سيف الاسلام القذافي

محاكمة سيف الاسلام القذافي قد تحرج دولا عديدة كبريطانيا وفرنسا إذا كشف ن تفاصيل العلاقات الوثيقة والسرية والصفقات التي جمعت والده بعدد من السياسيين.


على الرغم من أن سيف الإسلام القذافي نفى تورطه في أي نشاط سياسي أثناء عهد والده الراحل معمر القذافي، إلا أنه يحمل من الأسرار ما يمكن أن يسبب حرجاً كبيراً للعديد من الدول، وتحديداً بريطانيا وفرنسا.

محاكمة سيف الإسلام (39 عاماً) ستكون محرجة في حال اختار أن يكشف عن تفاصيل العلاقات الوثيقة والسرية التي جمعت والده بعدد من السياسيين البريطانيين بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ووزير العمل بيتر ماندلسون.

إذ لم يعد لدى سيف الإسلام ما يخسره، ومن الممكن أن يقرر الإفصاح عن كل ما لديه من معلومات عن الصفقات التجارية والوعود السياسية التي قُدمت لنظام القذافي خلال العقد الماضي.

وبلير، الذي وصفه القذافي الابن بـ quot;الصديق الشخصي المقرب من العائلةquot;، قد يواجه أسئلة عدة في حال قرر سيف الإسلام المضي قدماً بالكشف عن أسرار اتفاقاتهم بما في ذلك العقود النفطية والإفراج عن عبد الباسط المقرحي من تنظيم القاعدة، المسؤول عن تفجير طائرة لوكربي.

وقضية لوكربي هي قضية جنائية ترتبت على سقوط طائرة ركاب أميركية تابع لشركة طيران بان أميركان أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي بإسكتلندا سنة 1988.

وقد انفجرت الطائرة البوينغ 747، التابعة لشركة بان أميركان أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي، الواقعة في مدينة دمفريز وغالواي الأسكتلندية غربي إنجلترا. ونجم عن الحادث مقتل 259 شخصاً هم جميع من كان على متن الطائرة و11 شخصاً من سكان القرية حيث وقعت الطائرة.

وتسلم سيف الإسلام المفاوضات بين ليبيا وبريطانيا للإفراج عن المقرحي، الامر الذي يمثل خطورة وحرجاً كبيرين في حال قرر القذافي الإبن الإفصاح عن معرفته التفصيلية للمفاوضات التي أجريت مع ديبلوماسيين بريطانيين ورئيس الاستخبارات في عهد القذافي موسى كوسا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الافراج عن المقرحي، حدث بعد quot;صفقة الصحراءquot; السيئة السمعة التي عقدها بلير مع الزعيم الليبي معمر القذافي، والتي مهدت الطريق للحصول على عقود نفطية تبلغ عدة ملايين من الجنيهات الاسترلينية مع شركتي quot;شلquot; و quot;بريتش بتروليومquot;.

وادعى القذافي الابن ان رئيس الوزراء السابق كان بمثابة استشاري لهيئة الاستثمار الليبية، الأمر الذي نفاه بلير ينفي ذلك بشدة. ومع ذلك، فقد زار ليبيا ست مرات على الاقل منذ ان ترك منصبه. كما اجتمع رئيس الوزراء البريطاني السابق خمس مرات مع معمر القذافي في فترة الـ 14 شهراً التي سبقت الافراج عن المقرحي.

ومن الممكن أن تشكل محاكمة سيف الإسلام حرجاً كبيراً لفرنسا، خصوصاً وأنه تباهى بأنه موّل حملة نيكولا ساركوزي الانتخابية في العام 2007.

وظهرت أدلة جديدة تشير إلى صلات وثيقة بين حزب العمال ونظام القذافي، إذ أشارت صحيفة الـ quot;تليغرافquot; إلى أن أحد الأطراف المانحة في حزب العمال، استخدم مدرسة لندن للاقتصاد للوصول إلى نجل الديكتاتور.

وكشفت الصحيفة أن عمران خند، الذي موّل الحزب بمبلغ 57,500 جنيه استرليني، ساعد في ترتيب مبلغ 1.5 مليون جنيه استرليني كهبة من سيف الإسلام القذافي من مدرسة لندن للاقتصاد حيث أكمل القذافي شهادة الدكتوراه هناك.

اكتشفت لجنة التحقيق من قبل quot;لورد وولفquot;، وهو محام ذاع صيته دولياً وتبوأ مراكز قضائية مرموقة في بريطانيا، إخفاقات متعددة في بورصة لندن بقبول هبة من القذافي. وقد التمس الحزب المال بعد ستة أسابيع فقط من حصول سيف الإسلام على درجة الدكتوراه.

وعمل خاند، رجل أعمال اسكتلندي، كوسيط في عملية التبرع من قبل الجمعية العالمية الخيرية للبناء والتنمية التي يملكها القذافي. وأدى ذلك إلى استقالة السير هوارد ديفيس مدير بورصة لندن في وقت سابق من هذا العام.

ويبقى السؤال: هل سيكشف سيف الإسلام عن أسرار تحرج الدول الكبرى، وهل ستؤدي محاكمته إلى محاكمة شخصيات سياسية وحزبية مرموقة في بريطانيا وفرنسا؟