قررت محكمة وستمنتسر ابقاء جوليان اسانج موقوفاً حتى 14 كانون الاول/ديسمبر الجاري.


القاهرة، وكالات:قررت محكمة وستمينتسر الثلاثاء ابقاء جوليان اسانج موقوفا حتى 14 كانون الاول/ديسمبر وذلك بعدما استمعت الى مؤسس موقع ويكيليكس بموجب مذكرة توقيف اوروبية في قضية اغتصاب في السويد.

ورفضت المحكمة الافراج عن اسانج بكفالة، الامر الذي طلبه محامي الاخير علما ان شخصيات عدة ابدت استعدادها لدفع الكفالة.

واستانف اسانج (39 عاما) طلب ترحيله الذي تقدمت به السويد التي تامل الاستماع الى افادته في قضية اعتداء جنسي واغتصاب تعود الى اب/اغسطس في ستوكهولم.

وقالت الشرطة البريطانية إن جوليان اسانج (39 عاما) quot;اعتقل بموجب مذكرة توقيف أوروبية في الساعة 9:30 بتوقيت غرينتشquot; عندما حضر إلى الشرطة. وأضاف بيان الشرطة البريطانية أنه quot;سيمثل اليوم أمام محكمة وستمنسترquot;. ووجهت إلى اسانج عدة تهم من بينها الإعتداء الجنسي والإغتصاب في وقائع تعود إلى اب/اغسطس في السويد، بحسب البيان.

إلى ذلك، نجحت صحيفة الغارديان البريطانية في الحصول على إجابات حصرية من مؤسس موقع ويكيليكس لمجموعة من التساؤلات تلقتها من قرائها عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، وهي الأجوبة التي جاءت لتُشَكِّل في حد ذاتها سبقاً لما احتوته من تفاصيل ربما تذاع لأول مرة من جانب آسانج، الذي يدور من حوله الآن قدر كبير من اللغط ومازال ملاحقاً من عدة جهات قضائية وأمنية في أوروبا وخارجها.

فبسؤاله عن الأسباب التي تمنعه من الذهاب إلى بلده، استراليا،لا سيما وأنه يحمل جواز سفر أسترالي، وما إن كان لذلك صلة بخوفه من أن يتم إلقاء القبض عليه بمجرد وصوله إلى هناك، بعدما سرب وثائق متعلقة بسياسات ودبلوماسيين استراليين، قال آسانج إنه كمواطن أسترالي يفتقد بلده كثيراً، لكن رئيسة الوزراء الأسترالية، جوليا غيلارد، والمدعي العام، روبرت ماكليللاند، أوضحا خلال الأسابيع الأخيرة أن عودته لا تعتبر أمراً مستحيلاً فحسب، بل إنهم يعملون في الوقت ذاته أيضاً على مساعدة الحكومة الأميركية في ما تقوم به من هجوم عليه وعلى الشعب.

وعن رأيه في ما إن كان قد نجح في تغيير الشؤون العالمية، قال آسانج إن واحداً من الأهداف التي سعى إلى تحقيقها، برفقة زملائه، طيلة السنوات الأربعة الماضية، هو أن يزيد من استئساد المصدر الذي يتحمل المخاطر الحقيقية في كل كشف صحافي تقريباً. وبدون هذه الجهود، أكد آسانج على أن الصحافيين لن يكونوا ذا قيمة. وتابع بقوله: quot;إذا كانت تلك هي الحقيقة، كما يزعم البنتاغون، بأن الجندي الشاب - برادلي مانينغ - هو من وقف وراء التسريبات الأخيرة، فإنه بلا شك بطل لا مثيل لهquot;.

وبسؤاله عما إن كان قد أطلق، أو يعتزم أن يطلق، برقيات دبلوماسية أخرى بأسماء مخبرين أفغان أو أي شيء من هذا القبيل، وما إن كان يعتزم فرض رقابة على أية أسماء يشعر أنها قد تعرض حياة الأشخاص للخطر، أوضح آسانج في هذا السياق أن موقعه يقوم بنشر مواد مماثلة منذ أربعة أعوام، وأنه لم يكن هناك أي إدعاء غير موثوق طيلة هذه الفترة، ولم يلحق الضرر بأحد حتى الآن نتيجة لما نقوم بنشره.

وحول ما إن كان صحافياً أم لا، ردّ آسانج بقوله إنه شارك في تأليف أول كتاب غير قصصي له قبل أن يبلغ الخامسة والعشرين، وأنه قد بدأ منذ ذلك الحين في التركيز على الوثائق غير القصصية والصحف والتلفزيون والإنترنت.

وأضاف quot;ومع هذا، فإنه من غير الضروري أن نتجادل بشأن ما إن كنت صحافياً أم لا، أو كيف تردد أن شعبنا قد توقف في ظروف غامضة عن امتهان الصحافة عندما بدؤوا في الكتابة لموقعنا. ورغم أني مازلت أكتب، إلا أنه وبالبحث والتحقيق في دوري، يتضح أنني أقوم في المقام الأول بمهام الناشر ورئيس التحرير المسؤول عن تنظيم وتوجيه باقي الصحافيينquot;.

