رأى رئيس حزب الرابطة جناح نواز شريف، رجا ظفر الحق،أن الحوار مع أفغانستان هو الحل الوحيد، للحدّ من التفجيرات والوصول إلى إتفاق. كما رأى أن الإتفاق بين الهند والسعودية لن يؤثر على منظمة المؤتمر الإسلامي وعلى أوضلع الأقليات المسلمة في دول معينة .
إسلام أباد: بعد أيام من هدوء الوضع نسبياً في باكستان، عادت الهجمات الانتحارية مرة أخرى إلى الساحة وهزت مدينة لاهور ثاني أكبر مدينة باكستانية وعاصمة إقليم البنجاب أكبر الأقاليم الباكستانية سكاناً، حيث قتل أكثر من 40 شخصاً في يوم واحد، إضافة إلى إصابة أكثر من 100 بجروح، في حين ترد التقارير عن تسلل الانتحاريين إلى المدن الأخرى.
من جهة أخرى جرت مرحلة من المفاوضات العقيمة بين باكستان والهند خلال الشهر الماضي، وقام الرئيس الأفغاني بزيارة إلى باكستان، للتباحث حول اعتقال باكستان لعدد من قيادات طالبان في فترة وجيزة من الزمن، والتوتر بين البلدين جراء هجوم كابول الذي أدى إلى مقتل أكثر من 9 هنود.
وفي إطار هذه المستجدات، على الساحة انتهزت quot;إيلافquot; فرصة لإجراء لقاء مع رئيس حزب الرابطة جناح نواز شريف، عضو مجلس الشيوخ الباكستاني، راجا محمد ظفر الحق لتسليط الضوء على هذه المستجدات. ويرى ظفر الحق أن الهند عادت إلى طاولة الحوار لرغبتها في التمدد في المنطقة، إلا أن الصقور الهنود سواء كانوا في الحكومة أو المعارضة، لا يتركون الحكومة الهندية للوصول إلى نتيجة مع باكستان.
أما بالنسبة إلى الوضع الأمني المتدهور في باكستان، يرى أن القوة العسكرية لا تمثل حلاً لجميع القضايا. ومع اعترافه بإنجازات الجيش في عدد من المناطق، لكنه يرى أنه يجب أن تتقدم الحكومة المدنية لتستلم زمام الأمور وتتخذ الإجراءات لكسب القلوب والعقول.
ورفض ظفر الحق الإشاعات والشكوك حول تأييد المملكة العربية السعودية للهند، على رصيف منظمة المؤتمر الإسلامي، في إطار تقارير ومقالات نشرتها الصحافة الباكستانية والكشميرية إثر زيارة رئيس الوزراء الهندي منموهن سينغ للمملكة، واتفاقه مع الجانب السعودي على إنشاء شراكة إستراتيجية في عدد من المجالات وبينها الدفاع.
وإليكم نص المقابلة التي أجراها مراسل إيلاف في العاصمة الباكستانية:
ساد الهدوء منذ وقت على الساحة الباكستانية من الناحية الأمنية؛ إلا أن هجمات لاهور تسببت في هز البلاد مرة أخرى، وأفشت ذعراً شديداً في جميع أنحاء البلاد. كيف تفسرون هذه الظاهرة ؟
بعض الادعاءات بالقضاء على الإرهاب سابقة لأوانها؛ تم استغلال القوة ضد الإرهاب والمعتقلين في العمليات العسكرية لا يزالون في أيدي الجيش. وأرى أنه من الظلم أن يتم إلقاء كل المسؤولية على عاتق الجيش؛ لأن الأوضاع مهما تدهورت أو مهما طالت فنهاية المطاف هي التفاوض، والتفاوض هو الذي سيؤدي إلى حل. والمشكلة أن القوى الأجنبية رفضت حتى الاستماع إلى كلمة quot;التفاوضquot; من جانب باكستان في البداية، رغم أنها بدأت عملية المفاوضات في أفغانستان، لكنها لا تزال تمنع باكستان من ذلك. وفي ضوء هذا الوضع الحل هو التفاوض مع كسب دعم جميع الأطراف.
جرت مرحلة من المفاوضات بين باكستان والهند الشهر الماضي، وانتهت دون الكشف عن أي نتيجة، ما الأسباب وراء عودة الهند إلى طاولة الحوار وفشل الحوار؟
عادت الهند إلى طاولة الحوار لأسباب عديدة، ومنها رغبتها في التمدد في المنطقة والوصول إلى وسط آسيا. وهي تعيد علاقاتها مع الصين إلى طبيعتها، رغم المشاكل بين البلدين، حيث تمكنت من إنشاء علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة، كما وأن رئيس الوزراء الهندي قام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية.
