يستطيعسمك البعوض أن يعد إلى المائة لكنه ضعيف في النسبة والتناسب بحسب دراسة جيدة.


لندن: كشفت الدراسة الجديدة أن طلاب الجامعات أظهروا تقريبا نفس المهارات العددية التي تتمتع بها سمكة البعوض الصغيرة حين مرت بتجربة مختبرية.

وتعيش هذه السمكة في المياه العذبة وتتغذى على يرقات البعوض وتتميز بروح اجتماعية عالية. وحين تجد هذه السمكة نفسها وحيدة، يصبح همها الاساسي العثور على الاسماك الأخرى. وفي دراسة سابقة ظهر أن هذه الفصيلة من الأسماك قادرة على العد والتمييز بين كميتين عدديتين خلال تجربة مختبرية.

ونقلا عن مجلة ناشونال جيوغرافي فإن هذا السمك لا يقدر فحسب على التمييز ما بين العددين 4 و8 بل هو قادر على التمييز بين أعداد كبيرة مثل 100 و200.

وقال كريستيان ارغيلو الذي ترأس الدراسة والذي يعمل في جامعة بادوفا بإيطاليا لمراسل المجلة: quot;أنت لا تتوقع نتائج طريفة كهذه عند التعامل مع حيوانات كالسمك. نحن رأينا ذلك شيئا مدهشا حقاquot;.

مع ذلك فإن هذه القدرات العددية لهذه الفصيلة من الاسماك تصاب بالشلل حين تتغير النسبة بين عددين وهذا هو حال العديد من المتطوعين من البشر.

في التجربة الاولى جرى تدريب سمكات منفردة في المختبر للربط بين باب يحمل عددا من الأشكال الهندسية وطريق يوصل إلى عدد كبير من الأسماك.

وضعت هذه الاسماك بعد ذلك في أحواض حيث كان عليها أن تختار ما بين بابين متشابهين يحمل كل منهما عددا مختلفا من الرموز. فعلى سبيل المثال قد تكون هناك أربعة أشكال مرتبطة بالباب أ وثمانية أشكال مرتبطة بالباب.

في البداية كانت الأسماك لا تعرف أين تذهب، لذلك كانت اختياراتها عشوائية. لكن مع مرور الوقت بدأت الاسماك تختار غالبا الباب الصحيح لا بحكم الصدفة فقط.
وفي الدراسة الجديدة اعيدت التجربة لكن الباحثين بدأوا باستخدام أعداد أكبر من الأشكال على الأبواب.

وقال أرغيلو معلقا: quot;كان الأمر مضحكا، إذ بدا أن معظم الأسماك قد تفاجأت حين تبدلت الأرقام الصغيرة بأخرى أكبر تصل إلى المئات. فراحت الأسماك تسبح في الحوض لفترة قصيرة وهي تنظر إلى المحفز الجديد وكأنها تحاول أن تفهم ما يجري حولهاquot;.

مع ذلك فإن الأسماك تمكنت في الأخير بإنجاز المهمة أيضا.

ورغبة في إجراء المقارنة في المهارات العددية بين السمك والبشر قام الباحثون بتوجيه الأسئلة لـ 25 طالب جامعي كي يشتركوا في اختبار يشبه الاختبار الذي جرى لسمك البعوض.

وفي هذا الاختبار طلب من الطلبة أن يحددوا الفروق بين الأعداد الكبيرة خلال ثانيتين من دون التوقف للقيام بالعد المتعمد للأشكال.

وإذا كان البشر بشكل عام أكثر دقة من السمك فإنهم أظهروا نفس العجز الذي عانى منه السمك في الحكم على الفروق بين الأعداد حين تتغير النسبة من 2:3 إلى 3:4.

وحسب أرغيلو وزملائه فإن النتائج أضافت دليلا جديدا على أن البشر والسمك والكائنات الفقرية الأخرى تشترك في نفس القدرات عند معالجة الأرقام وهذا ما يجعلها تنتمي إلى سلف مشترك لكنه بعيد جدا في تاريخ تطور الحياة على الأرض.