حثّ المجلس الوطني لقوى الثورة اليمنية الأمم المتحدة على فرض عقوبات على نظام الرئيس علي عبد الله صالح، مطالبين في الآن عينه بحماية المدنيين من بطش قوات الأمن، هذا فيما خرجت مسيرات حاشدة في تعز للتنديد بالقصف الذي تعرّضت له المدينة.


مصابون خلال قمع قوات الأمن للتظاهرات في اليمن

صنعاء: أعربت الولايات المتحدة عن quot;القلق العميقquot; إزاء أعمال العنف الأخيرة التي وقعت في تعز في اليمن، واستهدفت السكان المدنيين، ودعت إلى فتح تحقيق في الأمر، حسب ما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند في بيان.

وقالت المتحدثة quot;نشعر بقلق عميق إزاء الهجمات التي استهدفت السكان المدنيين في مدينة تعزquot;، مذكرة بأن الولايات المتحدة quot;تدين العنف من قبل جميع الأطرافquot; وتدعو إلى ضبط النفس.

وكانت جرت مواجهات السبت في تعز في جنوب شرق اليمن غداة مقتل ما لا يقلّ عن 15 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، في قصف بالمدفعية الثقيلة، قام بها الجيش اليمني واستهدف تجمعًا مناهضًا للنظام في المدينة نفسها.

وأضافت المتحدثة الأميركية quot;إذا كان الرئيس صالح حريصًا بالفعل على مستقبل اليمن وعلى مواطنيه، لا بد له من البدء على الفور بنقل كامل للسلطةquot; تمهيدًا لإجراء انتخابات رئاسية، داعية صالح إلى quot;الالتزام بوعوده من دون تأخيرquot;.

وعا المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية في اليمن السبت الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات على نظام صنعاء، وإلى حماية المدنيين غداة مقتل 15 شخصًا في تعز (جنوب غرب)، بينهم أطفال، في عمليات قصف استهدفت تجمعًا مناهضًا للنظام.

وفي بيان، دان المجلس، وهو تحالف يضم القوى المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، quot;بأشد العبارات وأقساها مجزرة تعز، التي يرتكبها النظام بحق الثوار الأبطال وحرائر اليمن الثائرات الماجدات في ساحات الحرية العامةquot;، والتي نفذت في حين بدأ موفد الأمم المتحدة جمال بن عمر مهمّة في محاولة لحمل السلطة والمعارضة على البدء بعملية انتقالية سلميةquot;.

وأضاف البيان إن quot;بقايا النظام العائلي الفاسد وكتائبه الأمنية يرتكبون هذه المجازر في تحدٍّ سافر للشرعية الدولية ولقرار مجلس الأمن رقم 2014 الصادر في 21 تشرين الأول/أكتوبر حول الأوضاع في بلادنا، والذي أكد على حق الناس في التعبير السلمي عبر المسيرات والاعتصاماتquot;.

وتابع إن النظام quot;لن يستجيب للشرعية الدولية، ما لم يتم إتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير العقابية بحق من استباح دماء شعبه وفقًا للأنظمة والقوانين الدولية، وعليه فإن على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولية إيقاف هذه المجازرquot;.

وفي قراره الرقم 2014، طلب مجلس الأمن الدولي من الرئيس صالح توقيع خطة الخروج من الأزمة، التي عرضتها دول الخليج العربية، والتي لا يزال يرفض التوقيع عليها، ووضع حد لقمع المتظاهرين، الذين يطالبون باستقالته منذ كانون الثاني/يناير.

وأضاف بيان المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية إن quot;إنفاذ قرار مجلس الأمن السالف ذكره يبدأ بتنحّي رأس النظام، حيث إن بقية البنود تقوم وتستند إلى هذه الخطوةquot;.

من جهته، حذر نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى استقباله جمال بن عمر السبت وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي من أن quot;الشعب اليمني لم يعد قادرًا على تحمّل المزيد من هذه الأزمة الطاحنة، التي شملت النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية، حيث وصلت أضرارها إلى جميع فئات الشعب بدون استثناءquot;، وقال quot;نخاف اليوم من ثورة الجياع التي أنتجتها هذه الأزمةquot;.

