على الرغم من التعتيم الإعلامي المضروب حول محتويات كتاب مذكرات رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير المزمع نشره الشهر المقبل، فإنّ تقارير إعلامية أكدت أنّ مذكرات توني بلير بدت أقرب ما يكون إلى quot;رسالة حبّquot; موجّهة الى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

صلاح أحمد من لندن: على الرّغم من ستار التعتيم الإعلامي المضروب حول محتويات كتاب مذكرات رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير المزمع نشره الشهر المقبل، زعمت صحيفة quot;نيوز أوف ذي وورلدquot; أنّ مصادر اطلعت على مسوّدته أباحت لها ببعض أسراره.

وقالت التابلويد الشعبية - وهي نسخة الأحد من صحيفة quot;الصنquot; - إنّ الكتاب، على النحو الذي كشف لها، أقرب ما يكون إلى quot;رسالة حب طويلةquot; موجّهة من بلير الى الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش.

وقالت إن رئيس الوزراء العمالي السابق quot;سيتسبّب بصدمة في أوساط حزبه وسيحدو بالمناهضين لحربي العراق وأفغانستان للاستشاطة غضبًا بسبب ما يغدقه من ثناء عظيم على الذكاء مفرط والرؤية المستقبلية الثاقبة اللتين يتمتع بهما صديقه العزيز بوشquot;.

وقالت إنّ أحد مصادرها قال لها: quot;هذا الكتاب هو أحد أقوى ما كتب في التاريخ دفاعًا عن الرئيس الأميركي السابقquot;.

وأضافت أنّ بوسعها رفع النّقاب عن أن بلير يكتب أن بوش quot;كان السياسي الوحيد في العالم المتحلّي بما يكفي من الشجاعة للتصدّي للقاعدة في أعقاب هجمات 11/9quot;.

وقالت الصحيفة إنّ من المحتم لهذه التصريحات أن تنكأ جراحًا عميقة تسبّبت فيها حرب العراق داخل حزب العمال، بخاصة أنّ أربعة من خمسة مرشحين لزعامة الحزب حاليًّا أعلنوا أنّهم ما كانوا ليخوضوا تلك الحرب لو أنهم كانوا مكان بلير.

ونقلت quot;نيوز اوف ذي وورلدquot; أنّ بلير يمضي قائلاًَ إنّ جورج بوش كان quot;يتمتّع بقدر عالٍ من الحساسية ومدركًا تمامًا مترتباتِ غزو العراق في 2003quot;.

وقالت إنّها تنقل أيضًا عمّن قرأوا مسوّدة الكتاب من مستشاري رئيس الوزراء السابق قولهم إنهم أصيبوا بالصدمة إزاء شراسة دفاعه عن بوش الذي صار محلّ غضب دولي ومدعاة للازدراء بسبب إعلانه تلك الحرب وأسلوب إدارته لوقائعها ومسيرتها.

وأضافت الصحيفة أنّ أحد أولئك المستشارين قال لها صراحة إنّ الكتاب quot;رسالة حب مطوّلة للرئيس بوشquot;.

ومن الواضح انّ رئيس الوزراء على قناعة تامّة بأنّ الرئيس كان صديقًا مفرط الذكاء وذا نظرة مستقبلية ثاقبةquot;.

بلير يقول إنه الوحيد الذي كان يعلم كيفية التعامل مع تنظيم القاعدة في العراق، ويمضي إلى حدّ تأييده حتى في الطريقة التي تعامل بها مع اتجاه العراق نحو الحرب الأهلية بعد الغزو.

ويقول هذا المصدر: quot;بلير يؤيّد أيضًا امتناع بوش عن إرسال مئات الآلاف الجنود الأميركيين لضمان الاستقرار بعد سقوط صدام حسين، ومن الصحيح غزو هذه البلاد من دون تفويض دولي من الأمم المتحدةquot;.

وتشير الصحيفة إلى أن بلير، أثناء تقديمه شهادته لما يعرف بـquot;لجنة تشيلكوتquot; للتحقيق في ملابسات غزو العراق، رفض تقديم أي قدر من الاعتذار عن أي من الأحداث المتصلة بتلك الحرب.

وتضيف نقلاً عن أحد مصادرها قوله: quot;إذا كان القراء يتوقعون أن يجدوا ذلك الاعتذار في كتاب مذكراته فسيصابون بخيبة أمل كبيرةquot;.

يذكر أن كتاب بلير، بعنوان A Journey quot;رحلةquot;، سينشر في الأول من سبتمبر - أيلول المقبل ويتوقّع له أن يصبح في صدارة أكثر الكتب مبيعًا.

وقد نال عنه عربونًا قدره 4.6 ملايين جنيه استرليني (قرابة 7 ملايين دولار) قال إنّه يتبرّع بها - إضافة إلى عائدات المبيعات وعائدات الملكية الفكرية - لـquot;العصبة الملكية البريطانيةquot; الخيرية التي تعنى بشؤون قدامى المحاربين.

وكما هو متوقع، تبعًا للصحيفة، فإنّ بلير يشنّ في كتابه هذا هجومًا ضاريًا على خصمه اللدود وخلفه في زعامة الحزب، غوردون براون، قائلاً إنّه أحبط كلّ مساعيه لتحديث بريطانيا عندما كان وزيرًا لخزانته.

ويكشف بلير للمرة الأولى أنّ هذا الأخير حجب عنه الميزانية الأخيرة المهمّة قرب نهاية ولايته في رئاسة الوزراء باعتبار أنه quot;سيختفي من الساحة السياسية على أيّ حالquot;.

ويقول أيضًا إنّه كان ينوي خفض الإنفاق العام قبل موجة الأزمة العالمية في 2008 في سياسة مخالفة تمامًا لخطط براون. لكنه عجز عن ذلك بسبب أنّه كان قد وافق سلفًا على التنحّي عن السلطة.