أثارت قضية إعدام الصين لمواطن بريطاني من أصول باكستانية حفيظة الغرب، وتعد هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ مطلع الخمسينات.

بكين: في حين تزداد مكانة الصين اهمية في العالم، يواجه شركاؤها على الساحة الدولية معضلة ويتساءلون عن طريقة التعامل مع هذا البلد الذي لا يصغي الى احد كما اثبت اعدام مواطن بريطاني الثلاثاء. وعلى الرغم من الدعوات الى الرأفة والخطوات التي قامت بها لندن في الساعات الاخيرة، اعدمت الصين الثلاثاء البريطاني اكمل الشيخ الذي ادين بتهريب المخدرات، لكن اقرباءه يقولون انه يعاني من اضطرابات نفسية.

والسيناريو هو نفسه بالنسبة الى عقوبة السجن 11 عاما التي صدرت بحق المنشق ليو شيابو يوم عيد الميلاد بعد ان تجاهلت بكين دعوات العواصم الكبرى الى الرأفة. وعلى الرغم من تدخل رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون شخصيا واعرابه عن quot;صدمته وخيبة املهquot; بعد اعدام الشيخ، واعراب الولايات المتحدة عن quot;قلقها العميقquot; بعد صدور الحكم على ليو، رفضت الصين الانتقادات متذرعة بسيادتها.

وفي الاسابيع الماضية، تجاهلت بكين ايضا النداءات الدولية في كوبنهاغن لبذل مزيد من الجهود لمكافحة ظاهرة الاحتباس، كما اعدمت مسلمين من الاويغور من شينجيانغ ورفضت اعادة تقييم اليوان، عملتها الوطنية. وقال جوشوا روزنزفايغ المسؤول في هونغ كونغ عن منظمة دوي هوا للدفاع عن حقوق الانسان quot;دخلنا مرحلة جديدة، مرحلة اصبحت فيها وسائل ضغط الحكومات الاجنبية محدودةquot;.

واضاف quot;في الماضي كانت الصين تقدم تنازلات حول حقوق الانسان عندما كانت بحاجة الى شيء من الغربيين. لكن اليوم، الحكومات الاجنبية هي التي باتت بحاجة الى الصينquot;. ففي الماضي، كانت الصين تسعى الى الانضمام الى منظمة التجارة العالمية واستضافة الالعاب الاولمبية وبشكل عام الى الاعتراف بها.

وبعد ان حققت الصين غايتها، يطلب منها المساعدة والمساهمة في نهوض الاقتصاد العالمي وتسوية الازمة في السودان او الملف النووي في ايران او كوريا الشمالية، بحسب روزنزفايغ. وللمصالح الاقتصادية ثقلها في التعامل مع ثالث اقتصاد عالمي واكبر سوق في العالم.

ويتهم اقرباء الشيخ لندن بانها حاولت مراعاة بكين quot;فقط لان الصين قوة اقتصاديةquot;. واضافوا ان quot;تبعية بريطانيا الاقتصادية تطغى على الحالات الفرديةquot;. وذكر جوزف شينغ من جامعة هونغ كونغ بان quot;القادة الصينيين غير ميالين الى تقديم تنازلات عندما تتعرض الصين لانتقادات او ضغوطquot;.

واضاف ان quot;هذا الواقع عزز على الارجح مفهومهم لثقل الصين ونزعة القومية التي حملت بكين على معالجة ملفات عدة بقبضة من حديدquot;.وتابع ان الحكومات الاجنبية يجب ان تتوخى الحذر في تصريحاتها. لكن البعض يرى ان الليونة لا تأتي بنتيجة. وقالت روز آن ريف معاونة مدير منظمة العفو الدولية لاسيا والمحيط الهادىء quot;منذ دورة الالعاب الاولمبية في اب/اغسطس 2008، نجحوا في قمع المدافعين عن حقوق الانسان دون عواقب. هذا ما يحصل دائما عندما لا نشدد لهجتناquot;.

وفي مقال نشر في صحيفة quot;هيرالد تريبيونquot; الاربعاء، دعا المنشق الصيني واي جينغشينغ الرئيس باراك اوباما الى التوقف عن معاملة بكين بليونة. وحذر قائلا quot;في حال لم تتخذ واشنطن موقفا حازما، فان موقع المتشددين في بكين سيتعزز مع عواقب سلبية حول عدد من المسائل من التجارة الى اسعار الصرف مرورا بالامن العالمي والمناخquot;.