اعلنت الشرطة الباكستانية ان 11 شخصاً قتلوا السبت في هجوم انتحاري في وادي سوات شمال غرب باكستان غداة سلسلة تفجيرات في مدينة لاهور.

مينجورا: قالت الشرطة الباكستانية ان مفجرا انتحاريا استهدف قوات الامن في وادي سوات يوم السبت فقتل ما لا يقل عن 11 شخصا وذلك في اطار هجوم طالبان المستمر ضد الحكومة بعد واحدة من اكبر الحملات الامنية الكبرى في سنوات.

جاء الهجوم الذي وقع قرب موقع تفتيش امني في وادي سوات واسفر ايضا عن اصابة 35 شخصا بعد يوم واحد من هجوم انتحاري على الجيش ادى الى مقتل 45 شخصا على الاقل في مدينة لاهور. وقال قاضي غلام فاروق قائد شرطة مدينة مينجورا ان quot;المهاجم كان في عربة ريكشو.quot; وذكرت الشرطة ان الهجوم اسفر عن مقتل جنديين وثلاثة من رجال الشرطة وخمسة مدنيين. وقال شاهد عيان quot;عندما وصلت الى هناك شاهدت مركبة تحترق. مات خمسة اشخاص على الاقل بينهم بعض النساء حرقا.quot; وفي ابريل نيسان من العام الماضي شن الجيش هجوما كبيرا على طالبان الباكستانية في وادي سوات وطرد المقاتلين الاسلاميين بعد اشهر من الاشتباكات.

لكن المتشددين استأنفوا الهجمات بعد هدوء نسبي في اعمال العنف متحدين بذلك تأكيدات الحكومة بان الهجوم الذي شنته في وزيرستان الجنوبية معقل المتشددين وجه ضربة كبرى لطالبان الباكستانية المدعومة من القاعدة. وقال مسعود شاه المحلل الدفاعي وقائد الامن السابق في شمال غرب باكستان حيث يعمل المتشددون من ملاذات قرب الحدود الافغانية quot;لقد تكبدوا هزيمة ساحقة في سوات واجزاء اخرى من المناطق القبلية. لكن هناك ما يمكنك وصفه بالجماعات الفردية في شتى انحاء البلاد.quot;

وفيما يؤكد حالة الذعر في باكستان كتبت احدى الصحف في صدر صفحاتها تقول quot;لاهور تحت حصار العنفquot;. ويرجح ان تقلق احدث موجات العنف الولايات المتحدة بطرق عدة. فستثير من جهة تساؤلات جديدة بشأن الاستقرار في باكستان. وقد تكون واشنطن قلقة من ان تجبر الهجمات باكستان على التركيز بدرجة اكبر على قتال طالبان الباكستانية بدلا من تعقب المتشددين الافغان الذين يعبرون الحدود لمهاجمة القوات الاميركية في افغانستان وهي الاولوية الاولى للبيت الابيض في وقت يحاول فيه ارساء الاستقرار في البلاد قبيل بداية انسحاب القوات الاميركية في 2011.

وكان الانفجار الذي وقع في مينجورا عاصمة وادي سوات سادس انفجار خلال الايام السبعة الماضية مما يزيد من الضغوط على الرئيس اصف علي زرداري في فترة حساسة. ويشهد اقتصاد باكستان حالة من الركود وصرف العنف المستثمرين الاجانب عن ضخ اموالهم في البلاد. كما يواجه زرداري الذي لا يتمتع بشعبية مطالب بتسليم سلطاته الكبرى مثل حق حل البرلمان واختيار قائد الجيش الى رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني. وخلافا لزرداري لم يستعد جيلاني الجيش الباكستاني القوي. ويعني ذلك انه ربما تكون لديه فرصة افضل لارساء الاستقرار في باكستان حليفة الولايات المتحدة المسلحة نوويا وصاحبة التاريخ الطويل من الاضطراب السياسي.

وذكرت صحيفة (ذا نيوز) المحلية يوم السبت ان نواز شريف اكثر ساسة باكستان شعبية اتهم زرداري مجددا بأنه اكبر تهديد للديمقراطية في البلاد. وقالت ان شريف ابلغ مجموعة من الباكستانيين في لندن ان زرداري يتعين ان يغير اساليبه وانه واقع تحت ضغط من جميع الجوانب. ووسط حالة الاضطراب السياسي يرجح ان يعيد هجوم يوم السبت تركيز الانتباه على الامن في سوات الوادي السياحي السابق الذي يقع على بعد 120 كيلومترا شمال غربي اسلام اباد. وقالت الشرطة ان من يشتبه بأنه مفجر انتحاري قتل ستة اشخاص في هجوم على قافلة لقوات الامن في سوق بمينجورا في 22 فبراير شباط. جاء الهجوم بعدما تدفق متشددون باكستانيين الى الوادي دعما لرجل دين حاول فرض اسلوب حكم طالبان.