قام الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس بقصر الإمارات بتسليم الفائزين ldquo;جائزة الشيخ زايد لطاقة المستقبلrdquo;.وفاز بالجائزة الأولى وقدرها مليون ونصف المليون دولار شركة تويوتا العالمية لصناعة السيارات.
وفاز بالجائزة الثانية الدكتور زينجرونج شي مؤسس ورئيس شركة صن تك الصينية وقدرها 350 ألف دولار كما فاز أميتابا سادانجي الرئيس التنفيذي لشركة تطوير المشاريع العالمية الهندية بالجائزة الثالثة وقيمتها 350 ألف دولار.
حضر حفل تكريم الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية وسمو الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والشيخ هزاع بن سلطان بن طحنون بن محمد. كما حضر الحفل رئيس جمهورية أيسلندا وفخامة محمد نشيد رئيس جمهورية المالديف وولي عهد الدنمارك ورئيس وزراء مملكة تونغا ونائب رئيس الوزراء القطري ووزير البيئة الهندي ونائب رئيس الوزراء الألباني.
فازت شركة تويوتا بالمركز الأول لجائزة زايد لطاقة المستقبل، والتي تم إطلاقها عام 2008 لتكريم وتشجيع المبدعين في مجال الطاقة المتجددة من كافة أنحاء العالم، وتمثل الجائزة رؤية وإرث الوالد الراحل ومؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
ووقع الاختيار على مشروع شركة تويوتا لتميزها في تقديم نظام مبتكر لاستهلاك الوقود بكفاءة عالية للجيل الثالث من سيارتها تويوتا بريوس، والتي تعد أول سيارة ذات محرك هجين في العالم تصنع بكميات تجارية.
وتم اختيار مشروع شركة تويوتا موتور من بين أكثر من 300 مرشح لمنحها جائزة زايد لطاقة المستقبل ، وذلك ضمن فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل 2010.
وحصلت تويوتا على مبلغ 1.5 مليون دولار، بينما حصل كل من المرشحَين الآخرَين اللذين وصلا إلى المرحلة النهائية، وهما زينجرونج شي مؤسس ورئيس شركة صن تك القابضة المحدودة للطاقة من الصين، وأميتابا سادانجي الرئيس التنفيذي لشركة مشاريع التطوير العالمية في الهند (IDEI)، على جائزة مالية قدرها 350 ألف دولار.
وتمنح جائزة زايد لطاقة المستقبل سنوياً لأفراد أو شركات أو منظمات أو هيئات غير حكومية تقدم إسهامات مهمة لحلول الطاقة النظيفة.
وأشارت لجنة تحكيم جائزة زايد لطاقة المستقبل التي ضمت خبراء عالميين رفيعي المستوى في مجال الطاقة المتجددة برئاسة دكتور أر كيه باتشوري رئيس لجنة تحكيم الجائزة، إلى أن التقنيات الثورية لشركة تويوتا موتور والتي أصبحت المعيار العالمي لكفاءة استهلاك الوقود والابتكار في هذا المجال كانت العوامل الرئيسية التي رجحت كفة الشركة لمنحها جائزة العام 2010.
وقد تم إطلاق السيارة بريوس لأول مرة عام 1997، حيث أسهمت خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية في خفض ما يقارب سبعة ملايين طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون التي كانت ستزيد من تلوث الغلاف الجوي، وذلك بفضل تقنيتها ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود.
وأثنت لجنة التحكيم على مثابرة تويوتا على تقديم التقنيات الجديدة وتطويرها بشكل مستمر، واعتبرتها من المزايا اللافتة في المشاركة الفائزة لأنها تعبر عن الرغبة المستمرة في تطوير التقنية وتحسينها.
وتستطيع سيارة تويوتا بريوس قطع مسافة تصل إلى 38 كيلومتراً باستخدام لتر واحد فقط من البنزين، متفوقةً بذلك على غيرها من السيارات ذات الكفاءة في استهلاك الوقود، ومن المتوقع أن تباع هذه السيارة في أكثر من 80 بلداً حول العالم. كما تدرس الشركة أيضاً تضمين تقنياتها الهجينة في كافة أنواع (موديلات) سياراتها للإسهام أكثر في قضية الحفاظ على البيئة.
الإرث البيئي لأبوظبي
وقال الدكتور سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل ldquo;مصدرrdquo; منظمة وراعية الجائزة: ldquo;نجتمع هذه الليلة لتكريم السجل البيئي الحافل بالإنجازات للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات، فشغف الشيخ زايد طيب الله ثراه والجهود الحثيثة التي كرسها لحماية البيئة تعد جزءاً لا يتجزأ من الإرث البيئي لأبوظبي واقتصادها المزدهر فقد كان حسه البيئي مصدر الإلهام والدافع الرئيسي لإطلاق جائزة زايد لطاقة المستقبلrdquo;.
وأضاف: ldquo;نكرم الليلة أولئك الذين يتقاسمون معنا التزاماً مماثلاً لحماية بيئتنا ومحاولة إيجاد حلول الطاقة النظيفة والالتزام بتحويل الأفكار إلى واقع ملموس وبفضل هذا الالتزام واسع النطاق تبوأت جائزة زايد لطاقة المستقبل هذه المكانة المرموقة في غضون سنة واحدة فقط حيث تلقينا في العام الماضي طلبات للمشاركة من 86 دولة وارتفع عدد المرشحين من 204 في عام 2009 إلى 633 في عام 2010 ما يشير لمعدل نمو مقداره 210 بالمائة، لكن ما يثير الإعجاب أكثر من هذا النمو هم المتقدمون وأفكارهم الخلاقة التي تهدف لمواجهة تحديات الطاقة والتنمية المستدامة التي يشهدها عالمنا اليومrdquo;.
