى ليعود التيار لسابق عهده! اما الآن فثقتنا وتفاؤلنا انتكسا... للأسف".

من جهته شن الناشط فادي الجميل هجوما قاسيا على باسيل متوجها إليه بالقول : "التيّار مش ملك عمّك تا يورّتك يا، التيّار حلم الناس وامل الناس، التيّار وطني وحرّ، وبيبقى حرّ من الاقطاع، من فساد المال السياسي، من التوريث".

هجوم على جبران باسيل

&

التذكير بجملة عون الشهيرة

هاغوب منسيجيان أرفق صورة بطاقة انتسابه الممزقة الى التيار الوطني الحر بجملة كان الجنرال ميشال عون قد أطلقها قبل خروجه من لبنان في تسعينات القرن الماضي وفحواها، "لن يأخذ توقيعي"، في إشارة منه إلى عدم موافقته على وصول باسيل لرئاسة التيار.

بطاقة هاغوب منسيجيان الممزقة

&

وكانت معلومات قد أشارت إلى ان لقاء عقد يوم امس في الرابية لناشطي التيار الوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون حضره الوزير جبران باسيل والنائب آلان عون. وقال العماد عون بعد اللقاء: "كل أفعالنا يجب أن تكون مكرسة لمن استشهد في سبيل الوطن". متابعا" التفاهم الذي جرى بين المتنافسين نهنئهم عليه لأنه جاء نتيجة حوار، فلا رابح ولا خاسر جراء التفاهم بل الكل رابحون لأنه جاء نتيجة رغبة الأكثرية الساحقة، ولا أجنحة في التيار ولا شروط متبادلة بل حوار واختيار للأفضل".

وأضاف عون: " لم نمنع أحداً من الترشح ولن نفعل وهذا أمر مهم جداً، العمل الذي يقوم به التيار بدأ معي لكنه لن ينتهي معي، أنا ضابط الإيقاع في التيار لمرحلة معينة والتنافس مقبول أما الخصومة فلا، وأنا ضمانتكم لكن أتمنى أن تصيروا قريباً ضمانة بعضكم البعض وهذه وصيتي الأخيرة، نحن نموت والتيار يبقى وبقاؤه من بقاء الوطن".

رسالة الإنسحاب

وتوجه النائب آلان عون إلى زملائه ورفاقه في التيار الوطني الحر، برسالة قال فيها: عندما قرّرت خوض إنتخابات رئاسة التيار الوطني الحر، كنت أطمح من خلال هذا التنافس الى تقديم رؤيتي لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة والسعي لتقديم ما أراه الأفضل والأنسب لمستقبل التيار انطلاقاً من تجربة العشر سنوات الأخيرة وما ينتظرنا من تحديات في المرحلة المقبلة".

عون أشار "إلى أن مسار الأمور منذ انطلاق الحملة الإنتخابية إنحرف عن الأهداف المرجوّة وأظهر عدم نضوج الظروف الملائمة لحماية العملية الإنتخابية الحزبية الديمقراطية، وينذر بإنقسام يشكل خطراً على وحدة التيار في المرحلة التي ستلي الانتخابات"، متابعا "نزولاً عند رغبة العماد عون وانطلاقاً من ثقتي المستمرّة بشخصه، وإدراكاً مني لخطورة التداعيات على وحدة التيار خاصة في تلك المرحلة التي يتعرّض فيها للإستهداف السياسي الكبير، أدعوكم جميعاً الى تجاوز تلك المحطة والاستمرار في العمل سوياً يداً بيد لخير هذا التيار ومستقبله، شاكراً كل من عبّر لي عن تأييده ومحبته وثقته".

&لم يحسم الأمر

تجدر الإشارة، "إلى انه وعلى الرغم من إنسحاب عون من المنافسة، وإقتراب باسيل من رئاسة التيار، إلا أن إعلان فارس لويس ترشحه للإنتخابات المزمع إجراؤها في ايلول القادم، قد يقضي على محاولات باسيل في أن يكون رئيسا بالتزكية، وبالتالي سيتوجب عليه خوض المعركة المحسومة سلفا لصالحه، بظل عدم تجاوب لويس مع محاولات إقناعه بسحب ترشيحه".