عمدت بلدية خانيونيس التي تسيطر عليها حركة حماس في قطاع غزة إلى نقل نصب الجندي المجهول الذي يخلد جنودًا مصريين قتلوا في قطاع غزة إبان الهجوم الإسرائيلي على غزة العام 1956، وأرادت البلدية وضع نصب يخلد فلسطينيين قتلوا خلال الفترة الماضية.

أثار إزاحة الجندي المجهول الذي يخلد جنودا مصريينوسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، إستياء العديد من المواطنين والمنظمات الفلسطينية المختلفة. ففي الوقت الذي أكدت فيه بلدية خان يونس أن الإزاحة تأتي في إطار إعادة وتأهيل quot;ساحة الشهداءquot; وسط المدينة، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين البلدية بإعادة النظر في هذا القرار، وترميم هذا النصب فورًا بما يعيد اعتباره الوطني والقومي

وطالب مسؤول جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في خان يونس حمودة الطوس بلدية خان يونس بالتراجع عن هذه الخطوة. وقال الطوس لإيلاف quot;إنها خطوة متسرعة، كونه يوجد تحت الجندي المجهول رفات جنود مصريين وعرب كانوا قد إستشهدوا إبان الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة سنة 1956quot;.

وأضاف القيادي في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني quot;ليس بالضرورة وضع نصب ميدان الجندي المجهول وسط ساحة الشهداء تماماً. فبإمكان بلدية خان يونس أن تقوم بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل الميدان مع وجود النصب التذكاري في مكانه. وإن كانت البلدية عازمة علي إقامة نصب تذكاري لشهداء المحافظة فهي خطوة إيجابية، لكن ليست على حساب الجنود العرب والمصريين الذين دافعوا عن الأراضي الفلسطينية، وقدموا دماءهم وأرواحهم دفاعًا عن الوطن والشعب الفلسطينيquot;.

وفي كل من مدينتي غزة وخان يونس، يوجد نصب تذكاري للجنود العرب وعلى وجه التحديد، الجنود المصريين، الذين قتلوا في معارك مع القوات الإسرائيلية منذ عشرات السنين.

من ناحيته، أكّد مدير عام بلدية خان يونس المهندس محمد الأغا أن طواقم البلدية العاملة في الميدان قامت وبعد دراسات ومشاورات مستفيضة مع دوائر البلدية المعنية بالأمر، بأعمال نقل للنصب التذكاري المعروف بـ quot;الجندي المجهولquot; والواقع في متنزه البلدية القديم في مركز المدينة. وقال الأغا لإيلاف quot;نحن لم نزيله.. بل أزحناه لمسافة لا تتعدى عشرة أمتار عن مكانة، لتحسين ساحة الجندي المجهول وسط المدينةquot;.

وأكد مدير عام بلدية خان يونس أنه لا يوجد رفات لأي جنود عرب أو مصريين. وقال quot;بعد أن قتلت إسرائيل مئات المواطنين والجنود العرب المصريين، وبعد إنتهاء المجزرة التي أستمرت أسبوع، نقل المواطنين جثث ضحاياهم، فيما نقلت الحكومة المصرية رفات جنودها الشهداءquot;.

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد إستنكرت ما أقدمت عليه بلدية خان يونس بإزاحة النصب التذكاري للجندي المجهول من وسط المدينة. وطالبت الجبهة في بيان لها وصل إيلاف نسخة عنه، البلدية مجلسًا ورئيسًا بإعادة النظر بهذا القرار وترميم هذا النصب فورًا بما يعيد اعتباره الوطني والقومي.

وأعتبرت الجبهة إن ما تفعله البلدية من إزاحة للنصب التذكاري للجندي المجهول quot;إساءة إلى كل ما يحمله هذا الصرح من رمزية وطنية وعربية في إطار الوفاء والتكريم لكل من سقط شهيدًا دفاعًا عن الوطنquot;. وقالت في بيانها quot;في الوقت الذي تتضافر فيه الجهود الشعبية على مستوى العالم لتتجسد بحملات تضامنية مع شعبنا وقضاياه العادلة والتي لن يكون أخرها أسطول الحرية الذي تعرض لهجمة إسرائيلية شرسة ودموية، استشهد خلالها العديد من المتضامنين الأجانب رفعه وانتصارًا لشعبنا الفلسطيني، تفاجئنا بلدية خان يونس بإزالة النصب التذكاري للجندي الذي يمثل لفتة وطنية تجاه من قدم روحه من اجل وطننا فلسطينquot;. واعتبرت أن الانقسام لا يزال يلقي بظلاله المأسوية الثقيلة على كافة مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لشعبنا .

إلا أن مدير عام بلدية خان يونس أكد لإيلاف أن البلدية وضعت خطة لتطوير ميدان خان يونس وسط البلد من خلال تخصيص موقف لانتظار السيارات وساحات بهدف إظهار جمال مركز المدينة الذي يضم أكبر معلمين في المدينة هما الجامع الكبير من الجهة الغربية وقلعة برقوق من الجهة الشرقية يتوسطهما الجندي المجهولquot;.

وقال الأغا quot;قامت البلدية أخيرًا بإزاحة الجندي المجهول لأمتار متعددةليتوسط الساحة، علمًا أنّه ضمن الخطة المستقبلية لتطوير الساحة يتضمن إقامة معلم تذكاري تخليدًا لشهداء خان يونس. وسنباشر خلال الأيام القليلة المقبلة بأعمال ترميم نوعية وتنفيذ إضافات جديدة من خلال إضافة أسماء شهداء مجزرة خان يونس سنة 1956، وتركيب إنارة كافية للمكان لإظهار البعد التاريخي المعبر عن أصالة شعبناquot;.