يسعى سياسيون فلسطينيون قدامى الى توحيد اليساريين الحزبيين وغير الحزبيين في تيار واحد لمواجهة حالة الاستقطاب الثنائي القائمة في الاراضي الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس المتنازعتين.

رام الله : عقد السبت في مدينة رام الله في الضفة الغربية مؤتمر تاسيسي بعنوان quot;مؤتمر التيار الوطني الديمقراطي التقدميquot; شارك فيه حوالي 75 عضوا من الذين كانوا فاعلين في فصائل فلسطينية يسارية. وقال عصام العاروري، وهو احد المبادرين الى تنظيم هذا المؤتمر quot;هذه المبادرة تختلف عن المبادرات السابقة بانها من القواعد، وفيها ناشطون من الاحزاب السياسية اليسارية، واحد اهداف المبادرة هو احداث توازن في الساحة الفلسطينية خاصة في ظل حالة الاستقطاب الثنائية القائمة والتي باتت تهدد المشروع الوطني الفلسطينيquot;.

ووضع القائمون شرطا quot;مميزاquot; كما اعتبروه، لمن اراد الترشح لقيادة هذا التيار، يتمثل في منع تقدم اي من قيادات التيارات الى مناصب عامة، اي وزير او نائب او اي منصب حكومي في السلطة. وقال العاروري quot;وضعنا هذا الشرط كي يخلص من اراد الترشح لرئاسة هذا التيار ويتفرغ لقضايا التيار فقط، وان لا يسعى لاستخدام التيار مطية للوصول الى منصب عامquot;. وتمثل بعض الاحزاب اليسارية في التشكيلات الحكومية التي تم تشكيلها منذ العام 1994، الا ان مستوى تاثير الاحزاب الممثلة في هذه الحكومات لا يتلاءم مع تأثيرها المتضائل في الشارع الفلسطيني.

واشار العاروري الى ان التنسيق جار مع يساريين سابقين في قطاع غزة، وان العمل سيتواصل من اجل عقد مؤتمر عام للتيار صيف العام المقبل. وتعتبر فصائل يسارية من الفصائل المؤسسة لمنظمة التحرير الفلسطينية، الا ان تأثير هذه الفصائل تراجع وهي لم يكن لها تأثير واضح بشأن وقف حالة الانقسام في الاراضي الفلسطينية نتيجة حالة الصراع القائمة بين حركتي فتح وحماس. ومن هذه الفصائل، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينية، والتي تعتبر الفصيل الثالث من حيث الحجم بعد فتح وحماس، يليها حزب الشعب الفلسطيني، وايضا الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطينين، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) وجبهة النضال الشعبي.

وحظيت هذه الفصائل بتأثير واسع في الساحة الفلسطينية في انتفاضة العام 1987، وقبل ذلك، الا انها تراجعت بعد تأسيس السلطة الفلسطينية في العام 1994. وقال القائمون على المؤتمر في بيانهم السياسي quot;ان واقع الحال المستمر في التردي والتراجع والذي تتضح مدلولاته اكثر فاكثر عند كل مرحلة من تاريخ الشعب والقضية الفلسطينية، تتطلب وجودا فاعلا للقوى الديمقراطيةquot;. واشار هؤلاء في بيانهم quot;تتجلى دلائل هذا التراجع مع كل انتخابات سياسية ونقابية (...) والتي كان ابرز محطاتها انتخابات المجلس التشريعي في العام 2006 حيث حصلت قوى اليسار والقوى الديمقراطية مجتمعة على ما لا يزيد عن 8% من اصوات الناخبينquot;.

وكشفت انتخابات 2006 تردي اوضاع اليسار، حيث حظيت الفصائل اليسارية مجتمعة على خمسة مقاعد، ثلاثة للجبهة الشعبية ومقعدان للجبهة الديمقراطية ولحزب الشعب والاتحاد الديمقراطي. وذهبت غالبية المقاعد المائة واثنين وثلاثين لحركة حماس. وقال عمر نزال، وهو ايضا من القائمين على تنظيم المؤتمر ان quot;فصائل اليسار الديمقراطي كانت تشكل 30% من القوى السياسية الفلسطينية، لكن هذه النسبة تراجعت لان هذه الفصائل ابتعدت عن الالتزام ببرامجها التي انشئت لاجلهاquot;. وجرت محاولات متعددة سابقا لتوحيد فصائل اليسار الفلسطيني، ومنها ما اعلن عنه باسم quot;جبهة اليسارquot; العام الماضي، الا ان هذه المحاولات لم تحدث اي تاثير كما يرغب القائمون عليها.