رفض مصدر حكومي مصري نقل نصب الجندي المجهول في مدينة خانيويس في قطاع غزة من مكانه.غزة: نقل نصب الجندي المجهول الذي يُخلّد جنودًا مصريين
انتقد مصدر رفيع المستوى خطوة حكومة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بإزالة نصب تذكاري يخلد ذكرى جنود مصريين ضحوا بدمائهم وقتلوا دفاعاً عن الأراضي الفلسطينية. وطالب المصدر المسئولين ببلدية خان يونس، حيث يوجد نصب الجندي المجهول، بالتريث في هذه الخطوة وquot;احترام قدسية دماء الشهداءquot;.
وقال المصدر الحكومي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، انه لا توجد بيانات رسمية حول قيام حكومة حماس بإزالة او نقل الجندي المجهول في وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وإذا ما كان يحوي رفات جنود عرب ومصريين من عدمه .
وأضاف فى تصريحاته لـquot;إيلافquot; أن quot; قرار إزالة او نقل معلم تاريخي فى بلد ما تملكه السلطة فى هذا البلد، ولا دخل لنا بذلك quot; مضيفاً أن quot; الحكومة المصرية لا تتدخل في شئون الآخرين، كما أنها لا تحب أن يتدخل فى شئونها احد quot; .
بيد انه طالب المسئولين بقطاع غزة التريث في هذه الخطوة تحسباً لان تثير هذه الخطوة انتقادات شعبية ضدهم، قائلا : إذا كان هنا بالفعل قرار إزالة، فان المسئولين يتوجب عليهم التريث في هذه الخطوة، وإحترام قدسية الشهداء، لأن هذا العمل قد يسئ إليهم quot;، quot; أما إذا كان الموضوع مجرد نقل و ترميم لإضافة لمسة جمالية ورونقا للمكان، فهذا لا غبار عليه ويحسب للمسئولين طالما ان ذلك لن يكون على حساب من ضحوا بدمائهم فى سبيل الدفاع عن الفلسطينيين والأراضي الفلسطينية quot;.
يذكر ان العلاقة متوترة بين مصر وحركة حماس التي تسيطر على القطاع، ويخشى البعض فى الجانبين المصري و الفلسطيني ان تكون هذه الخطوة من جانب حماس ردا على مواقف معينة من جانب القاهرة. وقد شكت حماس مرارا من انحياز الجانب المصري للسلطة الفلسطينية وحركة فتح في الحوار الفلسطيني الذي ترعاه .
وقد أثار إزاحة الجندي المجهول فى المدينة استياء العديد من المواطنين والمنظمات الفلسطينية المختلفة. وبينما أكدت بلدية خان يونس أن الإزاحة تأتي في إطار إعادة وتأهيل quot;ساحة الشهداءquot; وسط المدينة، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين البلدية بإعادة النظر في هذا القرار، والتراجع عن هذه الخطوة، خاصة انه يوجد تحت الجندي المجهول رفات جنود مصريين وعرب كانوا قد استشهدوا إبان الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة سنة 1956، بحسب قولهم .
بيد ان مدير عام بلدية خان يونس اكد لـquot;إيلاف quot;أنه لا يوجد رفات لأي جنود عرب أو مصريين و مشيرا الى ان الحكومة المصرية نقلت رفات جنودها الشهداء بعد معركة دامية امتدت أسبوعا مع الإسرائيليين فى عام 1956.
وأكد مدير البلدية أن هناك خطة لتطوير ميدان خان يونس وسط البلد من خلال تخصيص موقف لانتظار السيارات وساحات بهدف إظهار جمال مركز المدينة الذي يضم أكبر معلمين في المدينة هما الجامع الكبير من الجهة الغربية وقلعة برقوق من الجهة الشرقية يتوسطهما الجندي المجهولquot;.
وقال ان البلدية قامت بإزاحة الجندي المجهول لأمتار متعددة ليتوسط الساحة، وستقيم مستقبلا معلم تذكاري تخليدًا لشهداء خان يونس. و quot;سنباشر خلال الأيام القليلة المقبلة بأعمال ترميم نوعية وتنفيذ إضافات جديدة من خلال إضافة أسماء شهداء مجزرة خان يونس سنة 1956، وتركيب إنارة كافية للمكان لإظهار البعد التاريخي المعبر عن أصالة شعبناquot;.
لكن يقول المعارضون ان البلدية من الممكن ان تقوم بتنفيذ مشروعها فى ظل وجود النصب التذكاري في مكانه. وإن كانت تعتزم إقامة نصب تذكاري لشهداء المحافظة فهي خطوة إيجابية، لكن يجب ألا تكون على حساب الجنود العرب والمصريين الذين دافعوا عن الأراضي الفلسطينية .
التعليقات