وبناء عليه، أشار منموهن سينغ إلى فتح قناةالحوار مع باكستان في شرم الشيخ العام الماضي،في حين لا يرغب الصقور في حزبه والمعارضة في التفاوض مع باكستان، إضافة إلى ممارستها الضغط على باكستان لمكافحة الإرهاب.
ومن هذا المنطلق، أرى أن المفاوضات بين الهند سوف تبدأ وتتقطع لتبدأ مرة أخرى، أضف إلى ذلك، أن العلاقات المتوترة مع باكستان تؤثر على اقتصاد الهند أيضاً، التي ترغب في السيطرة على المنطقة وتمكنت من كسب مقعد مؤقت في مجلس الأمن، مع أنها تتطلع إلى مقعد دائم فيه.
ومن المؤسف أن العديد من الدول الأجنبية ومن ضمنها جيران باكستان القريبين والبعيدين، تعمل ضد مصالح هذه الأخيرة .وعلى الرغم منوجود دلائل بضلوع الهند في تأزيم الوضع على الساحة الباكستانية، والجميع يستغلون وضع باكستان لصالحهم.
زار رئيس الوزراء الهندي المملكة العربية السعودية بعد نحو من ثلاثة عقود، ووُقع على عدة اتفاقيات بين الجانبين، وأشارت بعض الأوساط إلى أن المملكة سوف تؤيد الهند لكسب صفة المراقب أو العضو في منطقة المؤتمر العالم الإسلامي، وبذلك سينتهي دعمها لقضية كشمير، هل ترى أن هذا الانتقاد يحمل ثقلاً في طياته؟
قبل كل شيء يجب أن نفهم أن منظمة المؤتمر الإسلامي هي منظمة للدول ذات الأغلبية المسلمة. وإذا جلست الدول ذات الأقلية الإسلامية بصفقة المراقب أو العضو في المنظمة وتعرضت الأقلية الإسلامية فيها لأي ظلم، كيف سترفع المنظمة صوتها ضد الدولة الجالسة فيها؟
أثير هذا الموضوع في آذربيجان قبل قمة المنظمة وتقرر عدم منح صفقة المراقب لأي دولة من هذا النوع، وأنا واثق بأن المملكة العربية السعودية لن تذهب إلى هذا البعد في علاقتها مع الهند؛ التي تؤوي أكبر الأقليات المسلمة في العالم.لكن ما هو وضع المسلمين هناك؟
نعود إلى الوضع السياسي الداخلي، كسب حزب الرابطة مقعدين من بين أربعة دوائر في الانتخابات الفرعية التي جرت نهاية الشهر الماضي، رغم أن بعض الأوساط بررت إنخفاض شعبية حزبكم بخسارة الحزب في الانتخابات الفرعية في مانسهرة؟
أرى أن شعبية نواز شريف قد ازدادت وارتفع مستوى اعتباره لدى الشعب بسبب إخفاقات الحكومة الحالية، والفساد المالي المتفشي، والغلاء المتزايد. والشعب مستاء ماقد يتسبب في انفجار الشارع ضد الديموقراطية نفسها؛ لأن الدكتاتوريات لا تبالي بأي تمرد شعبي، بينما القوى الديموقراطية هي في حاجة إلى الشعب ومسؤولة أمامه .
هناك انطباع بأن حزبكم لا يعمل من أجل تقديم أي تسهيل للشعب، بل يقدم مستنداً للحكومة للإستمرار في هذا الوضع المأساوي
الأمر ليس كذلك، نحن لسنا معارضة صديقة للحكومة، بل حزب الرابطة حزب صديق لباكستان ومصالحها.
كيف تقيمون زيارة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى باكستان في هذا التوقيت؟
هذه الزيارة مهمة جدًّا؛ لأنها تشير إلى أن كرزاي أدرك أهمية باكستان في إعادة الأمن إلى أفغانستان؛ وأنه لا يمكن للولايات المتحدة والناتو أن ينسحبوا بدون مساعدة باكستان، كما أن العلاقات الطيبة مع أفغانستان تصب فيمصلحة باكستان، وهذا ما أشارت إليهالدول الصديقة لباكستان عندما كان الاتحاد السوفياتي يستولي على أفغانستان.
أعلنت الحكومة بأنها ستقدم مشروع التعديلات الدستوري، الذي طال انتظاره، إلى البرلمان خلال هذا الشهر، هل تتوقعون أنه سيتم ذلك؟
نعم، انتهت لجنة التعديلات من أعمالها وأتوقع أنه سيتم تقديم مشروع التعديلات إلى البرلمان مع احتمال حصول تقدم أيضاً.
التعليقات