بدأت إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في التعجيل بنشر منظومات دفاعية جديدة في منطقة الخليج تحسبًا لهجوم إيراني محتمل، ونشرت سفنًا حربية خاصة قبالة السواحل الإيرانية كما نصبت أنظمة مضادة للصواريخ في أربع دول عربية، على الأقل، هي قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت، وفق تقرير.
واشنطن : نشرت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; عن مصادر عسكرية وسياسية أميركية، إن تسريع نشر المنظومات الدفاعية يتزامن مع بلوغ سياسة إدارة أوباما تجاه الجمهورية الإسلامية نقطة تحول حاسمة، وبعد فشل المساعي الدبلوماسية في إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي تعمل واشنطن حاليًّا على حشد تأييد دولي لفرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري الإيراني، الذي يقول الغرب إنه يسيطر على برنامج نووي سري.
وتحدث الرئيس الأميركي في خطاب حالة الاتحاد عن تحول في سياسته بتحذير طهران من quot;عواقبquot; حال مواصلة تحدي مطالب الأمم المتحدة بوقف إنتاج الوقود النووي، كما وجهت وزيرة خارجيته، هيلاري كلينتون، تحذيرًا علنيًّا إلى الصين الجمعة وصفت فيه معارضتها لفرض عقوبات على إيران بأنها quot;قصيرة النظر.quot;
وجاء تقارير نشر الولايات المتحدة لمنظومة الصواريخ الدفاعي، والتي تطرق إليها قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال ديفيد بتريوس، في تصريح علني نادر، فيما يبدو كجزء من إستراتيجية أميركية منسقة لتصعيد الضغوط ضد طهران، وكذلك تهدف الخطوة جزئيًا إلى تبديد الانطباع بأن إيران أضحت أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط، ولتفادي أي تصعيد إيراني مع الغرب حال فرض عقوبات جديدة عليها. وإضافة إلى ذلك، تسعى الإدارة الأميركية الإظهار لإسرائيل بأنه ليست هناك حاجة عاجلة لتوجيه ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية ومنشآت الصواريخ .
كما أشارت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية التي نشرت تقرير ليلة أمس السبت إلى أن الهدف من نشر هذه المنظومة إظهار قوة الردع الاميركية لايران وتحذيرها من أي محاولة للهجوم في المنطقة وبالذات مهاجمة اسرائيل، وكذلك بهدف مساندة دول الخليج العربي وتخفيف اعباء محاولة هذه الدول التسلح وامتلاك الاسلحة النووية، أما الهدف الثالث والذي ركزت عليه الصحيفة يتعلق باسرائيل، بحيث تسعى الادارة الامريكية لمنع محاولات اسرائيل ضرب المفاعلات النووية الايرانية، ودعم اسرائيل من خلال الدفاع عنها في حال تدهور الاوضاع الامنية في منطقة الخليج.
واضاف الموقع ان الجيش الامريكي نشر بعض السفن الحربية الى جانب السفن التي لم تغادر المنطقة، حيث أعدت هذه السفن لاطلاق صواريخ متوسطة المدى لاعتراض الصواريخ الايرانية خاصة صاروخ quot;شهاب 3quot;، وتقدر الاوساط العسكرية الامريكية أن ايران ما زالت بعيدة عن امتلاك الصواريخ البالستية التي تحمل رؤوسًا نوويّة، حيث يدور الحديث عن صواريخ ايرانية تحمل رؤوسًا تقليدية. وعلى الجانب العسكري، نقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين قولهم إن الدول الخليجية التي قبلت بنصب الأنظمة الدفاعية هي قطر والكويت والإمارات والبحرين.
خريطة تظهر مواقع أكبر قاعدتين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط |
وكان بتريوس قد تحدث علانية عن نشر المنظومة الدفاعية خلال مؤتمر في quot;معهد دراسة الحربquot; في 22 يناير/كانون الثاني الجاري قائلاً quot;دول الواجهة في الجانب الآخر من الخليج تنظر إلى إيران باعتبارها تهديد خطير للغاية.quot; ولفت أحد المصادر العسكرية، حسبما أورد التقرير، إلى أن بتريوس بدأ يتحدث علانية عن الحشد العسكري ونشر صواريخ بتريوت قبيل قرابة شهر مع اتضاح اصطدام الجهود الدبلوماسية بعقبات لفرض عقوبات على إيران.
ويأتي التقرير بعد دعوة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، الدول العربية في منطقة الخليج، والتي تضم قواعد للقوات الأميركية، إلى عدم السماح باستخدام أراضيها لضرب الجمهورية الإسلامية، محذرًا في الوقت نفسه بتحويل إسرائيل إلى quot;أرض محروقةquot;، في حال إذا ما أقدمت على مهاجمة طهران.
وشدد لاريجاني، في تصريحات له بالعاصمة الكويتية، الأربعاء، على أنه quot;يجب أن تعلم دول المنطقة، التي قدمت قواعد عسكرية لأميركا، أن هذه القواعد يجب ألا تستخدم ضد إيران، وألا تكون المنطقة محطة للاعتداء على إيرانquot;، وأكد في هذا الصدد: quot;لا نود أن نلحق الأذى بأي من دول المجلسquot;، في إشارة إلى دول مجلس التعاون الخليجي. وجاءت دعوة لاريجاني إثر تهديد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيراني، العميد أحمد وحيدي، بأن الأساطيل البحرية الغربية في مياه الخليج ستكون quot;أفضل أهدافquot; الجيش الإيراني في حالة تعرض بلاده للهجوم
واشار موقع صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; العبرية، صباح اليوم الاحد انه وفقا لمصادر امنية اميركية فانه تم خلال السنتين الماضيتين تسليح بعض دول الخليج بالعديد من الاسلحة المتطورة، بهدف مواجهة اي هجمات ايرانية وتهديد دول الخليج، حيث بلغت قيمة صفقات السلاح للمملكة العربية السعودية وكذلك الامارات العربية المتحدة 25 مليار دولار.
وفي هذا السياق فقد نقل ايضًا الموقع العبري عن موقع الكتروني اميركي يفيد ان رئيس جهاز quot;السي آي إيه quot; الاميركي زار سرًّا الاسبوع الماضي اسرائيل، حيث اجتمع مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وكذلك وزير الجيش ايهود باراك الى جانب رئيس جهاز quot;الموسادquot; الاسرائيلي، حيث جرى بحث واسع للموضوع الايراني والمشروع النووي الى جانب قضايا أخرى عامة.
التعليقات