لندن: تم برعاية ولي عهد بريطانيا أمير ولز شارلز الليلة الماضية، تدشين فيلم الجزيرة العربية ثلاثي الأبعاد الذي يتحدث تاريخ الجزيرة العربية والنهضة الحضارية والتقدم في عهد الدولة السعودية والدور البناء الذي قام به الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود في توحيد الجزيرة العربية وجعلها واحة أمان في وقت سابق من القرن الماضي.

وكان الأمير شارلز قد أقام الليلة الماضية حفل استقبال بهذه المناسبة تكريما للأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، و الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، و الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز السفير السعودي لدى المملكة المتحدة وكبار المسؤولين وذلك فى فندق كلاريج وسط لندن .

وأبرز الفيلم القفزات النوعية التي حققتها المملكة العربية السعودية في كافة المجالات، مشيراً إلى أن الملك المؤسس عمد بعد توحيد البلاد إلى استخدام عائدات النفط في التعليم والنهضة العمرانية والتقدم ووضع أسس بناء الدولة السعودية الحديثة، كما تناول الفيلم وهو أول فيلم ثلاثي الأبعاد يصور كاملاً في المملكة العربية السعودية النقلة النوعية التي شهدتها مرافق الحج والتوسعة الكبيرة في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وتطوير المرافق في عرفات ومنى وغيرها من الأماكن المقدسة.

ويعيد الفيلم إلى الأذهان العديد من الحقب التاريخية التي مرت على الجزيرة العربية ويستذكر بهذا الصدد حضارة الانباط في مدائن صالح وما اتسم به عصر الأنباط من رواج التجارة وانتشار الزراعة خاصة زراعة شجرة اللبان الذي يصدّر إلى دول شتى، بما فيها أوروبا، كما يتناول الفيلم وضع الجزيرة قبل وبعد الإسلام .

كما يظهر الفيلم الكثير من المناطق الجمالية في المملكة العربية السعودية حيث يعرض لقطات لمناظر رائعة في قاع البحر الأحمر حيث الأسماك الزاهية الألوان والشعب المرجانية المتعددة الأشكال والألوان علاوة على أنواع كثيرة من الكائنات الحية فى المياه السعودية من البحر الاحمر.

وصوّر الفيلم المسجد الحرام وقد بدى الالاف من المصليين وهم ساجدين، إضافة الى تصوير جوّي للمسجد النبوي في المدينة المنورة ، علاوة على نقل سلسة من الصور عن فريضة الحج التي تجمع سنوياً أكثر من ثلاثة ملايين مسلم في بقعة واحدة تقدّم خلالها المملكة كافة التسهيلات والخدمات لضيوف الرحمن.

واستعرض الفيلم الحركة التعليمية والجامعية في المملكة مبرزا بهذا الصدد إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية .

ويعكس الفيلم الصورة الحقيقية الواقعية للمملكة العربية السعودية كما رآها مستشار الفيلم الكاتب والمؤرخ البريطاني روبرت لاسي، الذي عاش في المملكة العربية السعودية لعدة سنوات ليسطّر رسالة عالمية تحكي واقع المملكة العربية السعودية الحديث .

من ناحيته قال مخرج الفيلم غريغ ماك جيلفري quot; إن الهدف من إنتاج الفليم الذي استخدمت فيه أحدث آلات التصوير عالية التقنية هو إطلاع الناس على التاريخ والطبيعة والحضارة والتقدم الذي احرزته المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن النسخة العربية من الفيلم جاهزة وبانتظار العرضquot; .

وشارك في المادة الحوارية للفيلم الشاب السعودى حمزة جمجوم الذي يدرس مادة الاخراج السينمائي في الولايات المتحدة والكاتبة السعودية نعمة النواب .

ومن المقرر أن يعرض الفيلم الذي أشرف على مراجعة نصوصه نخبة من رجال العلم والفكر والثقافة برئاسة الامير تركى الفيصل في أكثر من 400 دار عرض سينمائية في العالم .

حضر حفل الافتتاح الأول للفيلم الذي عرض على الشاشة العملاقة في دار سينما quot;بي اف اي ايماكسquot; وسط لندن الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للارصاد وحماية البيئة، و الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، والعديد من الشخصيات السياسية والثقافية و الدبلوماسية والإعلامية العربية والأجنبية .

وشاهد الحضور العرضة السعودية التي كانت ترحب بقدومهم عند بوابة دار سينما quot;بي اف ايquot;، كما شاهدوا مقتنيات التراث التي عرضت بالمعرض السعودي المقام على هامش تدشين الفيلم الذي أخد المشاهدين في رحلة عبر الزمن مدتها 45 دقيقة من الماضي العربي القديم إلى عصر التقدم الذي تعيشه المملكة أمرا واقعاً.