استنكر مثقفون مصريون المبالغة في حادث سحل المواطن المصري في بلدة كترمايا اللبنانية رافضين دعوات الثأر.

تتابعت ردود الافعال حول حادث المواطن المصرى quot; المسحولquot; محمد سليم مسالم الذى قتل ومثل بجثته فى قرية كترمايا اللبنانية. وفيما أنتقد المتحدث الرسمى بإسم وزارة الخارجية السفير حسام زكى تناول الإعلام لهذه القضية وربطها بالثأر للحكم الذى صدر ضد خلية حزب الله اللنبانى مؤخراً، تباين مثقفون حول ردود الأفعال تجاه الحادث.

وبينما أكد البعض بشاعة الحادث وسرعة تقديم القتلة الى العدالة ومحاكمتهم وإرسال وفد حقوقى مصرى الى لبنان لمتابعة جدية ما يجرى، استنكر اخرون المبالغة والتصعيد فى ردود الأفعال وتصوير القتيل على أنه بطل وضحية، ورفضوا الدعوات التى تطالب فى الشارع المصرى بالثأر للقتيل بالمثل.

وأكد السفير حسام زكى فى حديثه لبرنامج quot;ستوديو بيروت quot; على قناة العربية أمس مجددا ان موقف مصر واضح بالمطالبة بالكشف عن الجناة وتقديمهم للمحاكمة وفقا للقانون اللبنانى، منتقدا تعاطى الإعلام مع القضية quot; وربطها بالأحكام القضائية الأخيرة التى صدرت ضد اعضاء خلية حزب الله اللبناني.

وكانت محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة قد أصدرت، قبل يوم من حادث كترمايا، أحكام متفاوتة على 26 متهماً من مصر و لبنان و السودان، تراوحت ما بين المؤبد و 6 اشهر، بتهمة تكوين تنظيم سرى تابع لحزب الله يهدف الى تنفيذ اعمال إرهابية على أرض مصر و الإضرار بالأمن القومى. وربطت تقارير اعلامية بين ما حدث للمواطن المصرى والأحكام الصادرة ضد اعضاء الخلية.

وقال السفير ان الموقف بحاجة الى التعامل معه بشكل عقلاني وليس بشكل عاطفي، خاصة انها quot;جريمة فردية وليست جربمة موجهة ضد المصريين quot;، مشددا على أهمية الحفاظ على العلاقات المصرية اللبنانية الودية، وترك الأحكام القضائية للقضاء ووعدم الانسياق وراء الأقوال المرسلة التى تفتقر إلى أدلة ثابتة.

ونفي زكي فى تصريحاته للبرنامج أن يكون هناك عفو رئاسي في قضية خلية حزب الله، مؤكدا أن المحكوم عليهم أخطأوا ونالوا عقابهم، وفقا للقانون المصرى. ونفى المتحدث تعرض السفارة البنانية فى القاهرة لأى تهديدات او أعمال انتقامية، مشيرا الى أن السفير اللبنانى لم يطلب حماية السفارة.

ورفض مثقفون دعوات ترددت فى الشارع المصرى تطالب بالثأر و الإنتقام للقتيل بالمثل، مطالبين السلطات اللبنانية بتقديم المجرمين للقضاء على وجه السرعة وأن تكون المحاكمة في ظل وجود رقابة دولية.

وقال ناصر أمين الناشط الحقوقى لـquot;إيلافquot; إن ما حدث هو جريمة quot;بشعةquot; ولابد من محاكمة اللبنانيين الذين ارتكبوا هذه الجريمة بتهمة القتل العمد، مؤكداً أن الجريمة تعد تحدياً سافراً لقوانين حقوق الإنسان وحقه في الحياة والأمان.

وأضاف ان كلنا يدرك بشاعة جريمة قتل أبرياء الأسرة اللبنانية، لكن كان يجب تقديم المجنى عليه للعدالة و القانون بدلاً من تطبيق شريعة الغاب عليه، quot; فقتله بهذه الوحشية وسحله فى الشوارع والتمثيل بجثته وتعليقه على أحد أعمدة الإنارة أمام الشرطة عاريا, جريمة همجية بشعة بكل الصور و المعانى quot;.

وتابع ان وقوع الجريمة فى ظل وجود الشرطة أظهرها بمظهر الضعيف العاجز عن توفير الحماية، و لابد من تقديم جميع المسؤولين للمحاكمة تحت رقابة الخارجية المصرية. وطالب بإرسال وفد حقوقي مصري من المنظمات المصرية إلى لبنان لمتابعة جدية التحقيقات و المحاكمة.

وكان محمد مسالم قد ألقي القبض عليه من قبل جهات الأمن اللبنانية للإشتباه في إرتكابه لجريمة قتل أربعة أشخاص من أسرة واحدة، جد وجدة وحفيدتين، ولدى اصطحاب الشرطة له الى البلدة لتمثيل الجريمة، هجم عليه أهالى القرية وأخذوه بالقوة من أيدى الشرطة وجردوه من ملابسه، وانهالوا عليه بالضرب والطعنات حتى فارق الحياة، قبل ان يقوموا بالتمثيل بجثته وتعليقها على عامود إنارة.

لكن الفنانة اسعاد يونس اعتبرت ما حدث لمحمد مسلم من قتل سحل وتمثيل بالجثة شيئاً مثيراً للاشمئزاز والاستفزاز مبدية استغرابها من التطورات التى عقبت الجريمة و التصعيد المبالغ للأحداث، quot;الامر الذى جعلنى اشعر بأننا لا نميز الأشياء.. حتى اننا نتصرف وكأن القتيل بطل وضحية quot;.

واضافت فى مقالها بصحيفة quot;المصرى اليوم quot; الجمعة انها quot; مكسوفة من هذا القتيل و لا تشعر معه بتعاطف لأنه قتل اربعة أشخاص عزل وأبرياء ودخل البلد بشكل غير شرعى وتسلل الى منزل الضحايا فى غياب الأم، مبدية استغرابها من تصوير الجثمان على انه بطل وشهيد، واحتفاء كاميرات البرامج بالحدث, ومطالبة الأهالى بالقصاص من القتلة، ومطالبة الحكومة اللبنانية بالاعتذار، قائلة quot; المفروض نتكسف ان طالع منا واحد كده.. والله هاين عليا اقول رغم بشاعة ما أرتكب فيه من تمثيل لجثته ان إحنا اللى لازم نعتذر quot;.

وقالت الفنانة انها مع سؤال وزارة الخارجية ومحاسبتها اذا كان هناك تقصير من جانبها ومع مطالبة الحكومة اللبنانية بمتابعة الموقف وإطلاعنا على نتائج التحريات و التأكيد على مجازاة المجرمين، quot;لكن المبالغة فى ردود الافعال و الإنسياق وراء شهوة الإعلام والتزيد على المواقف يجعلنا نخسر المعارك الحقيقية عندما نحتاج لكسبها quot;.