تشن السلطة الفلسطينية حملة لمكافحة بيع المنتجات القادمة من المستوطنات الإسرائيلية في اسواق الضفة الغربية.

رام الله: يقول الضابط الفلسطيني فادي ابو القرن مسؤول الضابطة الجمركية في مدينة رام الله بالضفة الغربية، انه فخور بما تقوم به الدوريات لمنع تداول البضائع القادمة من المستوطنات الاسرائيلية في السوق الفلسطينية.

ويحتفظ الضابط ابو القرن (32 عاما) في مكان عمله في رام الله، بكميات كبيرة من المشروبات الكحولية والمواد الغذائية ومواد خام انتجب في المستوطنات الاسرائيلية وتم ضبطها خلال دوريات الضابطة الجمركية على مداخل مدينة رام الله التي تعتبر من اكثر المدن تداولا لهذه البضائع لوقوعها وسط الضفة الغربية.

وفي ساحة مقر الضابطة المتواضع، تظهر كميات من الحديد المصنع التي تمت مصادرتها وقال الضابط ان مصدرها المستوطنات. وكانت الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض بدأت حملة واسعة النطاق منذ اشهر تقضي بمحاربة البضائع القادمة من المستوطنات، وشارك فياض بنفسه في اتلاف كميات من هذه البضائع في منطقة سلفيت القريبة من مدينة نابلس، ما اثار حفيظة الاسرائيليين.

وتعمل الحكومة الفلسطينية على اصدار قانون خاص يحظر التداول ببضائع المستوطنات في الاسواق الفلسطينية.

وقال ابو القرن لوكالة فرانس برس quot;نحن كفرع من الضابطة الجمركية نقوم بعملنا في مراقبة وضبط ومصادرة اي بضاعة قادمة من المستوطنات تماشيا مع قرار مجلس الوزراءquot;. واضاف quot;هذا العمل الذي نقوم به يسهم بالتأكيد في تجفيف المستوطنات، خاصة واننا قمنا لغاية الان بمصادرة مئات الاطنان من البضائع التي يتم تصنيعها في مصانع داخل المستوطناتquot;.

وتابع quot;ان لدى السلطة الفلسطينية معلومات مفادها ان مصانع اسرائيلية في المستوطنات اغلقت ابوابها او نقلت مكان عملها الى داخل اسرائيل بعد ان بدأت الضابطة الجمركية ملاحقة بضاعتها في الاسواق الفلسطينيةquot;. وعلقت لافتات عملاقة على مداخل مدينتي رام الله والبيرة تدعو الى مقاطعة البضائع المنتجة في المستوطنات الاسرائيلية. وكتب عليها quot;لا تهدم المخيمات وتبني المستوطناتquot;.

وقال الضابط ان الضابطة الجمركية واجهت في البداية رفض التجار الفلسطينيين لمهمتهم quot;لكنهم بعد ذلك تفهموا الغاية من ملاحقة بضاعة المستوطناتquot;. وينتشر افراد من الضابطة الجمركية على مداخل المدينة يراقبون المركبات التجارية الداخلة ويوقفون غالبيتها للتأكد من خلوها من بضاعة المستوطنات.

ويعتمد افراد الدورية في معرفة البضاعة المنتجة، على الاوراق الثبوتية التي يحملها التجار او بناء على اعترافاتهم او من خلال مراقبة ومتابعة شاحنات لدى خروجها من مستوطنات مستهدفة.

من جهته، قال الضابط احمد القاضي الذي كان على راس دورية فلسطينية على الطريق بين رام الله والبيرة ان quot;افراد دورية الضابطة الجمركية تلقوا دورات تدريبية في رصد المنتجات المستهدفة، ولدى كل واحد منهم قائمة باسماء البضاعة التي تنتج في المستوطناتquot;.

واوقف افراد الدورية شاحنة محملة باصناف من المشروبات الكحولية، وطلب الضابط من سائقها الاوراق التي تؤكد البضاعة التي في حوزته، ثم صعد الضابط الى داخل الشاحنة للتأكد من ملاءمة الاوراق مع البضاعة الموجودة داخل الشاحنة، في حين وقف صاحب الشاحنة خارجها.

وقال صاحب الشاحنة صبحي سعفان (53 عاما) لوكالة فرانس quot;انا سعيد على ما يقوم به رجال الامنquot;. واضاف quot;هذا عمل ممتاز، خاصة ملاحقة البضائع القادمة من المستوطنات، لان اليهود لم يكتفوا بمصادرة ارضنا وانما يريدون اغراقنا ببضاعتهمquot;.

وقال ان البضاعة التي في حوزته quot;اردنية ودنماركية وهولنديةquot;. واضاف quot;هذه البضاعة ارخص وافضل من البضاعة القادمة من المستوطناتquot;. وبعد ان امضت دورية الضابطة الجمركية حوالى ساعتين على المدخل بين رام الله ومدينة القدس، انتقل افرادها الى المدخل الشمالي للمدينة المؤدي الى بلدة بيرزيت.

وقال الضابط فادي ابو القرن ان افراد الدورية يتنقلون بين الفينة والاخرى على عدة مداخل خوفا من تهرب التجار. واوقف افراد الدورية شاحنة كانت خارجة من المدينة باتجاه قلقيلية، وقام افرادها بالتدقيق في البضاعة، فيما وقف سائقها فادي ابو الزلف يراقب عملهم.

وقال التاجر ابو الزلف لوكالة فرانس برس quot;شيء جيد ما يقومون به، خاصة في ضبط البضاعة المهربة والفاسدة، لكن انا مع منع كافة البضائع الاسرائيلة وليس فقط تلك البضاعة القادمة من المستوطنات المقامة على اراضي ال67quot;. واضاف quot;ان كانت البضاعة المصنعة في المستوطنات الاسرائيلية ممنوعة لان المستوطنات غير شرعية، فهل يعني ان وجود اسرائيل في اراضي ال48 هو شرعي، طالما ان بضاعتها غير ممنوعة؟quot;.