لايزال مسلسل الحرب الاخيرة عالقا في اذهان الفلسطيين في قطاع غزة، وفيما تتابع الطائرات الاسرائيلية طلعاتها الاستخباراتية فوق القطاع ينشغل البعض باعداد المؤن وتخبئتها تخوفا من هجوم وشيك خاصة بعد التصريحات الاخيرة التي اطلقها نتنياهو.
منشور رمته الطائرات الاسرائيلية فوق غزة |
غزة: قد لا تصل الأحداث الى حد الرعب الذي يجتاح الشارع الفلسطيني خشية إندلاع حرب جديدة في قطاع غزة من قبل إسرائيل، فبعض السياسيين والأمنيين الفلسطينيين التابعين لحركة حماس قللوا من حتمية مواجهة جديدة بينهم وبين إسرائيل، لكن ما يجري في قطاع غزة يعتبره الشارع تمهيداً لحرب أخرى كما تلك التي سبقتها السنة الماضية.
وتعكف المسنة أم محمود على شراء معلبات وتخزين أكبر كمية من الطحين والغاز، ومواد اخرى فقدت تماماً في الحرب الأخيرة التي إندلعت قبل سنة. وقالت لإيلاف quot;يجب أن لا أترك أي شيء خارج منزلي، ففي الحرب السابقة، كنت أشتهي مواد كثيرة(..) لكنني اليوم أحاول أن أخزّن كل ما أمكن تخزينه، حتى لا يتكرر الأمر معي مرة ثانيةquot;.
ولا يبدو على تلك المسنة إمتعاضها من غلاء الأسعار التي إرتفعت مع بداية إنشاء السور الفولاذي بين مصر وقطاع غزة. وقالت quot;الحمد لله أمورنا المادية جيدة. والحقيقة أننا أدركنا تماماً ما كانت عليه الحرب السابقة من قلة المواد التموينية وغيرها، ولهذا فلن يعيرني أي إهتمام غلاء الأسعار في غزة، مع العلم أنه من المفترض أن تقوم الحكومة بمراقبة هؤلاء التجار وجشعهم المستمر وإستغلال ما يحصل على الحدود بيننا وبين مصر quot;.
وفي سماء قطاع غزة، لا تخلو ساعة من أنواع متعددة من الطائرات الحربية الإسرائيلية وطائرات الإستطلاع التي يطلع عليها الفلسطينيون إسم quot;الزنانةquot;، لكثرة زنها فوق رؤوس الناس والتشويش على القنوات الفضائية.
وقال دكتور علم النفس مازن حمدونة إن طائرات الإستطلاع التي تعمل على مدار الساعة فوق أجواء قطاع غزة، تحدث حالة من الرعب لدى النساء والأطفال تحديداً. وأضاف لإيلاف quot;بالإضافة الى كونها مرتبطة بمنظومة صواريخ أرضية جاهزة لإستهداف أي مقاوم فلسطيني، فإنها تزعج المواطنين بشكل كبير جداً. فهي ذات وقع أمني ونفسي على الفلسطينيينquot;.
شباب يسكنون بالقرب من الحدود |
وكان قياديون فلسطينيون من حركة حماس قللوا في مناسبات عديدة من إمكانية أن تشن إسرائيل حرباً جديدة على قطاع غزة. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعترف اخيرا أن تل أبيب تحضر لشن هدوم جديد على قطاع غزة.
وصعدت إسرائيل من غاراتها على أهداف في غزة خلال الأسبوع الأخير، بعد فترة هدوء نسبي امتدت منذ نهاية حربها على غزة. وقال التليفزيون الإسرائيلي الذي أكد الخبر إن عملية quot;الرصاص المصبوب2quot; التي يحضر لها الجيش الإسرائيلي quot;قد تستغرق أسبوعاً فقط، لكن يجب على سلاح المدفعية أن يدخل الحرب إذا أرادت إسرائيل اجتياح غزة بالكاملquot;.
ولم تكتف الطائرات الإسرائيلية بقصف مناطق محددة في غزة، فباتت عشرات آلاف المنشورات الورقية التي تقذفها تلك الطائرات، تحذر فيها السكان البالغ عددهم مليون ونصف مليون فلسطيني، من مغبة مساعدة المقاومين الفلسطينيين وعدم الإقتراب من الحدود الإسرائيلية الفلسطينية على مسافة 300 متر على الأقل، وإلا سيقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار دون تردد على الهدف.
وأشارت نسرين عواد، إحدى السيدات اللواتي إلتقطن أحد المنشورات من على سطح منزلها كغيرها من باقي المنازل، أن مخاوفها زادت بدرجة كبيرة . وقالت لإيلاف quot;تكرار مسلسل الحرب الأخيرة لا زال في أذهاننا، فقد كانت نفس الطائرات تلقي بالمنشورات قبل البدء في الحرب، فضلاً عن تضخيم قوة المقاومة الفلسطينية إعلامياً، ليتسنى لها إقناع العالم بما ستفعله بالفلسطينيينquot;.
وقالت quot;إسرائيل تريد أن تحول سكان المناطق الحدودية إلى عملاء للإبلاغ عن المقاومين الفلسطينيين، وهو أمر ثبت فشله خلال المرات السابقة التي اعتادت فيها الطائرات الإسرائيلية على إلقاء مثل هذه المنشوراتquot;.
من جانبه إعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، أن هذه التحذيرات quot;تأتي في إطار استمرار الحرب الهمجية التي شنتها إسرائيل في بداية العام الماضي. وقال لإيلاف quot;تستخدم كعادتها إسرائيل مبررات وتحذيرات، لاستباحة دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وتجريف مئات الدونمات من الأراضي الزراعية المحاذية لخط التحديد، أو من خلال عدم السماح للمواطنين بالاقتراب من السياج الحدودي لدواع أمنية، مما يؤدي إلى عدم قدرة المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية والإستفادة منهاquot;.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن حرباً على قطاع غزة أطلق عليها quot;حملة الرصاص المصبوبquot;، من 27 ديسمبر 2008 وحتى 18 يناير 2009، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1450 فلسطينيا أكثرهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تدمير واسع للمنازل والبنية التحتية جراء القصف، فضلاً عن تجريف الحقول والبساتين المثمرة.
التعليقات