ملف: ويكيليكس وقادة العالم وجهًا لوجه

قلّل عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم في مصر من تأثير وثائق quot;ويكيليكسquot; على صورة بلاده أو علاقتها مع الولايات المتحدة أو دول المنطقة. وقال جهاد عودة إن تلك الوثائق لا تشكل أي قلق لمصر على الإطلاق سواء على الصعيدين الداخلي أو الخارجي.


قللت القاهرة من خطورة وثائق ويكيليكس على صورة مصر أمام العالم، أو علاقاتها مع الولايات المتحدة دول المنطقة. وقال جهاد عودة عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم التي يرأسها جمال مبارك، لـquot;إيلافquot; إن تلك الوثائق لا تشكل أي قلق لمصر على الإطلاق سواء على الصعيدين الداخلي أو الخارجي، مشيرًا إلى أن الرئيس مبارك ليست له مواقف سرية وأخرى معلنة، فما يقوله في السر هو ما يؤكد عليه في العلن.

وأشار عودة إلى أن الوثائق أكدت مواقف مصر التي وصفها بـquot;المحترمةquot; من العديد من القضايا العربية والإقليمية، ومنها موقفها الرافض للغزو الأميركي للعراق، حيث حذر الرئيس مبارك الإدارة الأميركية مرارًا من العواقب الوخيمة على المنطقة من جراء الغزو.

واعتبر عودة أن quot;رب ضارة نافعة، حيث جاء نشر تلك الوثائق في توقيت جيد، في أعقاب نشر الرئيس الأميركي السابق بوش الإبن لمذكراته التي زعم فيها أن مصر أبلغته بإمتلاك العراق أسحلة بيولوجية، وشجعته على إحتلالها، إذ برأت الوثاق مصر من ذلك الإفتراء، وأكدت أن موقفنا من غزو العراق كان صلبًا، وغير مهادن، وأنه ليست للرئيس أي تعاملات من quot;تحت الطاولةquot;.

وضوح الموقف المصري

استطرد عودة قائلًا بحماس: أكدت الوثائق كذلك على قوة ووضوح الموقف المصري من الحرب على غزة، حيث أعلنت مصر رفضها لتلك الحرب في السر وفي العلن، وبذلك تكون قد برأت أيضًا ساحة النظام الحاكم مما قيل وتم الترويج له في حينه، من أن مصر باركت الحرب، وقدمت دعمًا لإسرائيل.

وما قاله الرئيس مبارك في العلن بخصوص الموقف من إيران وبرنامجها النووي، أكّدت الوثائق تتطابقه مع ما صدر عنه في الإجتماعات المغلقة مع قادة الإدارة الأميركية، وكل ذلك يعود إلى أن مصر يقودها رجل محترم طول عمره هو الرئيس مبارك. ويعتبر قيادة متماسكة، لها مواقفها الثابتة والصلبة من القضايا الإقليمية والدولية.

واستبعد عودة وقوف الإدارة الأميركية وراء تسريب تلك الوثائق، مشيرًا إلى أنه quot;لا مصلحة لها في ذلك، بل سيقع عليها ضرر بالغquot;، مرجحًا أن يكون quot;هناك خلل ما في نظام حماية الوثائق والمعلومات، أدى إلى تسريبها إلى موقع ويكيليكس الذي نشرها بإعتبارها سبق صحافي عالمي.

علامات استفهام حول الوثائق

في الإطار نفسه، أثار نشر الوثائق في هذا التوقيت علامات استفهام لدى السفير محمد بسيوني سفير مصر السابق لدى إسرائيل، وقال لـquot;إيلافquot; إنه ما من شك أن هناك الكثير من علامات الإستفهام تحيط بظروف وتوقيت نشر تلك الوثائق الخطرة، خصوصًا أنه لم يمر عليها الفترة القانونية للإفراج عنها. وتوقع بسيوني حدوث ردود فعل عالمية غاضبة، لافتًا إلى أنها ستتسبب في حرج كبير لبعض القادة الذين أظهرت أن لهم مواقف مزدوجة من بعض القضايا سواء العربيّة أو الإقليميّة أو الدوليّة.

كما نوه بسيوني بأنه قد تحدث أزمة دبلوماسية عالمية بين بعض الدول من جانب، وبين أميركا ودول أخرى من جانب آخر، معتبرًا أن quot;وثائق ويكيليكسquot; أكبر عملية تسريب وثائق في العالم، حيث لم تتعد أي عملية في الماضي 150 وثيقة.

وقلل بسيوني من خطورة نشر الوثائق على العلاقات المصرية الأميركية أو العلاقات المصرية العربية والإقليمية، وقال إن موقف مصر من قضايا العراق وفلسطين وإيران كان وما زال واضحًا وسليمًا، وجاء ما كشفت عنه الوثائق متجانسًا ومتطابقًا مع المواقف المصرية المعلنة، ولم تشر إلى وجود تناقض فيها، بل ستزيد من إحترام العالم للقيادة السياسية ممثلة في شخص الرئيس حسني مبارك.