تطوّق ميناء عدن مجموعات من المقاتلين الإسلاميين الذين يرتبط بعضهم بتنظيم القاعدة، ويتنقلون بحرية تامة. وكان المسلحون سيطروا على بلدتين واقتحموا سجونًا ونهبوا مصارف ومستودعات عسكرية في الجنوب. وحذر محافظ أبين من أن المنطقة ستتحول دولة طالبانية أخرى كما في افغانستان إذا لم تتحرك السلطات سريعًا.


صالح قد يكون وراء انتشار الجهاديين الإسلاميين في اليمن

اعداد عبد الاله مجيد: قال التقرير إن الحكومة اليمنية التي ما زالت منشغلة في محاربة محتجين مسالمين لم تفعل شيئًا يُذكر لوقف هؤلاء الجهاديين. ولم تُنشر وحدة مكافحة الإرهاب المدربة أميركيًا. وإزاء هذا التقاعس، ليس من المستغرب ان يعتقد كثير من اليمنيين ان الرئيس علي عبد الله صالح يفعل ذلك متعمدًا.

وقال قائد اللواء 25 محمد الصوملي لصحيفة نيويورك تايمز حين سئل عما إذا كان الجهاديون سيجتاحون المدينة في وقت قريب انه لا يستبعد أي شيئا. وحذر محافظ ابين المجاورة صالح حسين الزوعري من ان المنطقة ستتحول الى quot;دولة طالبانية أخرى كما في افغانستانquot; إذا لم تتحرك السلطات سريعًا.

يعزو المسؤولون اليمنيون انتشار الفوضى الى الأزمة السياسية التي أبقت قوات الرئيس صالح في العاصمة صنعاء. لكن احاديث سكان محليين في عدن لصحيفة نيويورك تايمز تشير الى ان صالح نفسه الذي يتماثل الى الشفاء في العربية السعودية بعد اصابته بجروح في هجوم على مجمعه الرئاسي، هو سبب المشكلة، وان حكومته انتهجت طوال سنوات سياسة تنكيل وتمييز ضد الجنوبيين.

واضاف التقرير ان قادة الجيش اليمني الشماليين معزولون في الجنوب وهم عاجزون عن تنفيذ اي عمليات لمكافحة الارهاب يمكن ان تخفف من حدة الأزمة. وإزاء التواطؤ المديد بين تنظيم القاعدة والأجهزة الأمنية فإنه من المتعذر ان يُعرف ما إذا كان الرئيس صالح واعوانه يشجعون الجهاديين بهدف استخدامهم فزاعة أو يغضون الطرف عنهم فحسب. وتدعو الولايات المتحدة الآن الرئيس صالح الى نقل السلطة للخروج من الطريق المسدود الحالي، ولكن ليس معروفًا ما إذا كان ذلك سيحدث في وقت قريب.

وتشكل هجمات الجهاديين المتزايدة جرأة مبعث قلق بالغ للولايات المتحدة التي استهدفها تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية مرتين حتى الآن. لذا اعتمد الجيش الاميركي حتى الآن على الضربات الجوية التي تستهدف قادة الجهاديين بنتائج متناقضة.

وتدفق آلاف اللاجئين على عدن في الأسابيع الأخيرة ناقلين مشاهداتهم عن ممارسات الجهاديين الذين سيطروا على مدينة زنجبار في ايار/مايو الماضي. وقال نازحون لصحيفة نيويورك ان الجهاديين وجهوا خطابات تدعو الى اقامة حكم اسلامي من مكبرات الجوامع، وانهم يحملون رايات بيضاء كُتبت عليها عبارة quot;انصار الشريعةquot;.

واعرب العديد من سكان زنجبار عن استيائهم واستنكارهم لانسحاب قوات الجيش اليمني من دون معركة من مدينة زنجبار وغيرها من مناطق محافظة ابين. وقال النازح علي القرشي إن غالبية عناصر القاعدة هم من الشبان، بل الصبيان في احيان كثيرة، وانه لا يصدق ان الجيش اليمني غير قادر على دحرهم.

وقال مسؤولون في المدينة انه لم يكن لديهم من خيار سوى المغادرة، ونفوا ان تكون اوامر صدرت اليهم بالرحيل. وقال الزوعري محافظ ابين الذي هرب معهم ان المسلحين دخلوا بأعداد كبيرة مستغلين الوضع، حيث quot;كل شيء منقسم الآن، الحكومة، الجيشquot;، بحسب تعبيره.

ويقول نازحون ان زنجبار الآن مكان مقفر، بيوتها مدمرة بنيران المدفعية والرشاشات، وشوارعها مفروشة بالجثث التي بدأت الكلاب تنهشها. ولم يبق إلا بضعة شباب يحرسون منازل عائلاتهم من السرقة. الشيء نفسه يقال عن بعض القرى الأخرى في المنطقة وفي بلدة جعار التي سيطر عليها مسلحون إسلاميون في آذار/مارس الماضي.

واكد الصوملي قائد اللواء 25 الذي يتمركز على اطراف زنجبار في اتصال هاتفي مع صحيفة نيويورك تايمز ان المعركة انتهت، وبمقدور السكان ان يعودوا الى بيوتهم. لكن عددًا من اهالي المنطقة الذين عادوا لرؤية ما حدث لممتلكاتهم قالوا ان المسلحين يبسطون سيطرة محكمة على المدينة وان اللواء الصوملي عمليًا محاصر في ثكنته، ولم يفعل لمقاتلة المسلحين اكثر من قصف المدينة بالمدفعية مدمرًا العديد من مساكنهم في مجرى العملية.