أفادت تقارير أميركية أن البلبة التي أثارها الدبلوماسي القطري محمد المعضادي على متن طائرة مساء الأربعاء وصلت تكاليفها إلى نحو عشرة آلاف دولار، وقد اثارت الحادثة انقسامًا في الاوساط الاميركية بين مؤيدين ومعارضين لمطالبة قطر بدفع تعويض للولايات المتحدة.

Mohammed Al-Madadi

بعد أن أعلنت الجمعة وزارة الخارجية الأميركية أن الدبلوماسي القطري محمد المعضادي الذي تسبب بإثارة quot;اضطرابquot; على متن طائرة ركاب أميركية كانت متجهة من واشنطن إلى دينفر مساء الأربعاء الماضي، سيتم ترحيله إلى قطر، بموجب اتفاق بين واشنطن والدوحة لتسوية القضية، تطورت الحادثة وأخذت أبعادًا متفاوتة في مختلف الصحف الأميركية.

وفي تقرير لها اليوم تحت عنوان quot;هل ينبغي على قطر أن تُقدِّم للولايات المتحدة تعويضًا جراء المخاوف الأمنية التي حدثت على متن رحلة اليونايتد ؟quot;، تبرز quot;يو إس إيه تودايquot; مختلف ردود الفعل التي تناولتها عدة صحف حول ما إن كان يتوجب على قطر تقديم تعويض للولايات المتحدة على النفقات التي تكبدتها جراء الحادث.

وفي مستهل حديثها، تؤكد الصحيفة أن الحادث تسبب في إثارة العديد من التساؤلات المتعلقة بنفقات الطيران الأميركية، مثل ما إن كان يتوجب على قطر تعويض الولايات المتحدة على ما تكبدته من نفقات جراء الواقعة، أم أن مسؤولي أمن الطيران الأميركي قد بالغوا في ردة فعلهم بشأن الذعر الذي نتج عن الحادثة. ثم تمضي لتلفت في الإطار ذاته لتلك التصريحات التي أدلى بها النائب بيتر كينغ عن نيويورك، والعضو الجمهوري البارز في لجنة الأمن الداخلي، لصحيفة نيويورك بوست، وطالب فيها بضرورة أن تعوّض قطر واشنطن بالنفقات التي تكبدتها جراء الحادث. وأضاف كينغ في السياق نفسه بقوله: quot;لقد كان هذا التصرّف تصرّفًا مشينًاquot;.

وفي تصريحات أدلى بها لشبكة فوكس نيوز الإخبارية، قال النائب الجمهوري بيتر هوكسترا، عن ميشيغان: quot;يجب عليهم أن يستدعوه على الفور، ويجب أن تتقدم قطر بعرض لتعويضنا على كافة التكاليف التي تكبدناها في هذا الحادث وعلى تعريض حياة الركاب للخطرquot;. وقد قدَّرت الشبكة من جانبها تكاليف تطبيق القانون واستدعاء مقاتلتي الإف- 16 اللتين حلقتا بجنب الطائرة خشية تعرضها لعملية إرهابية، بنحو عشرة آلاف دولار كحد أدنى. وبالتزامن مع استبعاد الشبكة الأميركية احتمالية تقدم واشنطن بطلب للحصول على هذا التعويض من الدولة الخليجية الغنية بالنفط، قالت صحيفة quot;نيويورك دايلي نيوزquot; إن الولايات المتحدة لن تطلب من قطر تعويضًا لدافعي الضرائب الأميركيين على الأموال التي تم إنفاقها لاستدعاء المقاتلات الأميركية، وكذلك إجراءات إنقاذ القانون التي تطلَّبها الحادث، ولن تطلب منهم تقديم تعويضات على القسائم التي تقدر قيمتها بـ 250 دولارًا، وقامت شركة quot;يونايتد إيرلاينزquot; بمنحها لجميع ركاب الرحلة رقم 663 التي كانت في طريقها إلى دينفر. وأوضح بي جي كراولي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، في تصريحات أدلى بها للصحيفة، قائلاً:quot; لا أتوقع أننا سنسعى للحصول على تعويضاتquot;.

في غضون ذلك، تساءلت صحيفة النيويورك تايمز :quot; عندما يتسبب حادث غير مشروع ودعابة حمقاء على متن طائرة في إثارة حالة كبرى من الذعر على المستوى الوطني، ويتم استدعاء طائرات مقاتلة وعملاء فيدراليين، ويتم تنبيه جميع الرحلات التي تستعد للمغادرة وعددها 4900 رحلة، إضافة إلى إطلاق العنان لكل هذا السيل الإعلامي، فهل هذا يعني أن النظام الأمني يعمل ؟ أم أن ردة الفعل على قيام دبلوماسي عربي بالتدخين في وقت غير مناسب على متن طائرة كانت مجرد quot;مبالغة شديدةquot;، أثارت بلا داعٍ قلق الأمة في حين تم إهدار أموال دافعي الضرائب ؟quot;.

وقد أجابت الصحيفة على هذا التساؤل بقولها :quot; هناك على ما يبدو رأي شائع في ما يتعلق بأن التعامل مع الواقعة بهذا الشكل الموسع كان أمرًا مبررًا. وفي تعقيب له على ذلك، في حديث له مع الصحيفة، قال كيب هولي، الذي خَدم كرئيس لإدارة أمن النقل خلال الفترة ما بين عامي 2005 و 2009 :quot; من وجهة النظر المتعلقة بمكافحة الإرهاب، عَمِل النظام على أتمّ ما يكون. كما أن مسؤولي مكافحة الإرهاب في حالة تأهب قصوى لسبب وجيه جدًّا، هو أن تنظيم القاعدة سوف يستعين بنساء حوامل، أو أشخاص بصحبتهم أطفال، وليس من المستبعد أن يستعينوا كذلك بشخص دبلوماسيquot;.