وأوضح أن بعض الأفكار التي تقدمت للجائزة تضمنت بدائل لوقود المركبات الفضائية وتقنيات بطاريات جديدة للنقل والمواصلات وجهازاً من شأنه القضاء على 95 بالمائة من مجمل الطاقة المفقودة في أجهزة الكمبيوتر منوهاً إلى أن هذه الأفكار المبتكرة تعد نادرة ومهمة.
وأضاف أن اختيار المرشحين الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية لم يكن مهمة سهلة على الإطلاق.
وأعرب الجابر عن تقديره وامتنانه لأعضاء لجنة الاختيار والتحكيم لتفانيهم ودعمهم المتواصل لجائزة زايد لطاقة المستقبل على مدى العامين الماضيين.
وأكد أنه سيكون لجائزة زايد لطاقة المستقبل أثر إيجابي على الأجيال القادمة حيث سيمضي المرشحون قدماً على هذا النهج لإعطائه دفعة إلى الأمام كما سيتولون زمام المبادرة للقيام بالتغييرات الإيجابية الهادفة لحماية بيئتنا والسير نحو مستقبل مستدام نحن بحاجة ماسة إليه.
وأظهر كل من المرشحين النهائيين الثلاثة الامتياز في ابتكاراتهم ورؤاهم على المدى الطويل وريادتهم في مواجهة بعض من التحديات التي تواجه العالم في مجال الطاقة، ومن المؤمل أن يشارك عدد أكبر من الشركات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات والأفراد في جائزة زايد لطاقة المستقبل 2011 عند فتح باب الترشيح لها في الربيع المقبل.
تقدير حقيقي
وقال كازو أوكاموتو نائب رئيس مجلس إدارة تويوتا الذي تسلم الجائزة : ldquo;إن الفوز بهذه الجائزة هو تقدير حقيقي لسنوات من العمل الشاق الذي قمنا به لتحويل سيارة تويوتا بريوس إلى حقيقة، ويشرفني أن أتلقى هذه الجائزة بالنيابة عن شركة تويوتا موتور.
وأضاف: أنا واثق من أن هذا التقدير سيعمل على رفع الوعي بالسيارات الهجينة ومزاياها الصديقة للبيئة، وبالتالي يسهم في تحقيق مستقبل مستدام لكوكبنا على المدى الطويلrdquo;.
وكشف عن استعدادات الشركة لطرح سيارة ليكزيس بتقنية الهجين في أسواق الدولة خلال الشهر الجاري.
وقال لـ ldquo;الاتحادrdquo; إن الشركة تمكنت من بيع 1.6 مليون وحدة من السيارة بريوس التي فازت بالجائزة خلال الفترة من 1997 حتى 2009.
وأشار إلى أن الشركة تخطط لتسويق هذه السيارة في أسواق جديدة تتضمن الشرق الأوسط ولكن الشركة لم تقم ببيع أي من هذه السيارة في المنطقة.
مركز أبحاث للطاقة
أما المرشح الآخر الذي وصل إلى النهائيات فكان زينجرونج شي مؤسس ورئيس شركة صن تك القابضة للطاقة.
وقال شي إن الشركة تستغل المبلغ الذي حصلت عليه من الجائزة والبالغ 350 ألف دولار في إنشاء مركز أبحاث للطاقة يركز على إيجاد حلول جديدة ومنتجات متنوعة تخدم طاقة المستقبل.
وتعمل شركة صن تك على عدد من المشروعات المتخصصة بتزويد عملائها بألواح للطاقة الشمسية وتعتبر مدينة مصدر أحد عملائها الرئيسيين في الدولة، بحسب شي.
وقد أسس شي الصيني الجنسية شركة صن تك في سبتمبر 2001 وواصل تنميتها منذ ذلك الحين إلى أن أصبحت أكبر مصنِّع في العالم لوحدات الطاقة الشمسية السليكونية. وكرَّس شي جهوده لجعل الطاقة الشمسية بديلاً مجدياً للكهرباء التقليدية، وعمل على زيادة تبنيها وانتشارها حول العالم.
مواصلة الإبداع والابتكار
ومن جانبه أثنى أميتابا سادانجي الرئيس التنفيذي لشركة مشاريع التطوير العالمية في الهند (IDEI) على المبادرات الحكومية في دولة الإمارات والتي سخرت نفسها في خدمة البشرية وفتح آفاق العمل التجاري على صعيد طاقة المستقبل.
وقال إن هذه الجائزة تمثل بداية رحلة جديدة وطويلة وعلينا اجتيازها بمواصلة الإبداع والابتكار. وتم اختيار شركة مشاريع التطوير العالمية في الهند (IDEI) لنجاحها في نشر تقنية ري منخفضة التكلفة للمزارعين في الهند. وقد صممت هذه التقنية للمزارع الصغيرة وليس للكيانات التجارية الكبيرة، حيث استثمر أكثر من مليون مالك لمزرعة صغيرة في الهند حتى الآن في الأنظمة الموفرة للطاقة.
وأدى ذلك لتوفير أكثر من 500 مليون لتر من الديزل، ما يعني انخفاض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1.8 مليون طن
التعليقات