أوصى المعهد القومي للتفوق الطبي في بريطانيا بتدريس الجنس للأطفال من سن الخامسة.

الأطفال منذ سن الخامسة يجب أن يحصلوا على دروس في الجنس، تبعا لمسودة توصيات laquo;المعهد القومي للتفوق الطبيraquo;، وهو الوكالة الحكومية الموكل اليها توفير الأدوية لشبكة الخدمات الصحية القومية laquo;NHSraquo; في بريطانيا.

ويوصي المعهد في مسودته بإعادة النظر في المناهج المدرسية الابتدائية بحيث تشمل التعليم الجنسي في أقل عمر ممكن وهو الخامسة. وهي تقول إن الرسالة التي يجب ان يوجهها المدرسون للتلاميذ ليست laquo;لا للجنسraquo; وإنما تنوير عقولهم بشأن laquo;العلاقات الجنسية التي تعود بالنفع على الطرفين والمجتمعraquo;.

لكن التوصية ووجهت فورا بسيل من الانتقادات التي تقول إنها تدفع بآفاق التعليم الجنسي الى آفاق مجهولة وتزعزع قيم المجتمع التقليدية. ونقلت وسائل الإعلام عن نورمان ويلز، من جماعة laquo;هموم الأسرة والشبابraquo; قوله: laquo;الفريق الذي تولى صياغة المسودة ضم ممثلين لجماعات ضغط تسعى لكسر المعايير الأخلاقية والقيم التقليديةraquo;. وأضاف أن الجماعات التي تمثل أنصار الزواج والأسرة laquo;لم تُمثّل في ذلك الفريقraquo;.

وقالت مارغريت موريسي، من جماعة laquo;أصوات الآباءraquo;: laquo;دراساتنا تشير الى أنه ما أن تقدم للعقول اليافعة معلومات مفصّلة عن الجنس والمخدرات، فإن 90 في المائة من المتلقين لهذه المعلومات يجربونها فورا وبلا أمل في النكوص عن هذا الوضع غير الصحيحraquo;.

ويذكر أن بريطانيا هي صاحبة المعدل الأعلى في حالات حمل المراهقات دون سن الثامنة عشرة وسط عموم الدول الأوروبية، إذ يبلغ 40 ألف حالة في العام. وقد سارعت الجماعات المعارضة لتوصيات laquo;المعهد القومي للتفوق الطبيraquo; للإشارة الى هذا الرقم المرتفع كثيرا كدليل على صواب رأيها في ما يتعلق بالتعليم الجنسي في عمر مبكر. ويذكر ان وزارة التعليم نفسها رفضت الإدلاء بدلوها في الموضوع حتى عصر الخميس.

لكن سايمون بليك، وهو من جماعة laquo;بروكraquo; المعنية بالصحة الجنسية وسط صغار الشباب وشارك في صياغة مسودة التوصيات يرد على كل هذا بالقول: laquo;من أكبر الأخطاء الشائعة الاعتقاد أن التنوير الجنسي يشجع الصغار على ممارسته في سن مبكرة أو عشوائيا. الواقع ان الدراسات تثبت أنه يساعدهم على مقاومة الضغوط للانخراط في أي من الأنشطة المضرة بصحتهمraquo;.

ويذكر ان التعليم الجنسي ليس إجباريا في المدارس الانكليزية. وحيث تختاره المدارس ضمن مناهجها يكون الخيار متاحا أمام الآباء لقبوله أو رفضه. لكن الخبراء يقولون إن التوصيات الأخيرة - وإن كانت في شكل مسودة لا أكثر - ستضع ضغوطا الآن على بقية المدارس لاعتباره جزءا من مناهجها حتى للصغار في سن الخامسة.