منذ وقت مبكر من العام المنصرم بدأت الأزمة اليمنية تتراكم يومًا إثر آخر مع اقتراب الاستحقاق الدستوري المتمثل في الانتخابات النيابية التي كان قد تم تأجيلها لعامين، وكان يفترض أن تجري في أواخر إبريل/نيسان الماضي.


صنعاء: خلال فترة الأزمة ناقشت quot;إيلافquot; الواقع السياسي مع عدد من السياسيين الذين تحدثوا عن قرب انفجار الشارع، خصوصًا بعدما أعلن الحزب الحاكم عن ترتيبات لتعديلات دستورية ستمكن صالح من الترشح لولاية ثانية بعدما انتهت فترات حكمه.

حينها ظهر مصطلح quot;قلع العدادquot;، الذي خرج على لسان رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم سلطان البركاني، في إشارة منه إلى أن صالح سيظل مرشحًا للرئاسة طوال عمره من دون تحديد فترات رئاسية.

التحذيرات من السياسيين حول عامل الشارع لم يأبه لها أحد، وكان سلطان البركاني يقول إن المعارضة لا تستطيع إخراج الشارع، مطلقاً مقولته الشهيرة quot;من يهدد لا يقتلquot;.

ولاستعادة تلك الطروحات نحاول رصد ما نشرته إيلافquot; من تحذيرات من خروج الشارع اليمني منذ وقت مبكر على لسان عدد من السياسيين.

الجفري: الشارع سيسبق الجميع ونبض شعوبنا لا يمكن قياسها بدقة

عبد الرحمن الجفري

في مطلع العام الجاري، وقبل خروج الشباب اليمني إلى الشوارع بشهر واحد، قال أمين عام حزب رابطة أبناء اليمن quot;رأيquot; عبد الرحمن الجفري في مقابلة مع quot;إيلافquot; إن quot;الشارع يمكن أن يسبق الجميع، فالشعوب في مثل ظروف شعبنا لا يمكن قياس نبضها بدقة، ممكن بأخطاء بسيطة من السلطة وأخطائها ما شاء الله كثيرة- أن ينفجر الشارعquot;.

وأضاف: quot;عندك أولاً جوع، بطالة، فقر، مطالب لا تعد ولا تحصى.. شعور بعدم الانتماء، اليأس، الإحباط، فإلى جانب تعدد المصائب والممارسات السيئة للسلطة هناك تعدد الجهات المفعلة لها.. هذه كلها قد تصنع انفجارًا من جهات غير محسوبة، اليأس واستخدام القوة سيفجران الناسquot;.

ونبه حينها إلى أن: quot;هناك شعارًا رفع في جامعة صنعاء، على السلطة والمعارضة أن يرحلوا، ويجب علينا جميعا أن نفهم هذا الكلامquot;.

ورأى أن quot;الأسلوب الذي نجح الرئيس صالح طوال السنين، لن ينجح به اليوم في هذه الظروف المختلفة، وهو مدمّر له ولمنظومته وللبلدquot;.

وحول قدرة الرئيس صالح حينها على تلافي ما حدث الآن، قال الجفري يمكن أن يفعل صالح شيئًا quot;وإن أراد سنكون كلنا معه، وسيكون الشعب كله معه، ولكن بصدق، ومن دون شطارة، والوقت لا يسعفنا، وهو قادر إن أراد وكلما مر الوقت ستكون الصعوبة أكثر عليه وأخشى أننا قد وصلنا إلى حافة انتهاء الوقتquot;.

وأعرب عن ثقته حينها بأن الوضع quot;لن يمكن البلاد من الوصول إلى انتخابات 2013 إذا استمرت الأمور على ما هي عليه الآنquot;.

قحطان: نفي الشراكة طبيعة متجذرة في الحاكم

محمد قحطان
من جانبه، كان محمد قحطان عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح والناطق الحالي باسم المشترك يتحدث في مقابلة معه في شهر أكتوبر/تشرين من العام الماضي إنه quot;لايزال لدينا أمل في أن يتم تحقيق الإصلاحات عبر الحوار وعبر إقناع السلطة، فإذا فشلنا وفشل الحوار فليس أمامنا إلا الدعوة إلى مؤتمر حوار وطني بتمثيل شعبي واسع، والناس يقررون ما يريدون وكيف يصلون إلى ما يريدون، يجب أن لا يكون مثل هذا القرار قرارًا حزبيًا، لا من الإصلاح ولا من المشترك، وتكون هذه القرارات مجتمعيةquot;.

وأضاف حينها أن الأحزاب ستناضل لانتزاع حقوقها كل بالوسيلة التي يريد، ملمحًا إن quot;هناك أحزابًا تعلن النظام المسلح ضد بعض الأوضاعquot;، وأن quot;تحديد الوسيلة يكون حسب معطيات الواقع، وبالنسبة إلى واقعنا اليمني فنحن حددنا النضال السلمي لتغيير هذا الواقع. معتبراً أن quot;الحوار إحدى وسائل هذا النضالquot;.

قحطان استبعد حينها quot;أن يكون العنف وسيلة للإصلاح في بيئة مثل اليمن، على الأقل على مدى الـ 30 عاما المقبلة.

