دعا المدعي العام الايراني الى القيام بتحرك حازم ضد الاشخاص المسؤولين عن الاضطرابات التي اعقبت انتخابات الرئاسة في يونيو حزيران وذلك في تحذير واضح لكبار المعارضين من أنهم عرضة للمحاكمة.

طهران: ذكرت وكالة الطلبة الايرانية للانباء ان المدعي العام غلام حسين محسني اجئي دعا في بيان الى مدعي عام طهران عباس جعفري دولت ابادي الى اتخاذ اجراءات ضد quot;العناصر التي تقف وراء الفتنة الاخيرةquot;. وقال اجئي quot;من المتوقع ان تلبى المطالب بمحاكمة الذين يقودون الفتنة التي اعقبت الانتخابات quot; في اشارة الى عريضة وقعها رجال دين في طهران دون ان يذكر اسماءهم.

ودعت السلطات ورجال دين متشددون القضاء الايراني الى معاقبة زعماء المعارضة بتهمة اثارة التوترات وطالبوا بتطبيق حد الحرابة عليهم. لكن السياسي المعارض الكبير مهدي كروبي قال ان التهديدات لن توقف مسيرته المؤيدة للاصلاح وذلك بعد ثلاثة ايام من اعلان موقع للمعارضة أن أعيرة نارية أطلقت على سيارة كان يستقلها.

وفي تصريح يتسم بالتحدي على موقع سهام نيوز الالكتروني التابع لحزبه اعتماد ملي قال كروبي انه وأسرته quot;مستعدون لاي كارثةquot;. وقال كروبي quot;يعتقد البعض أنهم يمكنهم تعطيل مسيرة الاصلاح باغلاق الصحف والزج بالاصلاحيين في السجون.. لكنني سأظل ثابتا على الطريق الذي اخترته.quot; وأضاف رجل الدين الاصلاحي الذي كان مرشحا للرئاسة في انتخابات يونيو حزيران الماضي quot;أعلن أن مثل هذه التهديدات لن تخيفني ولن تضعفني.quot;

وذكر موقع كلمة الالكتروني المعارض يوم الجمعة أن رجالا لم تتحدد هويتهم فتحوا النار على سيارة كروبي في مدينة قزوين وهو ما نفاه مسؤول كبير بالشرطة في وقت لاحق. ويدير موقع كلمة أنصار زعيم المعارضة مير حسين موسوي الذي كان مرشحا هو الاخر في انتخابات يونيو حزيران المتنازع على نتيجتها والتي أسفرت عن فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وشهدت ايران أسوأ اضطرابات داخلية منذ الثورة الاسلامية عام 1979 اذ نظم أنصار المعارضة احتجاجات ضد نتيجة الانتخابات جنحت الى العنف. وتنفي السلطات اتهامات المعارضة بالتلاعب في نتيجة الانتخابات. وقتل ثمانية أشخاص في اشتباكات بين قوات الامن وأنصار المعارضة في يوم عاشوراء الذي وافق 27 ديسمبر كانون الاول. وذكر موقع (راه سبز) التابع للمعارضة على الانترنت الاسبوع الماضي أن السلطات اعتقلت منذ ذلك الحين أكثر من 180 شخصا بينهم 17 صحفيا وعشرة من معاوني موسوي.

وقال كروبي رافضا اتهامات السلطات للمعارضة بعدم احترام يوم عاشوراء ان المتشددين شعروا quot;بالوحدة والعزلةquot; واتهمهم باعداد quot;سيناريو اخر سابق التجهيزquot; لكنه لم يخض في تفاصيل. وذكرت وكالة انباء العمل الايرانية ان الرئيس السابق محمد خاتمي وهو زعيم اصلاحي اخر دعا الى بذل جهود للحد من quot;التطرفquot; قائلا ان ذلك سيساعد على quot;تهدئة المجتمعquot; مشيرا الى أن على الجميع الاعتراف بأن البلد تمر بأزمة. ونقلت وكالة أنباء العمال عنه قوله quot;ستتحول هذه الازمة الى اشكال كبير اذا لم نسيطر عليها.. أنا قلق على ايران وعلى مصير كل ايراني.quot;

ومثل كروبي اعاد خاتمي التأكيد على دعم النظام الاسلامي للحكومة في رد على مزاعم للمتشددين بأن المعارضة تريد الاطاحة بالقيادة الدينية للبلاد. وقال لمجموعة من النواب السابقين quot;مطلبنا هو التنفيذ الكامل لجميع مواد الدستور بما في ذلك ..التي تشير الى حقوق الشعب.quot; وقال الرئيس الاصلاحي السابق أكبر هاشمي رفسنجاني ان أكثر مشاكل ايران الحاحا هي زيادة الانقسامات السياسية. ونسبت وكالة أنباء العمال اليه القول quot;ينبغي التعرف على جذور هذه الانقسامات وازالتها بالحكمة.quot;

والمخاطر التي قد تنجم عن الاضطرابات الداخلية في ايران كبيرة في ظل اتباع أحمدي نجاد سياسة للطاقة أدخلت بلاده وهي من كبار منتجي النفط في نزاع مع الغرب. وترفض ايران اتهامات الولايات المتحدة بأنها تخطط لتطوير أسلحة نووية قائلة ان برنامجها يهدف الى توليد الكهرباء.