ورحّب نائب الرئيس بالسفراء والمبعوث الأممي، وقال quot;لدينا جميعًا مهمّة متمثلة في ترجمة قرار مجلس الأمن رقم 2014 على أرض الواقع، وتلك غاية يجب أن يضطلع بها الحزب الحاكم والمعارضة على حد سواءquot;.

وأشار إلى أن المؤتمر الشعبي العام quot;قد رحّب بالقرار، وسيعمل على ترجمته بكل السبل الممكنةquot;.

ولفت بن عمر، الذي وصل الخميس إلى صنعاء لتحضير تقريره الذي سيقدمه في 21 تشرين الثاني/نوفمبر إلى مجلس الأمن الدولي حول تطبيق قراره، إلى ضرورة التوصل سريعًا إلى تسوية سياسية للأزمة.

وقال الموفد الأممي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، إن مجلس الأمن ينتظر مثل هذه التسوية quot;في أسرع وقتquot;.

والتقى بن عمر بعد الظهر ممثلين عن شباب التغيير في صنعاء في إطار مشاورات يجريها لمتابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن.

وقالت الوكالة إن بن عمر quot;أعاد التأكيد على أن حركة الشباب هي طرف رئيس في العملية السياسيةquot;، مشيرًا إلى quot;جهود مكثفة تجري الآن من أجل دفع العملية السياسية إلى الأمامquot;.

وقال في تصريح للصحافين أثناء زيارته المستشفى الميداني في ساحة جامعة صنعاء السبت quot;إن زيارتي هذه لليمن هي لمتابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014quot;.

من جانبه قال عضو المنسقية العليا لشباب الثورة فؤاد الحميري إن ممثلي الشباب quot;نقلوا إلى المبعوث الأممي رفض شباب التغيير لأي حصانة تمنح للرئيس صالح وعائلته المتورطين، حسب قوله، في قتل وإصابة آلاف اليمنيينquot;.

وقصف الجيش اليمني الجمعة بالمدفعية الثقيلة تجمعًا مناهضًا للنظام في تعز، ما أوقع 15 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال، ونحو أربعين جريحًا، بحسب مصادر طبية.

وتصاعد وتيرة العنف هذه التي تصادف مع مهمة جمال بن عمر، زادت من حدة التوتر في اليمن، حيث أسفرت حركة قمع حركة الاحتجاج عن مقتل المئات وجرح الآلاف منذ كانون الثاني/يناير.

وخرجت مسيرة حاشدة في مدينة تعز اليمنية اليوم السبت للتنديد بالقصف الذي تتعرّض له المحافظة وبموقف مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان تجاه ما يرتكبه النظام بحق الشعب اليمني الأعزل. وانطلقت المسيرة من وادي القاضي إلى شارع جمال وصولاً إلى ساحة الحرية، في الوقت الذي كانت تسمع فيه أصوات اشتباكات وانفجارات في منطقة الحصب الواقعة على المدخل الغربي للمدينة.

وطالب المتظاهرون بسرعة إلقاء القبض على علي عبدالله صالح وجميع رموز نظامه وتسليمهم إلى محكمة الجنايات الدولية، جراء الجرائم التي ارتكبوها ضد الشعب اليمني في صنعاء وأرحب وتعز وبقية المدن اليمنية.

في غضون ذلك، اتهم الحوثيون، السبت، السلفيين في محافظة صعدة فيشمال اليمن بتنفيذ أجندة للمخابرات الأميركية لإثارة الفتنة المذهبية بين السُنّة والشيعة.

وقال قائد الحوثيين عبد الملك الحوثي، في بيان اليوم، إن quot;قتالنا مع مسلحين متشددين في مديرية دماج في محافظة صعدة في شمال البلاد دفاعاً عن أنفسنا ضد عدوان يأتي في سياق تزايد وتيرة نشاط بعض دعاة التكفير والتطرف المدعومين من قبل الإستخبارات الأميركية لإثارة الفتنة المذهبية بين المسلمين (السُنّة والشيعة)quot;.

وأضاف أن quot;المتشدّدين حوّلوا نشاطهم الدعوي إلى فصيل مسلّح يجمع السلاح ويحرّض على الحرب، ويعتبرون أهل صعدة كفاراً، يجب قتلهم وإبادتهم، ويدعون إلى ذلكquot;.

وكانت مواجهات جرت على مدى الأسابيع الماضية، بين الحوثيين والسلفيين في محافظة صعدة فيشمال اليمن، خلّفت قتلى وجرحى من الجانبين.