صنعاء: بعد أن ثارت التكهنات بشأن صحة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تفيد الأنباء إلى أن صحته تحسنت بدرجة تسمح بعودته الى اليمن قريبا ومن المقرر أن يظهر أمام وسائل الاعلام خلال اليومين القادمين.

وسافر صالح الى السعودية للعلاج تاركا اليمن على شفا حرب اهلية. ولم يظهر الرئيس اليمني علنا منذ الانفجار الذي اسفر عن مقتل عدة اشخاص واصابة رئيس الوزراء واثنين من نوابه ورئيسي مجلسي البرلمان.

وقال احمد الصوفي السكرتير الاعلامي للرئيس اليمني ان صالح سيظهر امام وسائل الاعلام خلال الساعات الثماني والاربعين القادمة رغم القلق من أن الحروق في وجهه وأجزاء اخرى في جسمه ستكون عائقا أمام ظهوره بالشكل الذي تتوقعه وسائل الاعلام.

وشهد اليمن الذي يوشك على الانهيار شهورا من الاحتجاجات الشعبية ضد حكم صالح. وقبل هذه الموجة من الاحتجاجات كان صالح يواجه تمردا في الشمال وعنفا انفصاليا في الجنوب الى جانب عنف جناح تنظيم القاعدة في اليمن.

وقال الصوفي ان صالح في صحة جيدة وانه يواصل ادارة الشؤون اليمنية من الخارج. وتولى عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس مهام الرئاسة منذ سفر صالح. وذكر مصدر مقرب من الرئيس ايضا ان صالح ينوي القاء خطاب للشعب اليمني قريبا مضيفا ان حالته الصحية جيدة بما يكفي كي يعود الى اليمن قريبا.

مقتل جنديين اثنين وستة متطرفين مسلحين في جنوب اليمن

ميدانيا، قتل جنديان وستة متطرفين مسلحين الاحد في مواجهات تلت هجوما على معسكر للجيش اليمني في زنجبار، كبرى مدن محافظة ابين معقل تنظيم القاعدة، كما اعلن مصدر عسكري. واعلن هذا المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية quot;قتل جنديان وستة مسلحين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة الأحد في هجوم شنه المسلحون على اللواء 25 ميكانيكي المرابط في شمال مدينة زنجبارquot;.

وقال المصدر ان quot;ابطال اللواء تصدوا لهجوم شنه مسلحو القاعدة quot;أنصار الشريعةquot; وتدور مواجهات عنيفة منذ ساعتين في محيط اللواء اسفرت عن مقتل جنديين واصابة 7 اخرين كحصيلة اوليةquot;. وهذا اللواء هدف لهجمات متكررة منذ ان سيطر متطرفون مسلحون يطلقون على انفسهم اسم quot;أنصار الشريعةquot; على زنجبار في 29 ايار/مايو.

واوضح المصدر ان quot;سلاح الجو يشارك في المعركة التي اندلعت ساعة الظهيرة واستهدف القصف مبنى الأمن المركزي ومبنى الإدارة المحلية للمحافظةquot;. وافاد مسؤول محلي في جعار ان quot;ستة قتلى في صفوف المسلحين نقلوا الى المقبرة الواقعة شمال المدينة حسبما ابلغنا السكانquot;.

لكن مصدرا طبيا في مستشفى الرازي في بلدة جعار اوضح ان المستشفى quot;استقبل جريحين من الجماعات المسلحة احدهما توفي متأثرا بالاصابة والأخر حالته خطرةquot;. وذكر شهود عيان ان اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة شهدتها زنجبار كما قصف الطيران الحربي مواقع عدة في المدينة.

وفي مطلع الاسبوع، قدر مصدر عسكري عدد القتلى في صفوف الجنود وعناصر اجهزة الامن بquot;اكثر من 100quot; منذ ان سقطت زنجبار بيد المتطرفين المسلحين الذين تقدمهم السلطات على انهم عناصر من القاعدة.

ووزع quot;انصار الشريعةquot; الاحد بيانا على مالكي المحال التجارية في بلدتي مودية ولودر في محافظة ابين حذروا فيه من quot;بيع الاشرطة والافلام والمجلات والصحف الهابطةquot;، مؤكدين quot;ان من سيخالف هذه الأمور سيتعرض للعقاب الشديدquot;. واضاف البيان quot;لا تعترف الشريعة الإسلامية بقوانين الضرائب والجمارك والتأمينات وتعتبرها من اخذ أموال الناس بالباطلquot;.

وتنظيم القاعدة ينشط بقوة في جنوب اليمن ويشن هجمات على قوات الامن بينما تهز البلاد حركة احتجاج ضد النظام. وتطالب هذه الحركة منذ نهاية كانون الثاني/يناير بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتلقى حاليا العلاج في المملكة العربية السعودية بعد هجوم على مسجد القصر الرئاسي في مطلع حزيران/يونيو تسبب بفراغ سياسي في البلاد.

وتخشى الولايات المتحدة التي جعلت من نظام صالح حليفا في مكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، من ان يستفيد انصار التنظيم المتطرف من حركة الاحتجاج في اليمن. واثناء جلسة استماع في التاسع من حزيران/يونيو امام مجلس الشيوخ، اكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ليون بانيتا ان الولايات المتحدة تواصل عملياتها لمكافحة الارهاب في اليمن.

حتى ان وتيرة الغارات الجوية في اليمن التي تنفذ خصوصا بواسطة طائرات من دون طيار، ارتفعت في الاسابيع الاخيرة، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في مطلع حزيران/يونيو.

عشرات الاف اليمنيين يتظاهرون مطالبين بعدم عودة صالح

إلى ذلك، تظاهر عشرات الاف اليمنيين عصر الاحد في صنعاء مطالبين بعدم عودة عبدالله صالح الذي لا يزال في المستشفى بالرياض بعد هجوم تعرض له مسجد القصر الرئاسي. وردد المتظاهرون شعارات quot;لن نتراجع لن نحيد مطلبنا يمن جديدquot; وquot;الشرعية للثوار واليمنيين هم أحرارquot; وquot;الله أكبر حريةquot;.

وسار المتظاهرون من ساحة جامعة صنعاء مرورا بحي الزراعة القريب من مبنى الحكومة اليمنية الذي ضرب حوله طوق امني كثيف لمنع المتظاهرين من الاقتراب منه، ثم عاد المتظاهرون الى الساحة من دون وقوع أعمال عنف.