يصل اسحاق ليفنون سفير إسرائيل الجديد إلى القاهرة اليوم ليقدم أوراق اعتماده لوزارة الخارجية المصرية.وبحسب المعلومات فإن ليفنونيميل للسلام الدائم ووالدته عملت جاسوسه بينما عمل والده تاجر ملابس.

القاهرة: تستقبل القاهرة اليوم الاثنين السفير الإسرائيلي الجديد إسحاق ليفنون, الذي يصل إلى القاهرة وفقا للإذاعة الإسرائيلية الرسمية لتقديم أوراق اعتماده إلى وزارة الخارجية المصرية خلفا للسفير السابق شالوم كوهين الذي قضى السنوات الخمسة الماضية سفيرا لبلاده في القاهرة.

ولقى اختيار ليفنون ارتياح القاهرة ، كما تفادى في الوقت نفسه حدوث أزمة دبلوماسية بين البلدين، بعد أن رشحت إسرائيل في البداية شاؤول كاميسا المحسوب على تيار اليمين المتطرف. وقد اعترضت مصر عليه ودخلت فى مشاورات مع تل أبيب لإقناعها للعدول عن تعيين كاميسا انتهت بامتثال حكومة تل أبيب لرأى القاهرة في النهاية، وفقا لما ذكرت جريدة الشروق المصرية.

وبالرغم من قلة المعلومات المتاحة عن الرجل التي يمكن من خلالها تحديد الملامح الرئيسية لبرنامجه وسياسته فى السنوات الخمس القادمة، إلا أن ليفنون البالغ من العمر 65 عاما في ضوء المعلومات القليلة عنه يبدو أكثر ميلا لوجهة نظر الرئيس مبارك في إحلال السلام الدائم في المنطقة، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بشكل نهائي، حيث لا يميل إلى الرؤى والحلول المؤقتة لحل قضية السلام في الشرق الأوسط.

بيد انه يصر على أن تكون القدس العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل، كما أن وجهة نظره في قضية الاستيطان اقرب إلى رؤية القاهرة، حيث يعارض ليفنون بقوة سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويراها مضرة بعملية السلام. كما يرى ضرورة إرجاء القدس واللاجئين و الحدود في المرحلة الأخيرة من المفاوضات بين الجانبين.

ويأتي ليفنون إلى القاهرة ويحمل على رأس أولوياته مهمة صعبة فشل فيها سفراء الدولة العبرية السابقين وهى التطبيع الثقافي بين البلدين. فعلى الرغم من ما يقرب من 30 عاما من توقيع مصر وإسرائيل على اتفاقية كامب ديفيد للسلام، إلا أن تطبيع العلاقات الثقافية بين البلدين ما زال غارقا في الحرب الباردة وهو الآمر الذي أصاب المسئولين الإسرائيليين بإحباط شديد بحسب اعتراف دبلوماسي إسرائيلي.

وعلق شانى كوبر زوبيدا الناطق باسم السفارة الإسرائيلية في احد المناسبات بقوله quot; منذ 30 عاما جاء السادات إلى إسرائيل لكسر جدار الجهل والكراهية بين البلدين، ونجح في بعض النواحي إلا أن الجدار لم ينته كاملا حيث ما زال بعض الطوب موجودا في الجدارquot;. مشيرا إلى العلاقات الثقافية.

وقال إن quot; مصر منذ أن دخلت في سلام مع إسرائيل، وتنوعت مجالات التعاون وتزايد بشكل كبير التبادل التجاري بين البلدين، إلا أن التفاعلات الثقافية قليلة ويتعرض الذين يسافرون أو يعملون مع الإسرائيليين إلى نقد لاذعquot;, مضيفا quot;أن الإسرائيليين محبطون جدا بسبب المقاطعة على الرغم من وجود علاقات سياسية جيدة بين البلدينquot;.

ويتحفظ معظم المصريين على التطبيع الثقافي مع الدولة العبرية فى ظل استمرار المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين، ويفضل الكتاب والأكاديميون المصريون الانتظار حتى يتحقق سلام عادل.

وعودة إلى السيرة الذاتية للسفير الجديد، قالت صحيفة quot; يديعوت احرونوتquot; الإسرائيلية فان ليفنون عمل سفيرا لإسرائيل في الأمم المتحدة بجنيف وقنصلا عاما في بوسطن ومونتريال كما شغل منصب الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية ومسؤول الملفين السوري و اللبناني.

وهو نجل عميلة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد quot;شولا كوهين كيشيطquot; الملقبة بـ لؤلؤة الموساد quot;, والتي كرمتها إسرائيل قبل عامين بدعوى مساهمتها في الحفاظ على امن الدولة العبرية.

وعملت كيشيك بحسب الصحيفة جاسوسة لصالح إسرائيل في لبنان لمدة 14 عاما. وصدر ضدها حكم بالإعدام في لبنان تم تخفيفه فيما بعد إلى 20 عاما, قبل أن يفرج عنها في صفقة لتبادل الأسرى. أما والده فهو لبناني كان يعمل في تجارة الملابس. تزوج من كوهين في إسرائيل عام 1936.