هدد النواب الإوروبيون اليوم بتعلق التصويت على الاتفاق الأميركي الأوروبي الخاص في مكافحة الإرهاب.

ستراسبورغ: لا يزال الشك يحوم حول مستقبل اتفاق مثير للجدل بين الولايات المتحدة واوروبا بشأن مكافحة الارهاب، هدد النواب الاوروبيون برفضه الخميس بسبب مخاوف ترتبط بحماية المعطيات الشخصية.

وقد وافقت حكومات الاتحاد الاوروبي في الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر على توقيع اتفاق مرحلي يسمح للولايات المتحدة بمواصلة الاطلاع على المعطيات المصرفية التي تجمعها شركة quot;سويفتquot; ومقرها بلجيكا والتي تتعامل مع ثمانية آلاف مؤسسة مصرفية، وذلك في انتظار توقيع اتفاق نهائي.

وبعد تعرضه للعديد من الانتقادات اثناء نقاش علني وبازاء مخاطر رفض برلماني للاتفاق، دعا وزير الداخلية الاسباني الفريدو بيريز-روبالكابا الاربعاء الى تأجيل التصويت وطلب من النواب quot;مزيدا من الوقتquot;.

وقال quot;اذا سألتموني هل في الامكان تقديم اتفاق جديد في غضون شهر، الجواب هو لاquot;. غير انه اعتبر quot;ان من الواقعي مطالبتكم بمزيد من الوقت حتى اتمكن في غضون ثلاثة اشهر من عرض اسس اتفاق نهائي مع الولايات المتحدة عليكمquot;.

وقال النائب النمسوي المحافظ ارنست ستراسر انه مستعد quot;لمواصلة بحث الامر اذا كانت هناك ضمانات بشأن اتفاق جيدquot;. وكتلته هي الوحيدة التي تدعم الاتفاق المرحلي باستثناء اعضائها الالمان.

اما النائبة ريبيكا هرمس (خضر) فقد رفضت اي تأجيل للتصويت ودعت البرلمان الى quot;التحلي بالشجاعة والتحركquot; وquot;تحمل مسؤولياتهquot;. وحذرت المقررة البرلمانية الليبرالية جانين هانيس-بلاسهيرت من ان quot;تأجيل (التصويت) يعني الموافقةquot; على الاتفاق المرحلي لانه لا يوقف تطبيقه.

ونددت بquot;التصريحات البالغة الابهام والضعفquot; للرئاسة ورفضت التعويل على quot;وعود زائفةquot;. واعتبر مارتن شولتز رئيس الكتلة الاشتراكية ان الامر يتعلق ب quot;اتفاق سيءquot; وقال انه سيطلب من كتلته التصويت ضده حتى لو لم يتبع الاعضاء الاسبان هذه التعليمات.

وينذر رفض برلماني للاتفاق بالتسبب بازمة خطيرة مع الولايات المتحدة الحساسة جدا بازاء القضايا الامنية. وفي الايام الاخيرة، تدخلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لهذا الغرض شخصيا لدى رئيس البرلمان جيرزي بوزاك.

واشارت هانيس-بلاسهيرت ايضا الى quot;ضغط بالغ القوة مصدره مجموعات الضغط في البلدان الاوروبية والولايات المتحدةquot;. وحاول وزير الداخلية الاسباني للمرة الاخيرة اقناع النواب بالتأكيد انه quot;اذا توقف تطبيق الاتفاق فان المواطنين الاوروبيين سيكونون اقل حماية. وسنكون اقل امانا بعض الشيءquot;.

واضاف ان quot;تبادل المعلومات اعطى نتائج جيدةquot; في الماضي وquot;سمح بتوقيف ارهابيينquot;. من جهتها، حذرت المفوضة الاوروبية الجديدة للشؤون الداخلية سيسيليا مالمسترويم من ان quot;رفض الاتفاق من جانب البرلمان سيشكل تهديدا للامنquot;، معتبرة ان الاتفاق المرحلي يتضمن quot;تعهدات كافية ملزمة بشأن حماية المعطياتquot; الشخصية.

واضافة الى المخاوف بشأن حماية المعطيات، فان الامر يتعلق باختبار قوة بين المؤسسات الاوروبية. ولم يستسغ النواب الاوروبيون ان يتم توقيع الاتفاق عشية بدء سريان معاهدة لشبونة التي تمنحهم الحق في الاطلاع على الاتفاق، ورأوا في ذلك مناورة من الحكومات الاوروبية لاستبعادهم من النقاش حول الاتفاق.