ووصف الحزب الحاكم في تلك المقابلة بأن طبيعته نافية للشريك، ولا يستطيع تحمل الشريك، مشيرًا إلى أنه لم يستطع تحمل الحزب الاشتراكي لأشهر قليلة، منذ اتفاق الوحدة ولم يشعر بوئام مع quot;الاشتراكيquot; حتى لشهرين أو ثلاثة أشهر.

وتابع الطبيعة النافية للشراكة طبيعة متجذرة في السلطة الحالية وقيادة السلطة، وقيادة quot;المؤتمرquot; وهذه مسألة أعتقد أنها مفروغ منها.

علي سيف حسن: الخلافات الأساسية هي من ستفجر الموقف

علي سيف حسن
تساءل علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية في يناير /كانون الثاني في حديث لـ quot;إيلافquot; حول quot;أين سيلتقي شارعي المعارضة والمؤتمر وأي ميدان سيتسع لهما، وهل لدى المعارضة الجسارة في أن تذهب إلى ما لا نهاية وإلى التغيير خارج الانتخابات.. كلها أسئلة تطرح، وليس لها إجابات حقيقيةquot;.

وقال حينها إن quot;الأطراف السياسية اليمنية أرهقت نفسها كثيرا بمحاولة الاتفاق مع علمهم إن الخلافات بينهم أساسية، خلافات في منهج إدارة البلدquot;.

وأشار إلى أن quot;الكل يحوم حول المنهج كيف نبدأ، ويتحدث عن أدوات السياسة، ولم يصل بعد أي منهم إلى موضوعات السياسة، موضوعات السياسة هي معالجة مكونات معادلة الرعب المتمثلة في الانفجار السكاني ونفاذ الموارد. أما أدوات السياسة فهي نظام الحكم والانتخابات وتداول السلطة وغيرها، الكل عالق في تلك المنطقةquot;.

وقدر حينها أن quot;حالة الضعف المستشري بين الطرفين مكنت كل طرف من إعاقة الطرف الآخر لكنها لم تمكنه من أن ينفذ مشروعه الذاتيquot;.

محمد الصبري: النضال السلمي يتحول إلى تمردات اجتماعية سلمية

في السياق عينه، تحدث عضو الأمانة العامة للتنظيم الناصري، والناطق باسم اللجنة التحضيرية للحوار محمد الصبري، حول مفردات العمل السلمي وتطوره من الحوار إلى العصيان المدني والخروج للشارع.

محمد الصبري
وقال quot;إن الأحزاب عندما تتحدث عن النضال السلمي، فإنه لا يعني السلامة، هناك نظرة دونية للعمل السلمي مقارنة بالعمل المسلح، وأن العمل المسلح مؤثر والمدني غير ذلك، العمل السلمي لا يعني سلامة الداعين، ولا المدعو عليهم، النضال السلمي يمكن أن يتحول في لحظة من اللحظات الزمنية إلى عصيان مدني، إلى تمردات اجتماعية سلمية، إلى عدم استجابة للقوانين والنظم التي يطرحها الحاكم، ومن ثمّ فرض نوع من الإجراءات العقابية ضد الذي يحكم وضد الذي في السلطةquot;.

وأعرب حينها عن مخاوفه من أن مشروع التوريث هو من سيفجر الشارع، موردا إن quot;هذا المشروع من متطلباته أن لا تكون هناك أي قوى ممانعة، سواءً كانت حزبية أو قبلية، وتعتبر الممانعة الحزبية أخطر لأنها تملك مشروعية وطنية، ومشروعية دستورية، ومشروعية سياسية، ومشروعية أخلاقية في أنها تقول quot;لاquot;.. فالأحزاب عندما تقول quot;لاquot; لديها كل المبررات والمسوغات التي تجعل من كلمة quot;لاquot; لها معنى على ارض الواقع.

القباطي: التوريث هو أخطر المفردات على العمل السياسي

إلى ذلك أشار القيادي في الحزب الاشتراكي والبرلماني محمد صالح القباطي في يناير/كانون الثاني إلى أنquot; إفراغ مبدأ التعددية من محتواه، أوصل البلاد إلى ما آلت إليه اليوم، لمصلحة أفراد وكيانات قبلية، مؤكداً أن إرساء الديمقراطية وتداول السلطة هو الطريق الأوحد لخروج اليمن من عثرته السياسية وربما الأمنيةquot;.

وأضاف حينها ان التوريث هو أخطر المفردات على العمل السياسي في اليمن، معتبرًا أنه وليد لحرب 94، التي قامت لاحتكار الثروة والسلطة بدرجة رئيسة، حيث

محمد صالح القباطي
تراكم النزوع نحو الاستيلاء والبقاء على احتكار هذه السلطة والثروة.

وأضاف: quot;النزوع الاستبدادي الدكتاتوري القائم لدى الحاكم، حتى التوريث لا يراد أن يكون حقيقة اليوم، الدستور تم تغييره أكثر من مرة لأجل الرئيس بدرجة رئيسة، الإشكالية هي إشكالية الاستبدادquot;.