ملف: ويكيليكس وقادة العالم وجهاً لوجه

لا يزال موقف صنعاء معلقاً حيال وثائق ويكيليكس المتعلقة باليمن، إذ تعكف الحكومة اليمنية على دراسة الموقف المزمع اتخاذه من تلك الوثائق في اطار تشاور حثيث مع عدد من الأطراف المعنية، بينما تنتظر المعارضة نشر المزيد من التسريبات لاتخاذ موقف لم تظهر بوادره حتى الان.


صنعاء: قال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي لـ quot;إيلافquot; إن الحكومة اليمنية تتدارس موضوع quot;وثائق ويكيليكسquot; وتجري إتصالاتها مع عدد من الأطراف المعنية. وأضاف أن الحكومة اليمنية لم تتخذ أي موقف، مشيراً إلى أن اليمن ارتأت التريث حيال الأمر.

الدكتور قباطيالمتحدث باسم اللقاء المشترك

وألمح القربي إلى أن الحكومة quot;يمكن أن تصدر موقفاً خلال الأيام القليلة القادمةquot;.

المعارضة تتريث

في هذا الإطار قال الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك المعارضة الدكتور محمد صالح قباطي إن quot;المعارضة تنتظر أيضاً ما ستكشف عنه بقية الوثائق خلال الأيام القادمة وما إذا كان هناك وثائق أخرىquot;. وأضاف أن quot;هناك أمورا يمكن أن تناقش حيال هذه الوثائق لكن الوقت لا يزال مبكراًquot;.

وقال قباطي إن الوثائق كثيرة ولم ينشر منها الكثير وهناك أشياء كثيرة غير معروفة لنا منها أشياء متعلقة بالإرهاب وبالأسلحة وأعتقد ان مثل هذه الأمور ستظهر في الوثائق المرتقب نشرها.

كانت وثائق ويكيليكس قد أوردت أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تستر على الضربات العسكرية الأميركية ضد تنظيم القاعدة في اليمن من خلال الإدعاء أنها تنفذ من قبل القوات اليمنية.

وأوردت الوثائق أن الرئيس صالح قال في محادثات أجريت في كانون الثاني/يناير مع الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط: quot;سنواصل القول إن القنابل هي قنابلنا، وليست قنابلكمquot;، وفقاً لبرقية دبلوماسية أميركية ضمن ما تم تسريبه من وثائق ونشرتها صحيفة quot;نيويورك تايمزquot;.

ضربات ضد القاعدة

البرقية أرسلت من قبل سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، مشيرة إلى أن تصريحات كان روج لها نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي جاء فيها أنه quot;كذب عندما أخبر البرلمان بأن القوات اليمنية قد شنت ضربات ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ذراع القاعدة في اليمنquot;.

واستنادا إلى الوثائق فإن الرئيس صالح، الذي يظهر في أوقات أخرى مناهضاً لطلبات مكافحة الإرهاب الأميركية، كان بحالة مزاجية مرحة، مشتكياً من التهريب القادم من quot;جيبوتيquot;، إلا أنه أخبر الجنرال بيتراتوس بأن مخاوفه تكمن في تهريب المخدرات والأسلحة.

كانت الوثائق المنشورة مساء الاحد الماضي قد اثارت أجواء من الاستياء لدى عدد ليس بالقليل من الحكومات العربية والعالمية، لاسيما انها تضمنت قضايا بالغة الحساسية تتعلق بشخصيات واشكاليات مطروحة، وكان من بين ابرز هذه التسريبات ما نقلته الوثائق عن تلقي الولايات المتحدة مبادرة من رئيس الموساد الاسرائيلي المنتهية ولايته مئير داغان، اقترح فيها دعم الحركات المعارضة في ايران في محاولة للاطاحة بالرئيس محمود احمدي نجاد، واعتبر داغان بحسب صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، ان خطته تهدف الى تخلي واشنطن وربما اسرائيل عن اللجوء الى الخيار العسكري في التعامل مع الملف الايراني، غير ان الولايات وعدت بدراسة الطرح الاسرائيلي دون التعليق عليه من قريب او بعيد.