زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بونر

استعاد الحزب الجمهوري الأميركي سيطرته على مجلس النواب الذي كان بيد الحزب الديقراطي فيما بقي مجلس الشيوخ تحت سيطرة الديمقراطيين، لكن سلطة الجمهوريين الجديدة التي نالوها بشق الأنفس ستكون قصيرة العمر.


وجه الناخبون الاميركيون رسالة لا تقبل اللبس. فهم للمرة الثالثة على التوالي انهوا سيطرة حزب سياسي على مقاليد السلطة كاملة. والسؤال الآن ما إذا كان السياسيون في واشنطن استوعبوا الرسالة وهضموا الدرس.

تبين نتائج الانتخابات النصفية ان اعضاء الكونغرس يُحاطون علماً في اللحظة التي يرفعون أيديهم لأداء القسم ، ان سلطتهم التي نالوها بشق الأنفس قد تكون قصيرة العمر.

وتنقل صحيفة واشنطن بوست عن زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بونر الذي يُفترض أن يتولى رئاسة المجلس الآن ، قوله في كلمة بمناسبة الفوز quot;ان هذا وقت التشمير عن الأذرع والانكباب على العمل
وكانت السيطرة على مجلسي الكونغرسوالنوابانتقلت من الحزب الجمهوري الى الديمقراطي في انتخابات 2006. وفي عام 2008 حدثت عملية التسليم والاستلام نفسها في البيت الأبيض. وهذا العام استعاد الحزب الجمهوري سيطرته على مجلس النواب.

وتلاحظ المعلقة كارين تيومالتي في صحيفة واشنطن بوست ان الإمساك بمقاليد السلطة لم يعد يوفر الحماية مثلما كان في السابق ، وخاصة في المناطق التي تكون قوة الحزبين متقاربة فيها. وكان الأشد تضررا في انتخابات يوم الثلاثاء ديمقراطيو الدورة الانتخابية الأولى والثانية في مجلس النواب ، الذي اعتُبر انتخابهم قبل عامين واربعة اعوام ايذانا ببدء حقبة جديدة للحزب الديمقراطي.

ان مثل هذه الانقلابات السريعة في حظوظ الحزبين ظاهرة جديدة نسبيا في السياسة الاميركية المعاصرة. إذ مرت اربعة عقود من سيطرة الديمقراطيين قبل ان يقرر الناخبون تسليم رئاسة مجلس النواب الى الجمهوري نيوت غينغريتش وعصبته من الثوريين الجمهوريين في عام 1994. وبعد 12 سنة فقط على ذلك استعاد الديمقراطيون السيطرة على المجلس. والآن بعد اربع سنوات لا أكثر استرد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب من جديد.

وقال بيل ماكنتارف الذي يدير مؤسسة لاستطلاعات الرأي ان الناخبين سيواصلون اسقاط السياسيين الى ان يتوصلوا الى المعادلة الصحيحة.

احدثت الانتخابات الثلاثة الماضية هزات متتالية في الكونغرس لم يُعرف نظيرها منذ ما يربو على نصف قرن. وان فرحة الجمهوريين بنتائج انتخابات الثلاثاء التي حققت لهم مكاسب في مجلس الشيوخ ايضا وفي انتخابات حكام الولايات ، يشوبها ادراكهم بأن الناخبين لا ينظرون اليهم بذلك القدر الخاص من الاحترام والتقدير. وكما قال ماركو روبيو الذي فاز بمقعد في مجلس الشيوخ مدعوما من حزب الشاي ، فان الانتخابات لا تعني احتضان الناخبين للحزب الجمهوري بل quot;فرصة ثانيةquot; سنحت له. والسؤال هو ، فرصة لأي غرض.

كانت الانتخابات النصفية كابحا على ادارة اوباما أكثر منها تفويضا شعبيا للحزب الجمهوري. ويشير التاريخ الحديث الى ان خطر المغالاة لا يقل عن خطر التراخي والتقاعس. وقد تعلم غينغريتش الدرس عندما أغلق الجمهوريون ادارة الحكم في مواجهة مع بيل كلنتون بشأن الميزانية ، فمهدوا الطريق لمنح كلنتون حياة سياسية جديدة.

وسيكون العامان المقبلان امتحانا لطريقة الحزبين في التعامل مع نهوض الاقتصاد من ركوده. ورغم ان الاقتصاد كان على رأس اهتمامات الناخبين فان ادارة اوباما وظفت الكثير من طاقاتها ورصيدها السياسي في تحويل نظام العناية الصحية وفي محاولة فاشلة لتمرير تشريع حول التغير المناخي ومعالجة ازمات مثل التسرب النفطي في خليج المكسيك. وكلفت هذه المعارك الجانبية الديمقراطيين ثمنا باهظا. وتشير الاستطلاعات المبكرة لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع الى ان الناخبين الذين كانوا الأشد قلقا على الوضع الاقتصادي كانوا الأشد تحمسا لمنح اصواتهم الى الجمهوريين هذه المرة.

وفي حين ان الديمقراطيين جادلوا بأن انقاذ النظام المالي ورزمة الحوافز الاقتصادية التي اعدوها حالت دون وقوع كارثة أكبر فان نتائج الانتخابات اظهرت انهم لم يقنعوا الناخبين بهذه الحجة.

كل هذا يعني ان الرئيس اوباما لم يعد قادرا على فرض اجندة تشريعية كبيرة بطموحاتها مستندا الى قوة اصوات الديمقراطيين في الكونغرس. وان فرصته الأكبر الآن هي اقناع الجمهوريين بأنهم الآن يشاركونه مسؤولية الحكم.