زوبعة ويكيليكس

أخبار وأصداء quot;الثورة الثالثةquot; لـ ويكيليكس لحظة بلحظة في إيلاف

بقدر ما يحرص جوليان آسانج، مؤسس موقع ويكيليكس الذي بات حديث الساعة في جميع الأوساط الصحافية والدبلوماسية وكذلك الأمنية حول العالم، على تسريب معلومات حساسة وسرية، بقدر ما يبدي اعتراضاً على الكشف عن أي شيء متعلق بنفسه.


في الوقت الذي تسبب فيه مؤسس موقع ويكيليكس جوليان آسانج في الإفصاح عن الكثير من المعلومات، قالت اليوم صحيفة quot;التلغرافquot; البريطانية في تعليق لها إنه وبالرغم من ذلك، فإن المصدر الرئيس لكل هذه المعلومات، وهو آسانج، مازال شخصاً مجهولاً لكثيرين، وليس معروفاً ما إن كان يستحق أن يُنظَر إليه على أنه شخصية طيبة أم شخصية شريرة.

وأوضحت الصحيفة في هذا السياق أن آسانج، المسؤول الأول عن كل هذه الضجة التي يشهدها العالم حالياً بسبب ما احتوته وثائق ويكيليكس الأخيرة من تسريبات، يتردد بشكل ملحوظ في الكشف عن أي شيء متعلق بذاته.

ولفتت إلى أن المقابلات النادرة التي أجريت معه كانت جديرة بالملاحظة بسبب انتهاجه لأسلوب الخداع والمراوغة لتجنب الأسئلة التي لا يرغب في الإجابة عليها. ومن بين هذه التساؤلات التي راوغ بشأنها، تلك الإستفسارات المتعلقة ببدايات حياته، ومصادر تمويله، ولمَا شاب شعره وهو لم يتجاوز بعد عامه الخامس والعشرين، وما حدث بالضبط بينه وبين امرأتين، قابلهما خلال زيارة كان يقوم بها إلى السويد خلال العام الماضي.

وبغض النظر عن السمات الشخصية التي يتميز بها آسانج، (39 عاماً)، سواء أكنت من أنصار ما يقدمه ويكيليكس من تسريبات أم لا، فإن ما لا يمكن التنازع عليه هو تأسيسه قبل ثلاثة أعوام لموقع ويكيليكس الإلكتروني الذي يعمل كبريد آمن للمعلومات الحساسة المشتقة معظمها من المخابرات الأميركية والوكالات الدبلوماسية.

وأبرزت التلغراف في هذا الشأن ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية العام الماضي عبر سلسلة طويلة من التحقيقات، بقولها إن أكثر من 854 ألف شخص يعملون لصالح الحكومة الأميركية يمتلكون تصريحاً خاصاً بالمواد السرية - وهو العدد الذي يزيد بمرة ونصف عن جميع سكان واشنطن العاصمة.

وورد بالصحيفة quot;أن العالم السري الذي أنشأته الحكومة رداً على الهجمات الإرهابية التي وقعت في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2001، قد أصبح كبيراً للغاية، وغير عملي وسري للغايةquot;.

وقالت الصحيفة البريطانية كذلك إن آسانج خصص quot;ويكيليكسquot; لما أطلق عليها quot;الديمقراطية الراديكاليةquot;، وهي النظرية التي بُنيت في ما يبدو على فكرة المواطن الإلكتروني العالمي المستنير الذي يعيش وهو على دراية كاملة بكل ما يحدث باسمه. وفي تلك الجزئية، نقلت الصحيفة عن آسانج، قوله quot;أنا صحافي، وناشر، ومخترع. وقد حاولت اختراع نظام يعني بحل مشكلة الرقابة في جميع أنحاء العالمquot;.

وتابعت الصحيفة بقولها إن تلك المثالية المتصاعدة تأتي بمثابة الصدمة لأولئك الذين يعرفون آسانج منذ أن كان طفلاً وحيداً وغريب الأطوار في استراليا خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وبعد انفصال والديه حين كان عمره 11 عاماً، زعم آسانج أنه ثقف نفسه بنفسه إلى حد كبير. ومع هذا، تفوق في مادتي الرياضيات والفيزياء، قبل أن يصبح عاشقاً لعالم الحاسوب.

وبحلوله السادسة عشر من عمره، أصبح آسانج هاكر بارع يعمل تحت اسم quot;مينديكسquot;، وفي نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ألقي القبض عليه وحوكم لعدة تهم مرتبطة بجرائم حاسوبية. وفي وقت لاحق، ذهب ليدرس في جامعة ملبورن، وتعلم تطوير وبرمجة البرامج.

ووجد كثير من الناس الذين عرفوا آسانج في هذه السنوات التكوينية أنه من المستحسن ألا يكشف عن هويته. وطبقاً لما ذكرته سيدة كانت تشاركه العيش في منزل بملبورن، فإنه كان شديد التعلق بالكمبيوتر، وكان يزين أبواب وجدران غرفته بصيغ رياضية كثيرة.

وواصل آسانج حياته ذات الطابع البدوي لسنوات عدة، وقال إنه لا يملك بيتاً حقيقياً أو قاعدة للعمليات؛ حيث ظل ينتقل باستمرار بين أصدقاء له في بريطانيا والدول الاسكندنافية وأفريقيا، ولم يكن يحمل أكثر من حقيبة وكمبيوتر محمول.

وبعيداً عن مطاردة وسائل الإعلام له، لم تكن الأمور على ما يرام بالنسبة إليهحيث تخلى عنه مؤخراً العديد من أقرب مساعديه، بعد أن اشتكوا من سلوكياته الشاذة والمتعجرفة، وعظمته الوهمية تقريباً. وبغض النظر عن الخلافات الشخصية، فمن المعروف أن كثيرين ممن يؤمنون بمهمة ويكيليكس قد استاءوا من كشوفات الموقع العشوائية، لا سيما في ما يتعلق بالحرب في أفغانستان، والتي عرضت أرواح الأبرياء للخطر.