في وقت يتنافس فيه أربعون مرشحًا في حلبة السباق الرئاسي الهاييتي، يقدم جان هارفي شارل اليوم ترشحه للمنصب، وفي حين يركز غالبية المرشحين على العاصمة بور او برنس والمدن العشر الرئيسة في هايتي ويخوضون حملتهم الانتخابية لكسب الأصوات قرر هو مساعدة المناطق الريفية اقتصاديًا.

يعلن جان هارفي شارل اليوم الخميس ترشحه لرئاسة هايتي. ويتنافس حاليًا اربعون مرشحًا في حلبة السباق الرئاسي. وينصب اهتمام شارل الى جانب طموحاته السياسية، على مساعدة المناطق الريفية في هايتي اقتصاديًّا. ولهذا الهدف فاتح ممثل منظمة المؤتمر الاسلامي لدى الأمم المتحدة لدعم مشروع عنوانه التبادل العالمي بين المواطنين. وفي اطار هذا المشروع تعمل القرى على تبادل التكنولوجيا والارتباط فيما بينها كمجموعة.

وإذ يدرك شارل ان مقر منظمة المؤتمر الاسلامي في جدة فانه يؤمن بكرم مؤسساته السعودية ويعول على دعمها لمشروعه التنموي في هايتي. ويسعى المشروع، كما اعلن، الى نقل التكنولوجيا من مدن مزدهرة مثل اوبرن في الضواحي الراقية من نيويورك الى نظيرتها الريفية سان سوزان في هايتي. وللأسف هناك 700 بلدة أخرى ما زالت اوضاعها شبيهة بأكثر المناطق فقرًا في افريقيا.

ويعتقد شارل ان ما يخدم فرصه، تنقلاته الدائمة بين نيويورك وهايتي خلال السنوات الخمس والثلاثين الماضية مراهنًا على تأييد تجمعات الشتات الهايتية في الولايات المتحدة، التي تشكل دعامة رئيسية لاقتصاد البلد. كما نشط في مفاتحة رؤساء اميركيين وهايتيين سابقين للعمل على إرساء قاعدة تنموية متينة في هايتي. فعلى الرغم من سنوات من النضال، لم يُهزم الفقر المتفشي والنزاع المستمر حتى الآن. والآن إذ عادت هايتي الى دائرة الاهتمام الاعلامي عالميا، يرى شارل ان لديه فرصة للحصول على الدعم المالي المطلوب.

يواجه شارل منافسة شديدة ولكنه بانخراطه في السباق يأمل بأن يصبح طرفًا في ائتلاف عريض. وكان جان هارفي شارل يركز خلال العقد الماضي على تمكين الشرائح المسحوقة من التحول الى محرك لعجلة التنمية في البلاد، وخاصة الآن إذ يكافح المواطنون للنهوض من نكبة الزلزال المدمر. وهم يبدأون من الصفر، ومصدر قوتهم الرئيسة معنويًّا هي ادراكهم ان طموحهم يزيد فرصهم في النجاح.

وفي حين يركز معظم المرشحين على العاصمة بور او برنس والمدن العشر الرئيسية في هايتي ويخوضون حملتهم الانتخابية لكسب الأصوات فيها فإن شارل قرر أن يمضي في طريق مغاير. وهو يؤمن ايمانًا راسخًا بدعم جهود التنمية في نحو 700 بلدة وقرية هي الأشد تضررًا بسبب انعدام الموارد المالية. فقد كان اهالي هذه المناطق منسيين طيلة الشطر الأعظم من الادارات السابقة.

جان هارفي شارل يريد ان يغير هذا الوضع، وحشد قسمًا كبيرًا من موارد حملته لتنظيم فرق من الاساتذة الجامعيين مثل ديفيد بالمر من جامعة كورنل ورؤساء شركات سابقين في مجالات الزراعة وتطوير المدن والتنمية الريفية، يعتقد شارل انهم سيكونون عونًا كبيرًا لهذه المناطق في اقامة استثمارات وصناعات ناجحة تحقق ايرادات من موارد محلية. ويتمثل الهدف الرئيس لهذا التوجه في مساعدة هذه المناطق على تحقيق الاكتفاء الذاتي.

المؤمل، إذا ما ضمن شارل موقعًا مؤثرًا في الساحة السياسية، ان يتمكن من تحقيق احلامه ويعطي دفعة لهذا المشروع وبذلك تحويل هايتي من دولة فاشلة الى بلد ديناميكي مزدهر.