يثير تصاعد المواجهة مجدّدًا بين الولايات المتحدة الأميركية وتنظيم quot;القاعدةquot; الكثير من القلق والتساؤلات حول إمكان امتدادها إلى لبنان، في ضوء المعلومات التي تشير إلى وصول بعض المقاتلين الذين ينتمون للتنظيم إلى المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان.
بيروت: الاشتباك الذي حصل قبل أيام داخل مخيم عين الحلوة، بين أعضاء ينتمون إلى تنظيم quot;جند الشامquot; وعناصر حركة quot;فتحquot; في المخيم،فتح باب التكهنات واسعًا حول مدى صحة المعلومات المتداولة بهذا الشأن، من دون ان يضع حدًا لها تاكيد مفوض ساحة لبنان في حركة quot;فتحquot; وعضو لجنتها المركزية اللواء سلطان أبو العينين، اتخاذ الاجراءات اللازمة والكفيلة منع تنظيم القاعدة من دخول المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وهو الذي اشار في الوقت نفسه الى تلقي معلومات حول سعي جهات خارجية لتصدير اصوليّين إليها خصوصًا من العراق، واستخدام تلك العناصر في احداث فتنة داخلية في تلك المخيمات. واشار ابو العينين الى انهاء تنظيم quot;جند الشامquot;، باستثناء صبية منه افتعلوا الاشتباك مع عناصر الحركة في المخيم وان المخيمات لن تكون ملاذًا للمساس بالسلم الاهلي في لبنان.
كما نفى قائد الكفاح المسلح في مخيم عين الحلوة منير المقدح بدوره، ما يتردد من شائعات حول دخول ثلاثين عنصرًا من القاعدة الى المخيم، وقيامهم باستفزازات ضد الحركة خصوصًا أنّ مداخل المخيم ممسوكة من الجيش اللبناني.
تسود الاوساط الشعبية والرسمية في لبنان اجواء الترقب والحذر، حيال اقدام تنظيم quot;القاعدةquot; على استخدام لبنان في سياق مواجهته مع الغرب، وخصوصًا في ضوء المعلومات التي تشير الى تحول جذري في عمل التنظيم، وأشكال الحرب التي يخوضها على جبهات عدة، وبمختلف الوسائل واشتداد الضغوط العسكرية على عناصره في باكستان وافغانستان، وفتحه جبهتين جديدتين في الصومال واليمن ومحاولة تفجير طائرة الركاب الاميركية عشية عيد راس السنة الميلادية.
وبعد المعلومات التي تواترت عن توقيف مخابرات الجيش في الساعات الماضية أحد الأشخاص quot;المهمينquot; خلال عملية دهم في شارع الملا ببيروت، بتهمة الإرتباط بـ quot;فتح الإسلامquot; وربما quot;القاعدةquot;، يوضح مصدر مختص بشؤون النظيمات الاصولية لـ quot;إيلافquot; أن quot;هاجس quot;القاعدةquot; يجب ان يبقى موجودا لدى الجهات السياسية والأمنية حيال دور محتمل لها في لبنان.
لأنه بصرف النظر عن حجم التسرب أو عدمه الى المخيمات الفلسطينية في لبنان، فان عدة شغل القاعدة موجودة، ولديها سهولة في تشكيل الخلايا داخل المخيمات وخارجها، وايقاظها عندما يتطلب الامر تحقيق مصلحة سياسة لطرف اقليمي او دولي، في ظل سهولة توظيف تنظيم القاعدة الذي تحول الى جهاز برسم الايجار، وفي جميع مناطق وجودهquot;.
ويعطي المصدر المتابع مثالاً على ذلك نشاط التنظيم المذكور بغية التاثير في حدث سياسي محلي كالانتخابات العراقية، او الخلاف داخل اليمن اثر الحرب مع الحوثيين، ومع بدء الجيش الباكستاني التحضير للدخول الى مناطق القبائل في وزيرستان.
مما يؤشر إلى أسلوب جديد في عمل القاعدة وهو الانخراط ضمن اليات الانقسانات المحلية ويضاعف بالتالي خطر اختراقه الساحة اللبنانية، ولا سيما في ظل ضعف الدولة اللبنانبة وسيادة الانقسامات الطائفية والمذهبية فيها، ووجود بؤر التوتر خارج سيطرتها، وهي عادة ما تكون المكان الامثل لعمل التنظيم كالحدود بين باكستان وافغانستان او جبال اليمن الوعرة.
ويستنتج المصدر ان استهداف لبنان راهن من قبل القاعدة، غير متوقع في ظل عدم وجود مصلحة لاحد في استثمار دورها حاليا، ولكن تبقى كل شروط استخدامه متوافرة في اللحظة المناسبة، من جزر امنية وسلاح ومناطق توتر، ما تزال المشكلات فيها دون حل، كمنطقة التبانة وجبل محسن في طرابلس التي لم تحصل فيها مصالحة حقيقية، أو السلاح الموجود في المخيمات ولدى كثر من الاطراف اللبنانيين، وليس مستبعدًا أن يكون ثمة اختيار للشكل والوقت المناسبين لاستخدام القاعدة من خلالهما.
التعليقات