كوالالمبور: تتجه انظار المتابعين السياسيين في اقليم جنوب شرق اسيا الى دولة الفلبين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية حيث ينتظر ان يدلي نحو 50 مليون شخص باصواتهم يوم غد وذلك في اكثر من 80 الف مركز اقتراع. وينافس على كرسي الرئاسة 10 مرشحين مؤهلين وذلك بعد تصفية 89 مرشحا قاموا بتقديم طلباتهم منذ العام الماضي.

ويمثل هؤلاء المرشحين ممثل الحزب الليبرالي بينجنو اكينو وممثل حزب الاخوة (انغ كاباتيريان) جون كارلوس دي لوس رييس وممثل حزب قوة الجماهير الفلبينية (بي ام بي) جوزيف استرادا وممثل حزب المجتمع الجديد (كي بي ال) فيلتانو اكوستا.

كما يتنافس ايضا على المقعد الرئاسي ممثل حزب متطوعي (باقوبايان) لتجديد الفلبين ريتشارد جوردون وممثلا حزب الاستقلال جمبي مادريقال ونيكانور بيرلاس وممثل حزب (لاكسا كامباي) الاسلامي المسيحي الديمقراطي جيلبيرتو تيدورو وممثل حزب النهضة الفلبينية (بانغونغ) ايدي فيلانوفا وممثل الحزب الوطني مانويل فيلار.

ومنعت الرئيسة الحالية جلوريا ارويو من دخول المنافسة على كرسي الرئاسة في هذه الانتخابات وذلك وفق الدستور الفلبيني الذي ينص على منع البقاء في الرئاسة لاكثر من ولاية واحدة مدتها ست سنوات على الرغم من ظهور بعض الاشاعات بان حلفاء ارويو في مجلس البرلمان عازمون على تغيير النظام من شكله الرئاسي الى البرلماني.

ومع احتدام التنافس في الحملات الانتخابية واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لم يعد للرئيسة ارويو خيار سوى مغادرة قصر (مالاقانيان) في مايو الجاري لاسيما بعد اتهامها بالفساد السياسي وسوء معاملتها مع الجهات العسكرية حيث نجت من اربع محاولات لعزلها عن الحكم واربع محاولات لانقلاب عسكري ضدها خلال فترة رئاستها.

ومع ان التوقعات كانت توضح ان المنافسة ستكون قوية بين ممثل الحزب الليبرالي اكينو وممثل حزب قوة الجماهير الفلبينية (بي ام بي) والرئيس المخلوع استرادا وممثل الحزب الحاكم حاليا (لاكسا كامباي) الاسلامي المسيحي الديمقراطي تيدورو الا ان استطلاعات الراي تؤكد ان ممثل الحزب الوطني فيلار هو المنافس الاقوى لاكينو.

وتقول استطلاعات الراي العام في معظم مؤسسات ومراكز البحوث والدراسات السياسية في الفلبين واسيا ان اكينو الثالث يتقدم جميع المرشحين بواقع 31 الى 46 نقطة في حين ياتي فيلار في المركز الثاني بواقع 20 الى 35 نقطة يليه تيدورو ثم استرادا.

ولعل ارتفاع شعبية اكينو في هذه الانتخابات يرجع الى سمعة والدته الرئيسة السابقة كورازون اكينو والتي اطاحت بالنظام الدكتاتوري في عهد فرديناند ماركوس عام 1986 حيث تعاطف معها الكثيرون بعد وفاتها في العام الماضي بالسرطان واعطى ذلك دفعة قوية للحزب الليبرالي للفوز في الانتخابات الرئاسية.

ويعد رجل الاعمال فيلار من اغنى المرشحين لمنصب الرئاسة حيث ينادي في حملاته الانتخابية برفع مستوى الاقتصاد في البلاد وتطوير تقنيات التعليم والتربية في حين ينادي اكينو بمناهضة الفساد وخلق وظائف ورفع دعاوى ضد المتهربين من الضرائب والسعي لانهاء مسائل شوهت السلطة الحالية.

يذكر ان الشرطة الفلبينية ستنشر 130 الف شرطي في جميع مراكز الاقتراع في الايام المقبلة استعدادا ليوم الانتخابات وذلك للحفاظ على الامن وردع اعمال الشغب والعنف في البلاد حيث تعتبر التهديدات الامنية وعمليات التلاعب بنتائج الانتخابات من اهم عوامل العنف في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة اغلبهم من الكاثوليك.

وتتسم الانتخابات الفلبينية بالعنف والقتل وعدم وجود مراقبين دوليين على الرغم من مطالبة بعض المنظمات والمؤسسات السياسية في الفلبين حيث بلغ عدد القتلى اكثر من 35 شخصا فيما اصيب اكثر من 36 اخرين في اعمال عنف خلال الحملات الانتخابية التي انطلقت منذ ديسمبر الماضي