إقرأأيضاً:
ملف: ويكيليكس وقادة العالم وجهاً لوجه

وضعت الجزائر العديد من علامات الاستفهام حول تجاهل وثائق ويكيليكس لاسرائيل باستثناء نقاط منفردة والتركيز في المقابل على ايران، واستبعد المتحدث باسم حزب التحرير الجزائري في تصريح خاص لـ quot;ايلافquot; امكانية تأثير التسريبات في العلاقة بين الدول، مشيراً الى ان الشك في مصداقية الوثائق يبرر رجاحة رأيه.


الجزائر: أكد قاسة عيسي المتحدث باسم جبهة التحرير الجزائرية (الحزب الحاكم)، أن quot;تسريبات ويكيليكس ليست بريئةquot;، مبرزا في تصريحات خاصة لـ quot;إيلافquot; مفارقة quot;تغييب إسرائيل عن الوثائق المسربة في مقابل الحضور القوي لإيرانquot;. وبشأن عدم تعرّض الربع مليون وثيقة للجزائر بشكل مباشر، لفت قاسة إلى أن الجزائر ليس لديها أي شيء تخفيه، ولا تخشى quot;ظاهرةquot; ويكيليكس المشكوك في مصداقيتها، بحسب قوله.

قاسة عيسى

وفي ظلّ تعذّر الحصول على تصريحات من جهات رسمية في الجزائر، توجهنا بأسئلتنا إلى قاسة عيسي المتحدث باسم جبهة التحرير التي يتزعمها عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الشرفي لهذا الحزب.

بداية، يتساءل قاسة عن مدى صحة تسريبات ويكيليكس المثيرة للجدل، ولا يخفي شكوكه في مصدرها ومضامينها، ما يجعل قيادة جبهة التحرير متحفظة بشكل كبير تجاه الموضوع حتى يتم تبيّن quot;الخيط الأبيض من الأسودquot; على حد تعبيره، متوقعا أن تشهد الأيام القادمة مزيدا من الحيثيات المخبأة.

وبشأن ما تعرضت له بعض صفحات ويكيليكس وخوضها في تعامل قضاة فرنسيين مع قضايا إرهاب تورط فيها جزائريون، أصر قاسة على أن الجزائر في منأى عن quot;أي ابتزاز أو مناورة، وليس هناك ما تخشاهquot;.

غياب اسرائيلي وحضور ايراني

إلى ذلك، يطرح القيادي في جبهة التحرير أسئلة بالجملة عن المستفيد والمتضرر ومن المستهدف أكثر من التسريبات، وهي خطية توضح بشكل عام الجهة الواقفة وراء العملية والأهداف المرجوة من ورائها. وحول هذا الموضوع يقول قاسة: quot;ما معنى التركيز في آلاف الوثائق على استيراد إيران لصواريخ من كوريا الشمالية، في وقت تم التعتيم على كافة الأنشطة الاسرائيلية، فضلا عن تجاهل تحركات الولايات المتحدة لنصب درعها الصاروخيةquot;.

كما توقف الناطق باسم الحزب الجزائري الحاكم عند تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي أكد فيها عدم تخوف تل أبيب من محتوى التسريبات، مستفهما عن طبيعة الحصانة الاسرائيلية التي جعلتها في منأى عن أي إحراج بسبب ويكيليكس، عدا بعض الإشارات العابرة لانتقادات طالت تعاطي الجيش الاسرائيلي في حربه ضدّ حزب الله، وطبعا الامر مفهوم - يضيف قاسة - ويجد خلفية له في العلاقات الوطيدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

رقابة غير ناجعة

عن تداعيات التسريبات على الثقة بالولايات المتحدة وما يتردد عن عجزها تجاه المراسلات السرية، يتصور قاسة أنّ وسائل الرقابة صارت غير ناجعة في الولايات المتحدة، ملاحظا أنّ التطور التكنولوجي بات سلاحا ذو حدين، إذ بقدر ما هو وسيلة قوة، فإنّه أيضا أداة ضعف.

ويستبعد قاسة أن تؤثر مثل هذه التسريبات على العلاقات بين الدول في المنطقة، قائلا: quot;إنّه من المفروض أنّ العلاقات بين الدول لا تقوم على معطيات مجهولة المصدر، حيث لا يمكن لأي شخص أن يثبت طبيعة هذه التسريبات، وعما إذا كانت حقيقية أم مصطنعة، مثلما يظلّ الهدف من تسريبها خاضعا للتأويل والمضاربة.

بيد أنّ عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير يعتقد أنّ التسريبات عرّت مجددا المتناقضات الأميركية، فهي من جهة تتظاهر برعايتها السلم بين فلسطين وإسرائيل، ومن جهة تجهّز الاسرائيليين بأحدث طائرات حربية متطورة من طراز quot;إف 35quot;.

ويسجل قاسة أنّ المفكر الأميركي نعوم تشومسكي، العارف بدواليب الأمور في نظام بلاده، يجري تنفيذ الكثير مما نادى به في اقتراحاته العشرة، لافتا إلى أنّ أفكار وتحليلات تشومسكي ما زالت قائمة في الميدان وجار تنفيذها، رغم الاختلافات في المعالجة بين السياسيين الأميركيين، وهو ما يظهر من خلال محافظة الإدارة الأميركية على الاتجاه ذاته منذ ما يربو على ستين عاماً.

ويختم قاسة برفض مقاربة نشر وثائق سرية من زاوية quot;أخلاقيتهاquot;، مصنّفا ما يحدث في خانة الصراع للتحكم في الرأي العام الدولي.