يعاني عدد كبير من الأميركيين من أصل سوري بسبب الإجراءات التي أقرتها مؤخرا إدارة الرئيس أوباما، وتعتبر تلك الإجراءات أنّ عمل الأميركي في سوريا يعدّ انتهاكاً للعقوبات التي فرضتها واشنطن على دمشق. واضطرّ الكثير من هؤلاء إلى ترك وظائفهم وتصفية أعمالهم ومغادرة البلاد.


أميركيون من أصل سوريّ اعتبرواالعقوبات الأميركية واسعة جداً وأنها أفضت إلى تعطيل مصالحهم في سوريا

دمشق: بموجب قرار وقعه الرئيس الأميركي باراك أوباما، يعتبر عمل الأميركي في سوريا انتهاكاً للعقوبات التي فرضتها واشنطن على سوريا، الأمر الذي أدى إلى تهديد موارد رزق العديد من الأميركيين من أصل سوري.
في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ quot;لوس أنجلوس تايمزquot; معاناة الأميركيين من أصل سوري بسبب العقوبات، مشيرة إلى أن العديد منهم اضطروا إلى ترك وظائفهم وتصفية أعمالهم وحتى مغادرة البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن أحمد واحد من هؤلاء، اضطر إلى تصفية شركته، كما استقال من مناصبه في العديد من المشاريع التجارية الأخرى. وعلى الرغم من أنه لم يكن يوماً من المؤيدين الرئيس السوري بشار الاسد، إلا أن العقوبات أضرّت به وبمصالحه.

بموجب أمر تنفيذي وقعه الرئيس أوباما، الذي جمد أي أصول للحكومة السورية في الولايات المتحدة وحظر واردات النفط الأميركية، اضطر أحمد إلى وقف كل أعماله التجارية،حتى التطوعية منها، لأنها تعتبر مخالفة للقانون، وينتظر اليوم ان تصدر وزارة الخزانة الاميركية إعفاءً قبل 25 نوفمبر، عندما تنتهي فترة سماح إغلاق المصالح التجارية.

في هذا السياق، قال مسؤول في السفارة الأميركية في دمشق إن quot;الولايات المتحدة لن تساهم في حكومة أو بنية حكومة تتصرف بهذه الطريقةquot;.

لكن أحمد، الذي يعيش في إحدى ضواحي دمشق، قال إن quot;هذا القرار كان مدمراً بالنسبة لي، وأعتقد أن العقوبات الأميركية واسعة جداًquot;، معتبراً أن الولايات المتحدة quot;لا تفهم حقيقة الوضع على الارض في سوريا، وأن العقوبات واسعة النطاق مثل من يفجر بلداً بأكمله بدلاً من استهداف عدد محدد من الأفراد quot;.

تأثير العقوبات الأميركية والأوروبيةفي اناس مثل أحمد يؤشر إلى احتمال أن تؤثر في نهاية المطاف في الاقتصاد السوري بشكل أوسع، إسوة بما حدث في العراق اثناء عهد الرئيس الراحل صدام حسين، حين اشتكى العديد من أن العقوبات الدولية تؤذي العراقيين أكثر من القادة.

خلال الأشهر القليلة الماضية، علق كريم شاباز في دمشق، ولم يكن بحوزته سوى بطاقة ائتمان توقفت عن العمل، وشيك ضمان اجتماعي لم يعد يتلقاه.

وكان شاباز، أميركي يقوم بتدريس اللغة الإنكليزية في مركز اللغة الأميركي، يتردد في مغادرة البلاد حيث ولدت زوجته وأطفاله الثلاثة. لكن عندما وجد نفسه عاطلاً عن العمل ومن دون اي مال، في ظل الاضطرابات الأمنية في العاصمة، اضطر إلى مغادرة سوريا إلى مدينة أتلانتا الأميركية حيث يحاول quot;البدء من جديدquot;.

وتأتي شكاوى من أن العقوبات تؤثر بشكل غير منصففي السوريين والأميركيين وسط انتقادات سورية أن تكون هذه التدابير رمزية الى حد كبير ضد نظام الأسد، لأن التجارة بين البلدين قليلة للغاية، خصوصاً منذ العقوبات التي فرضت على سوريا في العام 2004.

وقالت مسؤولة أميركية في السفارة السورية في دمشق إن الأميركيين الذين ينتهكون العقوبات سيواجهون أنفسهم عقوبات تتضمن رسالة تحذير، والغرامات أو حتى الملاحقة الجنائية. واضافت أنه quot;من المهم بالنسبة للأميركيين أن يفهموا لماذا وضعت هذه العقوباتquot;.

لكنها أبدت تعاطفها معهم في ظل المحنة التي يواجهها هؤلاء، خصوصاً وأن معظمهم يحملون جنسية مزدوجة، ففي الأسابيع القليلة الماضية، شهدت السفارة الأميركية في دمشق مكالمات عديدة للشكوى حول العقوبات.

وأضافت: quot;انهم يشعرون بأنهم بين المطرقة والسندان، فهم يعيشون في سوريا ويعملون فيها ويربون عائلاتهم في مدنها وقراها، لكن في الوقت ذاته هم أميركيون وفخورون بجنسيتهم، ويرفضون أن تتم معاقبتهمquot;.

ونقلت الصحيفة عن أميركية من اصل سوري قولها: quot;أنا أعيش في سوريا منذ سنوات عديدة، ويعتمد رزقي على الأعمال التجارية المحلية الخاصة بيquot;، معتبرة أن فرض عقوبات على البلد بأكمله، ومن دون تمييز، يضر الكثير من الناس بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.