الرباط: وجه فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم، القيادي السابق في quot;البوليساريوquot; والعائد مؤخرا إلى أرض المغرب، نداء إلى المنتظم الدولي ومنظمات حقوق الإنسان من أجل الكشف عن الجرائم التي ارتكبت وما تزال ترتكب داخل مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري من طرف قادة الجبهة.

وأكد فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم، المعروف داخل هذه المخيمات باسم quot;أحمد فيليبيquot;، في حديث لقناة quot; الأولى quot; بثته يوم الخميس ضمن نشرتها المسائية، أن quot;هناك مآسي ومعاناة واختطافات وقعت داخل المخيمات منذ أول وهلة وإلى يومنا هذاquot;.

وأوضح، في هذا السياق، أنه كانت في نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي quot;اختطافات وسقوط موتى وضحايا بطريقة لا يمكن تصورها وبدون أي محاكمة ودون أخذ الجانب الإنساني في الاعتبارquot;، وذكر من بين هؤلاء الضحايا سالم بركة ومواطنين إسبان كانوا في المخيمات إضافة إلى المرحوم الداه ولد البكار الذي جاء من فرنسا في نهاية عقد السبعينيات.

وفي مطلع عقد الثمانينيات، يضيف ولد علي سالم، كانت هناك اختطافات وعمليات تعذيب كثيرة طالت النساء والأطفال والرجال على حد سواء، مؤكدا أنه كان شاهدا على ذلك quot;إذ جئت آنذاك من عين الترك حيث كنت أدرس، ووجدت المحتجزين في حالة استنفار ويعانون من مشاكل لا يمكن تصورهاquot;.

وذكر المسؤول الأمني السابق في quot;البوليساريوquot; أن هناك حقيقة مؤلمة لا يمكن نسيانها وتتمثل في عملية تصفية شيخ يبلغ من العمر أزيد من 75 سنة، لتتم بعد ذلك تصفية ابنته التي لم يكن عمرها يتجاوز التسع سنوات.

وبخصوص المقترح المغربي القاضي بتخويل الأقاليم الجنوبية للمملكة حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية، قال علي ولد سالم quot;إن هذه المبادرة السامية لقيت ترحابا واسعا، وهو ما سبب تصدعا كبيرا في صفوف جبهة (البوليساريو)quot;، مؤكدا أن الأكثرية من المحتجزين داخل المخيمات أصبحوا يتبنون هذا المشروع المغربي الذي يحظى بكامل الثقة والجدية.

يشار إلى أن فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم انخرط في صفوف جبهة quot;البوليساريو سنة 1975 حيث عمل بتندوف قبل أن ينتقل إلى قاعدة quot;الجنين بورزكquot; في الجزائر التي تابع فيها تدريباته الأولية ليعود مرة ثانية الى تندوف داخل المخيمات وكلف بالإمدادات ليلتحق بعدها بما يسمى quot;مديرية الأمنquot; ثم مدير أمن عام ما يسمى quot;مؤسسة الهلال الأحمر الصحراويةquot; ليعود بعد ذلك الى quot;الاستعلامات المدنية بالمخيماتquot; وتناط به مهمة مدير أمن quot;المنطقة العسكرية الثالثة في الجنوبquot; وهي آخر مهمة له قبل عودته للمغرب.