وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند يصافح جنديا من قوات بلاده في أفغانستان

في أعقاب استقالة وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس الشهر الماضي في فضيحة تتعلق باستغلاله نفوذه، سارع خلفه، فيليبس هاموند، الى الإقرار بما ظل المراقبون يرددونه على مر الزمن وهو أن من شبه المستحيل فرض الإرادة العسكرية الخارجية على أفغانستان، بغض النظر عن النوايا.


خلال زيارة لقوات بلاده في افغانستان، قال وزير الدفاع البريطاني، فيليب هاموند، إن المخرج الوحيد من الطريق المسدود هنا هو الحوار مع طالبان.

وقال الوزير، الذي تسلّم مهام منصبه الشهر الماضي خلفا للدكتور ليام فوكس المستقيل بعد فضيحة استغلال نفوذه، إنه لا مكان الآن لإصرار بريطانيا على حفظ ماء وجهها بمواصلة السعي نحو نصر عسكري، وإن كان هذا يمثل ضربة موجعة للأماني في لندن وواشنطن.

ونقلت الصحافة البريطانية الرصينة، مثل laquo;تليغرافraquo; وlaquo;تايمزraquo;، عن الوزير قوله: laquo;يتعين علينا العيش في العالم الواقعي بعيدا عن الأحلام، والركون الى موقف أكثر نضجا يتمثل في فتح قنوات الحوار مع طالبانraquo;.

ومضى قائلا: quot;عندما صافحت، للمرة الأولى، مارتن ماكغينيس (حجر رحى laquo;الجيش الجمهوري الآيرلنديraquo; الذي صار نائبا لرئيس الوزراء في آيرلندا الشمالية)، اتذكر انني كنت قد أقسمت على الامتناع عن فعل شيء كهذا مدى الدهر. لكن الظروف تغيرت ووجدتني أصافحه فعلا. يتوجب علينا التكيّف مع المعطيات الجديدة التي يلقيها علينا الزمن بدون سابق إنذارquot;.

وقال الوزير إن محاورة طالبان quot;عملية يجب أن يديرها الأفغان أنفسهم لأن هذا هو وطنهم. ويجب أن يكن الهدف من جانبهم هو حلول السلام في ربوعهم، وأن يكون - من جانبا - هو إحلال الاستقرار. وهذا لن يتأتى إلا داخل إطار تسوية سياسية شاملة تشارك فيها طالبان نفسهاraquo;. لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن حوارا مع الحركة الأصولية laquo;يجب أن يتم من موقع القوة، لأنه سيصبح كارثة على الجميع إذا جاء من موقع ضعفquot;.

يذكر أن زيارة هاموند جاءت في اليوم التالي لمقتل جندي بريطاني آخر (ماثيو ثورنتون من اللواء الرابع) في اقليم هلمند، مضيفا الى مئات الخسائر البشرية التي تكبدتها بريطانيا في أفغانستان. لكن الوزير أصر على أن laquo;العدوraquo; (طالبان) صار في موقع الدفاع برغم عملياته الجرئية الأخيرة. وكان بضمن هذه الهجوم على السفارة الأميركية في كابول، ومقتل 11 جنديا أميركيا في هجوم آخر على قافلة عسكرية. وقال إن هذا الهجمات quot;ما هي الا أعمال يائسة تأتت عن أن طالبان أخفقت في إحراز اي نصر يذكر أوتحقيق شيء مما وعدت به في موسم القتال الماضيquot;.

وهاجم الوزير (المحافظ) حكومة العمّال البريطانية السابقة بشدة قائلا إنها أهملت تمويل القوات المسلحة كما ينبغي وقصّرت كثيرا في توفير حاجياتها من طائرات الهلكوبتر والعربات المدرعة والسترات الواقية من الرصاص وغيرها من لوزام القتال الأساسية في أراض كأفغانستان.