وعما يتعلق بما إن كان قد سبق له أن تلقى وثائق متعلقة بموضوع الأجسام الفضائية الغامضة أو الناس الذين يعيشون خارج الأرض، أشار آسانج إلى أن تلقي رسائل عبر البريد الإلكتروني من كثيرين بخصوص الأجسام الفضائية الغريبة، لكن ما كانوا يرسلونه إليهم من مواد لم تكن مستوفية للقواعد التي يضعوها من أجل إجازة النشر.

وبالعودة إلى موضوع الوثائق الأخرى التي كانت منشورة على موقع ويكيليكس قبل سلسلة التسريبات الكبرى الأخيرة، وما إن كان سيعيدها إلى الموقع مجدداً أم لا، قال آسانج إن كثيرا من هذه الوثائق لا يزال متاحاً على موقع mirror.wikileaks.info، وأن البقية ستعود بمجرد أن نتمكن من حل التعقيدات الهندسية.

وبسؤاله عما إن كان يتوقع أن يتسبب في حدوث كل هذه الأصداء في جميع أنحاء العالم، وما إن كان يشعر بالخوف على أمنه الشخصي، أكد آسانج على أنه دائماً ما كان يعتقد أن ويكيليكس كمفهوم سيقوم بدور عالمي، وأنه كان واضحاً إلى حد ما أنه يقوم بهذا الدور منذ العام 2007، عندما لعب دوراً في تغيير نتائج الانتخابات العامة في كينيا. وعن التهديدات التي تلاحقهم كفريق عمل، قال إنهم يتخذون الإحتياطات المناسبة، التي تمنحهم القدرة حتى على التعامل مع إحدى الدول العظمى.

وحول الجهة التي تعني باتخاذ قرارات متعلقة بحجب هويات بعض الشخصيات التي ورد ذكرها بالبرقيات التي جرى تسريبها أخيراً على الموقع، لفت آسانج إلى أن تلك البرقيات تتصل بأخبار تم تحريرها من جانبهم ومن جانب شركائهم الأساسيين في التيار الإعلامي.

وقال إن من يقومون بحجب بعض المعلومات فيها هم الصحافيون الذين يحررون الأخبار، لأنهم يكونوا مطالبين بأن يعرفوا المادة جيداً كي يكتبوا عنها. وأوضح أن عمليات الحجب تُرَاجَع بعد ذلك من جانب صحافي أو محرر آخر على الأقل، ثم يقومون بمراجعة عينات قدمتها منظمات أخرى للتأكد من سير العملية.

كما كشف آسانج، في سياق آخر، عن أنهم يمتلكون تسريبات متعلقة بـ quot;الإتفاق التجاري لمكافحة التقليدquot;، وقال إنهم كانوا أول من لفت الإنتباه إلى هذا الإتفاق من خلال إحدى التسريبات التي نشروها عنه. وتعقيباً له على ذلك التصريح الذي طالب من خلاله توم فلانغان، كبير مستشاري رئيس الوزراء الكندي، الرئيس الأميركي، باراك أوباما، باغتيال آسانج عن طريق قاتل محترف أو حتى من خلال ضربه بطائرة دون طيار، أكد آسانج على ضرورة أن يتم توجيه تهمة التحريض على ارتكاب جريمة قتل إلى فلانغان وغيره من المسؤولين ممن يدلون بتلك التصريحات على محمل الجد.

وختم آسانج بلفته إلى أنه كان يسعى في الأساس إلى صبغ موقعه quot;ويكيليكسquot; بطابع الغموض، والعمل لإرساء مبدأ إنكار الذات، حيث لم يكن يريد أن يكون للغرور أي دور في ما يقومون به من نشاطات.

وعما إن كان يرى أنه سيخرج فائزاً من تلك اللعبة التي دخلها مع قوى كبرى، أوضح آسانج أنه لن يخسر شيئا، لافتاً إلى أن الأرشيف الكامل للبرقيات قد انتشر، جنباً إلى جنب مع مواد مهمة من الولايات المتحدة وغيرها من الدول، إلى أكثر من 100 ألف شخص في صيغ مشفرة. وأنه إذا ما حدث شيء لهم، فإن الأجزاء الرئيسة سيتم إطلاقها بصورة أوتوماتيكية. كما أوضح أن هذا الأرشيف الضخم يوجد لدى العديد من وكالات الأنباء، وشدد في نهاية حديثه على أن التاريخ سيفوز حتماً، وأن العالم سيرتقي لمكان أفضل.

غيتس يرحّب باعتقال أسانج
من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الثلاثاء خلال زيارته المفاجئة إلى أفغانستان أن توقيف مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج يشكل quot;نبأ سارًاquot;. وقال غيتس ردًا على سؤال في هذا الصدد خلال زيارته قاعدة فورت كونولي العسكرية الأميركية المتقدمة في شرق أفغانستان quot;لم أسمع بهذا الأمر بعد، لكن ذلك يبدو لي نبأ سارًاquot;.

وكان غيتس قدوصل صباحًا إلى أفغانستان، حيث تنشر الولايات المتحدة حوالي مئة ألف جندي. وسلم جوليان أسانج نفسه الثلاثاء إلى الشرطة البريطانية، وأوقف فورًا بموجب مذكرة توقيف أوروبية أصدرتها السويد التي تطالب بتسليمه في قضية اغتصاب.