الرسام السوري علي فرزات

منح البرلمان الأوروبي جائزة ساخروف لحرية الفكر إلى خمسة من ناشطي الربيع العربي، هم التونسي محمد البوعزيزي والناشطة المصرية أسماء محفوظ، والناشط الليبي المعارض أحمد الزبير أحمد السنوسي، والمحامية السورية رزان زيتونة، ورسام الكاريكاتور السوري علي فرزات.


دمشق: أكد رسام الكاريكاتور العالمي علي فرزات أنه يتقاسم جائزة ساخاروف، التي نالها الخميس مع quot;شهداء الحريةquot;، مشدداً على أنه quot;مجرد ساعي بريدquot; مكلف إيصالها إلى quot;الشارع المنتفضquot;.

وقال فرزات، الموجود حاليًا في الكويت لتلقي العلاج إثر اعتداء شنّه مجهولون عليه في آب/أغسطس الماضي، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن quot;هذه الجائزة ليست فقط لي، بل لكل مُطالب بالحريةquot;.

وأضاف إن الجائزة quot;تجسّد معنى الحرية والإنسانية كي تتناقلها الأجيال (...) وتمنح الأمل بأن المستقبل أجملquot;، مؤكدًا quot;ما أنا إلا ساعي بريد اتسلمها (الجائزة) لأوصلها إلى الشارعquot;. وتابع فرزات quot;أرفع الجائزة تحية لكل الشهداء الذين بذلوا دماءهم في سبيل الحريةquot;.

وتابع quot;لقد علمونا ثقافة الحرية، وأنا ممتن لهم وللشارع المنتفض في سبيل الحصول على الحرية والديموقراطية والكرامة، ليس فقط في سوريا، وإنما في العالم بأسرهquot;.

وأعلن البرلمان الأوروبي الخميس منح جائزة ساخاروف لحرية الفكر إلى خمسة من ناشطي الربيع العربي، على ما أفاد مصدر برلماني. وتم اختيار الفائزين بإجماع رؤساء مختلف المجموعات السياسية.

وتعرّض فرزات للضرب المبرح من قبل مجهولين اعترضوا سيارته وخطفوه فجر الخميس 25 آب/أغسطس، ما أدى إلى كسر أصابع يده اليسرى وإصابته بكدمات، خصوصًا في الوجه واليدين، ما استدعى نقله إلى المستشفى.

ودانت دول وشخصيات ومنظمات حقوقية عدة الاعتداء الذي تعرّض له فرزات. وقام فرزات منذ اندلاع موجة الاحتجاجات غير المسبوقة في منتصف آذار/مارس برسم العديد من اللوحات التي quot;تنتقد الظلم والتعامل الأمني مع الأزمةquot;، حسبما أفاد للوكالة.

وحصل فرزات على ترخيص بإصدار جريدة quot;الدومريquot; في 2001 في أول ترخيص يعطى لصحيفة مستقلة في سوريا منذ 1963، وشهدت رواجًا كبيرًا منذ بدء صدورها مع طبع 60 ألف نسخة. إلا أنه نتيجة بعض المشاكل مع السلطات، توقفت الجريدة عن الصدور، بعدما تم سحب الترخيص منه في 2003.

وأسس فرزات صالة للفن الساخر، اتخذت من مقر جريدة الدومري موقعًا لها، لتكون استمرارًا لفكرها، معتمدًا على النجاح، الذي حصدته الجريدة لدى الجمهور، الذي نقلت همومه، وعكست واقعه، وكانت لسان حاله.

وفاز علي فرزات (60 عامًا) بعدد من الجوائز الدولية والعربية، منها الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا (1987)، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية (2003). وقد أقام معرضًا في معهد العالم العربي في باريس (1989)، ونشرت رسوماته في العديد من الصحف السورية والعربية والأجنبية.

شقيق البوعزيزي يهدي الجائزة إلى quot;الشعب التونسيquot;

بدوره، أهدى سالم شقيق محمد البوعزيزي، الذي أعلن البرلمان الأوروبي منحه جائزة ساخاروف لحرية الفكر، هذا التكريم إلى quot;الشعب التونسيquot;. وقال سالم البوعزيزي لوكالة الأنباء الفرنسية quot;أنا سعيد جدًا بهذه الجائزة، التي أهديها إلى الشعب التونسي، الذي صنع الثورة، وواصل التعبير عن رأيه خلال انتخاباتquot; 23 تشرين الأول/أكتوبر. واعتبر هذا التكريم quot;اعترافًا دوليًا بدور محمد البوعزيزي في الثورة التونسيةquot;.

والفائزون بالجائزة المرموقة، هم التونسي محمد البوعزيزي، والناشطة المصرية أسماء محفوظ، والناشط الليبي المعارض أحمد الزبير أحمد السنوسي، والمحامية السورية رزان زيتونة، ورسام الكاريكاتور السوري علي فرزات، بحسب المصدر.

وكان الشاب محمد البوعزيزي البائع المتجول في سيدي بوزيد (وسط غرب) أقدم في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 على حرق نفسه احتجاجًا على إهانته ومضايقته، وتوفي في 4 كانون الثاني/يناير متاثرًا بحروقه. وأشعلت حركته اليائسة ثورة شعبية لا سابق لها أطاحت في 14 كانون الثاني/يناير الماضي بنظام زين العابدين بن علي وأعطت إشارة انطلاق الربيع العربي.